اثمر اندفاع صنوف قواتنا المتواصل على نطاق واسع ضمن المحور الجنوبي لمدينة الموصل، المتزامن مع التقدم الواضح لقوات البيشمركة على قوس شرق وجنوب المدينة من محوري الخازر والكوير، عن تحرير مساحات كبيرة والعديد من القرى، حيث دخلت طرف ناحية القيارة من جانب الجسر القديم بتغطية جوية فعالة تمهيدا لاكمال تطهير مركز هذه الناحية وسط تشتت «الدواعش» بين مقتول وهارب ومستسلم.

الوصول لجسر القيارة

مراسلة الصباح نقلت عن مدير ناحية القيارة صالح حن الجبوري قوله، ان القطعات العسكرية واصلت تقدمها، امس الاحد، ضمن المحور الجنوبي لمدينة الموصل بهدف اكمال عملية تحرير مركز ناحية القيارة، وانجزت تحرير العديد من القرى منها قريتا الجدعة والجواعنة ومنطقة الحواسم ووصلت الى جسر القيارة فيما لاذ الكثير من الدواعش بالفرار.. منبها الى ان السيطرة على الجسر الذي دمرت تلك العصابات اجزاء منه، لها اهمية بالغة في تسهيل عملية استعادة مركز الناحية كونه ممرا رئيسا يربطها بالطريق القادم من مدينة مخمور ويقع على مرتفع وبالامكان السيطرة من خلاله على حركة «الدواعش» داخل البلدة بالاضافة الى التقرب من مصفى القيارة النفطي اهم المواقع الستراتيجية لتمويل الارهابيين.

البيشمركة والتحالف الدولي

في الوقت نفسه.. نتج عن العملية الواسعة التي انطلقت فجر امس بمشاركة قوات البيشمركة تحت غطاء جوي وفرته لها طائرات التحالف الدولي الى جانب القصف المدفعي.. تحقيق تقدم واضح على محورين الاول الكوير- مخمور ومحور الخازر، اذ اكد العميد احمد كوي من قوات الزيرفاني في اتصال مع مراسلة الصباح، تحرير قرى قرقشة وتل حميد وتاخ وابزخ وسطيح وقشقلة وقريتاج، وان القوات تواصل عملياتها لحين تحرير باقي القرى بحسب الخطة، كاشفا عن تدمير عدد من السيارات المفخخة يقودها انتحاريون قبل وصولها للقطعات المندفعة وتكبد العدو خسائر فادحة بالأرواح والآليات ومقتل العشرات منهم. فيما لجأ «الدواعش» الى اشعال النيران للحيلولة دون استهداف مواقعهم من طائرات التحالف، مشيرا الى ان البيشمركة تخطط لاستعادة 10 قرى في اطار العملية الجارية، في محور الخازر الذي لا يبعد سوى 15 كم عن مدينة الموصل، وكذلك في محور الكوير الذي يقع على بعد 23 كلم منها.

المستشفيات تكتظ بجثث «الدواعش»

الى ذلك اكدت خلية الاعلام الحربي ان قوات البيشمركة تتقدم باتجاه شمال رافد الزاب الاعلى، بينما ابلغ مصدر بوزارة البيشمركة، مراسلة «الصباح»، ان ثمانية من مسلحي عصابات «داعش» المنكسرة سلموا انفسهم في محور معسكر الكسك الذي يخضع لسيطرة القوات الكردية. من جانبه، افاد مصدر محلي من نينوى، بان دائرة الطب العدلي ومستشفيات المحافظة تكتظ بعشرات القتلى وجرحى ارهابيي «داعش» الذين سقطوا على يد قواتنا في المعارك الدائرة على اطراف الموصل، مؤكدا وجود جثث لارهابيين اجانب بين القتلى، مشيرا الى ان عصابات «داعش» دعت الاهالي عبر مكبرات المساجد بالتوجه الى المستشفيات للتبرع بالدم، الا ان اهالي المدينة لم يستجيبوا لذلك.

تمشيط محطة القيارة

كما اوردت خلية الاعلام الحربي، معلومات مستعجلة، عصر امس، تفيد بأن قطعات من جهاز مكافحة الارهاب والفرقة 15 بالجيش تمكنت، من تحرير محطة القيارة الغازية وباشرت عملية تمشيطها من العبوات الناسفة، فيما افاد مصدر امني من نينوى بان القوات بدأت بالالتفاف الى الجهة الغربية لناحية القيارة من جهة منطقة الدكازل، وهي تحقق تقدما كبيرا حيث دخلت طرف الناحية من جانب الجسر القديم بتغطية جوية فعالة.

وعلى اثر هزائمها لجأت عصابات «داعش» الى تفجير محطة كهرباء القيارة، بحسب الرائد بالجيش امين شيخاني، الذي اكد ان ارهابيي «داعش» نفذوا جريمة التفجير قبل هروبهم من المنطقة، فيما تمركزت قواتنا في المحطة.

تواصل الانتصارات بالانبار

وفي الانبار، اسهمت انتصارات ابطال صنوف قواتنا والحشد الشعبي بضمنهم الغيارى من ابناء المحافظة، بوصول عدد الاسر النازحة العائدة الى منازلها الى اكثر من 52 الف أسرة. واكد بيان لوزارة الهجرة والمهجرين، عودة 38 الفا و762 أسرة الى الرمادي، وستة آلاف و385 اخرى الى هيت وثلاثة آلاف و300 أسرة عادت الى الكرمة، وتسجيل عودة الف و495 اسرة الى الرطبة، والف و592 أسرة الى الخالدية، والى حديثة 285 اسرة عائدة، مشددا على استمرار عملية اعادة الأسر النازحة الى مناطق سكناها الأصلية المحررة في عموم المحافظة.

وكمثال بسيط عن هذه الانتصارات.. ما كشفه قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت من عملية تسلل قوة من مغاوير النخبة، امس، الى نفق سري لـ«الدواعش» في منطقة الكرطان المحاصرة بالقرب من ضفة النهر في اخر بقعة من جزيرة الخالدية، وقتلت ثلاثة منهم واستولت على وثائق مهمة ومنظومة اتصال واختام واجهزة حاسوب وملفات باسماء المفارز الميدانية لارهابيي «داعش».