داعش نشر الألغام بطريقة عشوائية والمناطق المحررة ستبقى مُهدَّدة حتى 2020
نشر بواسطة: iwladmins
الإثنين 15-08-2016
 
   
المدى

الدرس الأول الذي تعلّمه خبير إزالة الألغام الكردي آسو خوشناو - 47 سنة - عندما بدأ عمله قبل 25 سنة هو ان أي خطأ يمكن ان يكون الأخير في حياته. وما زال آسو الى اليوم يلاحق الشراك والعبوات غير المنفلقة والألغام التي تركها داعش جنوب محافظة كركوك.

ويقوم آسو- مع 30 من المحترفين منقسمين الى فريقين من المؤسسة السويسرية لمكافحة الألغام وهي منظمة غير حكومية مقرها في أربيل مموَّلة من حكومة الولايات المتحدة - بتفتيش القرى والقصبات التي تم تحريرها من داعش بحثاً عن المتفجرات.

زراعة الألغام تستلزم نوعاً من النظام، لكن داعش يترك ألغاماً ومتفجرات مزروعة بشكل عشوائي، لذلك يُطلق عليها مناطق خطيرة. ويقول آسو "في الأسبوع الماضي عثرنا على مئة عبوة ناسفة في مناطق خطيرة جنوب كركوك، بعضها مزروع بين المنازل والبعض الآخر داخلها، نحن نعمل في قرى مهجورة تماماً لكنها مليئة بالشراك؛ المنازل والطرق وملاعب كرة القدم وحتى المساجد التي تعتبر أماكن مقدسة إلّا ان داعش لا يبالي بذلك".

ويواجه آسو وزملاؤه أنواعاً مختلفة من المتفجرات، لكن الكميات والتشابه يوضحان ان داعش لديه مصانع لإنتاجها بشكل منهجي. إنهم يعيدون تدوير المعادن ليعملوا منها حاويات أو يستخدمون علب بلاستك يملؤنها بمواد متفجرة يصنعونها حسب وصفات من الإنترنت.

والى جانب المواد المتفجرة فانهم يملؤون الحاويات بقطع من المعدن أو المسامير لإيقاع أكبر قدر من الأضرار، كما أنهم يقطعون أنابيب النفط لاستخدامها كحاويات لصناعة ألغام أرضية. لوح خشبي بسيط مضغوط، ينفجر بمجرد إكمال الدائرة الإلكترونية، مزود ببطاريات 9 فولت المستخدمة للساعات الجدارية أو كاشفات الدخان. هذه تعمل لثلاث الى أربع سنوات لذا فانها قد تبقى نشطة حتى عام 2020.

وتوضع العبوات على الطرق أو في أي منزل أو مبنى. عندما يدخل آسو الى منزل فإنه يلاحظ كل شبر فيه، وعندما يفتح الباب يراقب ما اذا كان هناك سلك مربوط بعبوة. وعادةً ما تزن العبوات ما بين 5 – 20 كغم، لكن آسو وجد عبوات يصل وزنها الى 200 كغم بإمكانها هدم مبنى سكني بأكمله. كما توضع العبوات تحت المقاعد لتنفجر عند جلوس أحد عليها.وبعد عقود من الحروب المختلفة، يعتبر العراق واحداً من أكثر البلدان المليئة بالألغام في العالم. وبالإضافة الى المؤسسة السويسرية لمكافحة الألغام، هناك خمس منظمات عالمية أخرى تعمل في العراق أكبرها المجموعة الإستشارية للألغام.

تطهير المناطق من المتفجرات يعتبر أمراً ضرورياً لعودة النازحين. ففي الشهر الماضي تعهد التحالف الدولي بمليوني دولار لدعم الشعب العراقي، منها 80 مليون دولار لجهود إزالة المتفجرات في البلاد.

ويقول أليكس روي، مدير برنامج المؤسسة السويسرية لمكافحة الألغام، ان "الأموال ضرورية جداً، وهناك الكثير من المناطق بحاجة الى تطهير من المتفجرات". وأضاف ان مؤسسته بدأت العمل في العراق في نيسان الماضي وأزالت أكثر من 700 عبوة.

اليوم حيث من المتوقع طرد داعش من الموصل خلال الأشهر القادمة، فان روي يخشى ان لا تحظى البلدات والقرى الصغيرة بالاهتمام المطلوب. ويقول "الآن يتم التركيز على الرمادي والفلوجة بينما القرى والبلدات الصغيرة لا تلقى الكثير من الاهتمام. سكان القرى لهم الحق نفسه بالعودة الى قراهم، لكن القرية التي تأوي 200 شخص ليست مثيرة كالرمادي والفلوجة. داعش لا يميز بين مدينة كبيرة وقرية، لقد عملنا في مختلف القرى ذات الديانات والأعراق المختلفة فكانت كلها ملوثة من دون تمييز".

وبقيت أعداد الخسائر بين المدنيين قليلة، حسب المؤسسة السويسرية، لأن معظم أهالي القرى التي عملت بها المؤسسة عادوا بعد تطهيرها من المتفجرات.

ومع هذا فان مخاطر العمل بإزالة الألغام واضحة؛ ففي صباح أحد أيام ايار الماضي قام آسو وزميله الخبير الأسترالي مارك بيلفورد بتقاسم القرى التي كانوا يطهرونها في ذلك اليوم، اتصل بيلفورد بآسو ليخبره بأنه على وشك إزالة بعض المتفجرات وكانت تلك آخر مرة يتحدث فيها مع آسو، حيث توفي بيلفورد وهو يحاول إزالة عبوة تزن 6 كغم.

لقد جرّب آسو مثل هذه المخاطر خلال عمله كخبير متفجرات، حيث فقد 20 صديقاً خلال العقدين الماضيين كما انه داس مرتين بقدمه على الألغام لكن لحسن الحظ كلاهما لم ينفجرا، ويقول "كنت محظوظاً، لكن ما أواجهه اليوم مع داعش أمر مختلف ومعقّد. أعتقد ان نسبة الخطورة أكثر 100 % عن العمل المعتاد لإزالة الألغام".

ومهما كانت المخاطر فان آسو لا يعتقد انه سيتوقف عن عمله قريباً، ويقول "في السابق كنت أعزباً، أما اليوم فأنا أقلق على عائلتي لكن مع ذلك أنا أحب عملي. الناس تفقد أيديها وأعينها وحتى حياتها خلال إزالة المتفجرات، لكن آلاف الناس يعتمدون علينا".

 عن: ديلي ستار

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced