اعتبر رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني ان عمليات تحرير الموصل مهمة للكرد في العراق وذلك لقربها من إقليم كردستان وتاثيرها المباشر عليه ، وفيما اكد انه ستكون ثمة مشاركة للبيشمركة في هذه العمليات فان أشار الى ان تلك المشاركة ستكون بالتنسيق مع القوات العراقية وقوات التحالف الدولي.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه إذاعة صوت أمريكا (القسم الفارسي) تناول فيه عمليات تحرير الموصل ازمة النازحين والبرتكول الأمني بين إقليم كردستان العراق والولايات المتحدة الامريكية.

وقال بارزاني ان "عمليات تحرير الموصل مهمة جدا بالنسبة لنا ككرد، لأن هذه المدينة قريبة من محافظات اربيل ودهوك وكركوك، ولها تأثير مباشر على اقليم كردستان ، وبكل تأكيد سيكون هناك دور رئيسي لقوات البيشمركة في هذه العملية، بالتنسيق مع القوات العراقية وقوات التحالف".

وتابع " يتوجب ان تكون هناك خطة واضحة لمرحلة ما بعد تحرير الموصل، والدور الذي سيقوم به كل طرف بعد ان تبدأ العمليات".

وبشان مسألة تدفق واستقبال النازحين، قال نيجيرفان بارزاني " يعلم الجميع بأن اقليم كردستان يمر بظروف اقتصادية صعبة، إلا ان حكومة اقليم كردستان قد شكلت لجان وبالتعاون مع الأمم المتحدة، وستتم اتخاذ التدابير اللازمة في حال تدفق النازحين".

واردف "اننا في إتصال مستمر مع الحكومة الاتحادية في بغداد، إلا اننا نتطلع الى المزيد من التعاون من بغداد وكذلك من المجتمع الدولي .. هنالك احتمالات بتدفق أكثر من نصف مليون شخص الى الإقليم في حال بدأت عمليات تحرير الموصل من تنظيم داعش".

وعن بروتوكول الإتفاق العسكري بين إقليم كردستان والولايات المتحدة الأمريكية، قال بارزاني "ان الإتفاق يتألف من جزأين، يترتب الجزء الأول فيه على المعونات المالية التي ستقدمها الولايات المتحدة لقوات البيشمركة، فيما ينص الجزء الثاني على التعاون العسكري والتنسيق بين الطرفين لتحرير الموصل وغيرها من المناطق التي يحتلها داعش".

وكشف عن علم الحكومة العراقية في بغداد بهذا البرتكول وقال "لقد ابلغنا الحكومة الاتحادية سابقا عن هذا الاتفاق، وهذا الاتفاق لم يكن جديداً فقد جاء بعد عدة اشهر من الإجتماعات".

وقال نيجيرفان البارزاني، "أنا لا اعتقد أن تنظيم داعش سيتم القضاء عليه عن طريق السلاح والمعارك، ولكن يجب أن تكون هناك مراجعات ومعالجات سياسية".

وبخصوص استقلال إقليم كوردستان، قال نيجيرفان البارزاني، إن "استقلال إقلم كوردستان، من حق الشعب الكوردي، وحق تقرير المصير من اهداف الشعب الكوردي، ويجب بعد انتهاء داعش، أن ننهي موضوع الحدود الذي حددته قوات البيشمركة بدمائها، وعلينا تحديد حدود كوردستان التي حررت بدماء البيشمركة بعد مرحلة داعش، سواء بقينا في الحدود العراقية، أو البقاء كإقليم كونفيدرالي".

نيجرفان بارزاني تحدث مجددا عن انفصال إقليم كردستان وحقق تقرير المصير في الوقت الذي تقف كل من إيران وتركيا، ضد هذه الخطوة، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وحركة التغيير، لا يسرون بنفس الخطوة، وقال "نحن نفهم جيداً بشروط الإقليم، ومحيطنا، وجميع الدول الذي استقلت مرت بنفس الظروف الصعبة، والمشاكل السياسية، والاقتصادية، ونحن مثل هذه الدول سنستطيع أن نعالج هذه المشاكل".

وأضاف "نحن في العراق لسنا سبب المشكلة، بل كنا ولا نزال وسيلة لإستقرار الوضع، وكنا نأمل بعراق جديد يعتمد على القوانين والدستور بعد عام 2003، ولكن لم يتكون هذا العراق، وهناك (عراقان)، عراق قبل سقوط مدينة الموصل وآخر بعد سقوط الموصل، ولا نستطيع العودة إلى الوضع الذي كنا فيه عام 2003".

وزاد "اذا اخترنا الاستقلال او الكونفيدرالية، سنجلس مع الحكومة الاتحادية ونناقش الأمر، لذلك لا يكون لإيران، وتركيا، دور كبير ذلك الوقت، ومهما كان قرارنا ستبقى بغداد شريكنا الاستراتيجي".

وأشار نيجيرفان بارزاني في المقابلة إلى أن "مشكلة بغداد تكمن في كيفية تفكيرها حول المواضيع، ولحد الآن الحكومة المركزية على اعتقاد بأن جميع الأمور والسلطة بيدهم، ومنذ عام 2003 وحتى الوقت الحالي، مر 13 عاماً على الدستور ولم ينفذ، وفي اي وقت شعروا بانهم اقوياء من الناحية العسكرية، يحاولون أرسال المدرعات إلى كردستان. حتى أن نوري المالكي قد قطع الميزانية عن الإقليم" ماضيا الى القول "السؤال هو هل نستطيع خلال 10 اعوام القادمة تحمل كل هذه الاخطاء؟ والجواب هو لا، صحيح أن هناك خلافات داخلية، ولكني اعتقد أننا متفقون وقرارنا سيكون الاستقلال".

وبخصوص الإنقلاب في تركيا، تحدث نيجيرفان بارزاني، قائلاً "نحن سعيدون بانتصار إرادة الشعب التركي، واذا نظرنا إلى تاريخ الإنقلابات في تركيا، سنرى أن الإنقلابات لم تكن ذو فائدة للشعب الكردي، وإقليم كردستان سعيد بإنقاذ الشعب لحكومته الشرعية المنتخبة".