تيه في حلم جبلي
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 31-05-2010
 
   
مزهر بن مدلول
رذاذ مطر ربيعي، عصافير تتقافز بأجنحة بيضاء من غصن الى غصن، سكون يحتوي البيوت في يوم عطلة الاسبوع..
في الشرفة المطلّة على العشب الاخضرواشجار الصفصاف الرشيقة، كان يتأمل المنظرالخلاب..
نسيم دافئ، قهوة وتبغ واحلام، أُغنية تُعبِّر عن حنين لاهب، انفلتتْ من قيود الزمن، صوت ينبعث من جراح مفتوحة في اعماق الفرات، ثم هيمنة مطلقة لرغبة في المعشوق الذي يسكن بعيدا..
انجراف كامل داخل حلم من احلام اليقظة، حلم بألوان سوريالية مبهجة، لكنه حلم صميمي، يحركُ في النفس معاني الاشواق، ويترك الابواب مشرعة نحو اليقين..
اي يقين..!!؟..
مجنون..!
هل من يقين في هذا المكان؟..
جبال هائلة المظالم، مرمية على اطراف العالم النائي، صخورمسننة كالخناجر، وديان متوحشة، اصبحت بمرور الوقت مقبرة للابتسامات..
مرّتْ الساعة الألف..
مرّ عام..
مرّ الزمن..
مرّتْ الغيمة تحمل الاسرار والقدر..
مرّ المساء المضاء بنيران الغجر..
مرّتْ القرى الملفوفة بالتقوى، الريف المهمش، المحاصربالصدفة والعشوائية، الأمّية المزمنة، التي تستأصل الحياة والجمال..
مرّ المتنبي وابن الرومي والاعشى وبودلير وغاندي وموزارت..
مرّ الفلاسفة والقرامطة والزنج والبوذيون..
مرّجميع الذين عبروا الأمكنة والسنوات، ليصنعوا لنا وهما رومانسيا بين صفحات التاريخ والزمن المتكلس، ثم ماتوا في انفجار صاعق تحت غيمة احلامهم قبل ان يستطيعوا الولوج في باب الحلم..
في اخر القافلة كان أولئك المصابون بمسٍ من الألفة والوداعة.. الذين يصلون الى القلوب والعقول من دون حذلقة ولا صراخ ..
مروا وخلاياهم ممتلئة بالاشعة التي مازالت تملأ الروح وتستعيد توهج الخيال.. يهيمن عليهم شعور غريب ساحر.. شعورالألتصاق بالحياة وإنْ كان من ثقب وحيد تركهُ الطغاة لكي يبقوا على مقربة من الموت..
اولئك الذين يسكنون الافكار المؤلمة، كانوا في قلب المحنة والاختبار، لهم طاقة اقوى من اي حلم، طاقة تضيء الغموض الذي يكتنف الرؤوس والافئدة..
في رؤوسهم كائنات محسوسة غيرمرئية.. عيونهم خرجت من وجوههم محلقة على ضفة نبض الزمن الاخر، يقولون قولاً يذهب مباشرة الى موضع الألم..
انهم ابطال ديستوفسكي في صقيع سيبريا..
حمامةُ الطاهر بن جلون في (تزمامارت)..
الايقاع الذي يتلوى على ضرباته جسد (جالينا اولانوفا)..
مرّ ابو صابرين ووضاح وحسان وابو وسيم واحلام وابو كريم وابو سحر ومام علي وكل الذين بقوا هناك ينتظرون شروق الشمس الذي سيغير مجرى الزمن..
مرّ ابو يحيى قادما من التخوم القصوى، منهمكا بكتابة سيناريو دراماتيكي عن فاجعة (اوليفيا)..
مرّ الفتى الموثوق عمار كما يصفه هادي العلوي، حافي القدمين، على وجهه تضاريس مأساة مدينة الثورة، لهُ مخيلة عاشقة، مليئة بالنشوى التي ستقلب التاريخ ..
مرّ سربست، قادما من احراش وغابات بوليفيا يغني بصوت فيكتور جارا (دثريني بحنانك ودعي الحياة تحلق عاليا)..
مرّ ابو اروى الخزاعي، جاء من قرية (ديكانكان) مرتديا معطف (أكاكي أكاكيفتش) يبحث عن غابة الارز، لعلهُ يعثر على انكيدو بعد ان تعلم أكل الخبز ..
وفي اخر السرب المغرد، الذي دخل باب الحلم متجها نحو اليقين، كان كريم كطافة، مبتسما ساخرا، يحملُ ثلاث جمهوريات على ظهر حمار..!

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced