المرأة البصرية بين قسوة العنف وتطلعات المستقبل
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 13-04-2009
 
   
البصرة/ بعثة المدى
شاكر المياح- كريم الحمداني
نظمت بعثة (المدى) الى محافظة البصرة ندوة حوارية بالتعاون مع البيت الثقافي وفرع المجلس العراقي للسلم والتضامن جرى فيها مناقشة واقع المرأة البصرية في الظرف الراهن شارك فيها عدد من الناشطات النسويات والمثقفين والأدباء والإعلاميين.  تقول الناشطة في مجال منظمات المجتمع المدني وعضو "بيت الصحافة" سندس لطيف حافظ عضو التجمع الديمقراطي المندائي، المرأة البصرية عانت كثيراً من التهميش والظلم والقهر والاستبداد غير انها بعد انهيار النظام الديكتاتوري نشطت باتجاه نيل حقوقها ومساواتها مع أخيها الرجل، الا انها اصطدمت بحواجز كثيرة وبقوى عديدة حاولت إبقاءها في العتمة بممارسة العنف ضدها وصل حد القتل والتهجير القسري.وبعد "صولة الفرسان" وجدت المرأة البصرية نفسها في فسحة بسيطة من الحرية والانفراج.

الآن تستطيع الخروج الى الشارع وبإمكانها التعبير عن مكنوناتها والإفصاح عن رغباتها في العيش الكريم وحقها في الحياة الحرة والمطالبة بحقوقها، وتسعى الآن لتنمية قدراتها الذاتية.
قبل سنة كانت المرأة البصرية لا تستطيع الخروج من بيتها لغرض التسوق أو اصطحاب أولادها الى المدارس، ووصل الأمر الى منع الطالبات من الذهاب الى المدرسة واجبروا الكثيرات منهن على ارتداء الحجاب ولبس الجلابيب خاصة النساء من الطائفتين المسيحية والمندائية.
واضافت: لكن المرأة الآن تتمتع بهامش من الحرية وتستطيع قيادة السيارة من دون الشعور بالخوف أو التردد، وأنا شخصياً أشاهد العديد من النساء يقدن سياراتهن بحرية تامة.
الوعي الثقافي
وعن أشكال العنف الموجه ضد المرأة البصرية؟
قالت :القتل أولاً وعدم التبرج وارتداء الحجاب والعباءة قسراً والكتابة على الجدران (القتل للمتبرجة وللسافرة)، اما العنف الأسري فهو يتمثل ان الرجل هو سيد البيت وهذا أمر طبيعي ضمن مفاهيم المجتمع العراقي.
واضافت : ان المرأة البصرية ما تزال بحاجة الى الكثير من الوعي والثقافة لإخراجها من هذا الركام من التخلف بغية أن تكون مؤهلة لقيادة أسرة واعية، وهذا ما نسعى اليه في الوقت الراهن.
جرائم غسل العار
* وكم عدد النساء اللواتي تعرضن للقتل؟
-  العدد بحدود الـ(60) امرأة.
* متى؟
- بين عامي 2007-2008.
* ما هي دوافع القتل؟
- الكثير من حوادث القتل كانت تحت ستار (غسلاً للعار) أو القتل على الانتماء الطائفي.
المنافسة مع الرجل
* كيف تنظرين الى مستقبل المرأة البصرية؟
- حتماً سيكون المستقبل لصالحها لاسيما وانها بدأت تأخذ مواقع ممتازة وعلى مختلف الصعد والدليل هو ما حصل في انتخابات مجالس المحافظات، اذ كانت المنافسة قوية بين المرأة والرجل مع أن النساء لم يحققن النجاح المطلوب والمساوي (للكوتة) ولأسباب معروفة للبصريين.
واضافت مسؤولة "بيت الصحافة" ومديرة إعلام كلية الفنون الجميلة نوال ياسين الروضان قائلة
- واقع المرأة البصرية اليوم هو أفضل من السابق، فقبل أكثر من عام كان محرماً على الطالبة الذهاب الى كليتها او مدرستها، وكن يتسللن متخفيات عن عيون الميليشيات ليأتين الى الكلية يوماً واحداً في الأسبوع، أما الآن فقد أختلف الوضع تماماً فالطالبة مواظبة على الدوام من دون ان تخشى أحدا، وهي حرة في اختيار الزي الذي ترتديه.
واوضحت : في الآوان الأخير ازداد العنف على المرأة ووقعت عدة حوادث قتل، لذا فأن مشاعر الخوف عادت لتسكن نفوس النساء البصريات لاسيما بعد ما شاهدن نساء مقتولات في الحيانية وواحدة قرب كلية الفنون الجميلة وامرأة مقتولة وملفوفة ببطانية في منطقة الطويسة.
الارامل والبرلمان
* هل هناك مشروع لرعاية الأرامل؟
-الان  كنا نتداول ونتحاور بشأن  إعداد مشروع لرعاية الأرامل وينبغي إيصال أصواتنا الى أخواتنا عضوات مجلس النواب من أجل تخصيص رواتب للنساء المطلقات اللواتي لا معيل لهن وللأرامل وللطاعنات في السن، وتضيف: نحن الآن بصدد جمع تواقيع لتنفيذ هذا المشروع.
نحن نعمل على تأسيس بيت خاص للأرامل والمطلقات يسهم في تخفيف معاناتهن وإنقاذهن من التشرد مثلما حصل في محافظة أربيل، ونستطيع من خلاله أن نوجد لهن مشغلاً أو نقدم لهن حوافز تساعدهن على العيش الكريم.
وتوضح: المرأة البصرية تواجه ضغوطاً كثيرة خاصة أثناء العمل وانا نفسي أشغل منصب مديرة إعلام كلية الفنون الجميلة، العديد من الذين يعملون معي لا يتقبلون أن أكون مسؤولة عنهم فالذي يتغيب منهم عن الدوام يرفض مساءلتي إياه عن أسباب تغيبه ويغضب جداً حينما أحاسبه، كذلك هو الحال مع عميد الكلية لم يكن ايجابياً مع القسم وهذا يتضح من خلال عدم تلبيته لأي طلب يتقدمه احتياجات قسم الإعلام كالحاسوب أو نصب خط للانترنت أو القرطاسية.. الخ من الطلبات الضرورية، وتضيف: هذه الطلبات سلمتها لزميل نقل الى القسم حديثاً وبدوره فدمها للعميد الذي أبدى تجاوباً معه، وبالنتيجة لبى جميع الطلبات التي عرضها عليه زميلي الرجل.
الزواج المبكر
باعتبارك إعلامية وناشطة نسوية ما نسبة حالات الزواج بزوجة ثانية في محافظة البصرة؟
- الحالات الكثيرة هي حالات الزواج بأكثر من واحدة، لكن الأهم من هذا هو الزواج المبكر، أي تزويج لبنات الصغيرات بأولاد صغار، والذي يحمل بين طياته مخاطر اجتماعية وصحية كثيرة، وتشير الى أن قانون الأحوال الشخصية منع الزواج الثاني الا بعد حصول موافقة الزوجة الأولى.
واوضحت: يوجد في سجن النساء  (30) سجينة، (12) منهن قتلن أزواجهن بسبب الزواج الثاني، وتضيف: أنا ضد أي نوع من أنواع هذا الزواج سواءً كان زواج المتعة او المسيار.
* كيف تقييمين واقع الأمومة في البصرة؟
- الأم العاملة هي الأكثر معاناة ذلك لعدم وجود دور حضانة أو رياض أطفال، لذا فان أكثر الموظفات يستعن بالجيران لرعاية أطفالهن أثناء الدوام.
ثم انتقلنا بالحوار الى الدكتورة جوليانا يوسف من كلية الآداب/ قسم الترجمة ورئيسة جمعية البصرة للبحوث وإعلام المرأة ورئيسة تحرير جريدة (الجنوبية)
- ربما تحسن الوضع الأمني قد ساعد المرأة البصرية على التحرر من عقدة الخوف الا أن دورها لم يزل دون قائمة حتى الآن غير ان التحدي ما يزال مستمراً، فبعض الطالبات الجامعيات نزعن الحجاب وارتدين أزياءً عصرية، ومثالاً آخر على ذلك ان في البصرة شركة اسمها (البارق) تبيع السيارات بالأقساط وكانت الوجبة الأخيرة التي استوردتها الشركة كان المتقدمين اليها اغلبهم من النساء، وتضيف: هناك مؤشرات واقعية تدل على تحسن الواقع النسوي في محافظة البصرة، اما كونها تتبوأ مركزاً متميزاً فمن الصعب في الوقت الحاضر ان يتحقق ذلك.
واقع المرأة
* هل الدعوة الى الحجاب والحشمة المفرطة هي خالصة أم يراد منها تسييس واقع المرأة؟
- ليست هي دعوة صادقة ولا هم يحزنون، الهدف منها هو تسييس الواقع النسوي في العراق عامة والبصرة خاصة، ونتساءل ما هو مفهوم الحشمة؟ بتقديري هو مفهوم نسبي مثل المفاهيم الأخرى وهو متغير بحسب الزمان والمكان، ونتساءل مرة أخرى هل الحشمة بالعراق وفي بداية القرن المنصرم هي ذاتها بالوقت الراهن؟، وتضيف: وبسبب الجهل فان البعض ما يزال لا يدرك جوهر هذا المفهوم ويعيشون على وفق رؤية مثالية للحشمة بعيداً عن الواقع الإنساني المتغير طبقاً لمعايير المعاصرة والتطور الحضاري.
* زواج الفتاة الصغيرة من رجل كهل هل هو شائع في محافظة البصرة؟
- ليس بالضرورة أن يكون زوجاً متقدماً بالعمر، بل يكون شاباً وهي ما تزال في مرحلة الطفولة، وأغلب الظن أن الذي ذهبت اليه قد يحدث في الأرياف، اما في مركز المحافظة لا اعتقد هذا وقد يكون على المستوى الفردي وليس الجمعي، الا أن الأشهر القليلة الماضية شهدت كثرة حالات الزواج المبكر للبنات الصغيرات وبسن (10) سنوات وهذا مخالف تماماً للمواصفات التشريحية لأن رحم الطفلة لا يتحمل التغييرات الجسدية التي تحدث بعد الزواج، وتضيف: بحسب معلوماتي يسمح بزواج الفتاة بسن السادسة عشرة اذا كان ولي أمرها هو (الوكيل) اما زواج الفتاة بسن صغيرة قد ترتب وتشرعن بطريقة ما.
ضغوطات منوعة
* ما هي أهم الضغوطات التي تعرضت لها المرأة البصرية بعد 9/4/2003 وحتى الآن؟
- بالدرجة الأولى كان الخطر ماثلاً أمام المرأة البصرية يتمثل في وجود الميليشيات المسلحة التي لم تدع فرصة سوى القتل، اما الضغوط الاجتماعية فلا يمكن تحديدها فهي لا تعدو كونها تراكمات بسبب الحرب مع إيران وحرب الخليج الأولى والثانية لان البصرة وفي مراحل الحروب كانت تعيش أوضاعاً صعبة ومأساوية ولهذا فقد ترسخت هذه التراكمات فتجندت الضغوط لتتحول الى أعراف.
التنفيذ مقبرة الأحكام
بعد ذلك التقينا المحامية والإعلامية حميدة عبد الوهاب الأيوب ورئيسة منتدى المراة في المجلس العراقي للسلم والتضامن فرع البصرة حيث سألناها:
* هل تحظى المرأة البصرية بمساحة من الحرية؟
- هي حرية نسبية وليست المرجوة ولا هي الطموح الذي ننشده لتغيير واقع المرأة، هذه الحرية النسبية تحققت بتواضع بعد سنوات من الضغط والحصارات المرعبة والعنف المهول الذي كان عام 2008 وما قبله يمثل ذروته القصوى ونأمل ان تتسع هذه الفسحة مستقبلاً.
* ما مدى نجاح النائبة البصرية في مجلس النواب في تقديم شيء لمحافظة البصرة؟
- لا اعتقد انهن قدمن شيئاً مفيداً لبنات وأبناء البصرة، ففي الانتخابات الأولى لم تكن النائبة سوى رقم لملء الفراغ الذي أوجبته (الكوتة) وعن طريق أحزاب دينية أرادت للمرأة ان تكون ديكورا  في قوائمها، ليس هناك تماس حقيقي بين النائبة والمرأة البصرية لاسيما وأنا أتعايش يومياً مع مشكلات المرأة البصرية قضائياً بحكم عملي بصفتي محامية، التي تمثل المحك الحقيقي لواقع النساء البصريات للكشف عن مدى البؤس الذي تعيشه المرأة البصرية والظروف التعيسة التي تحياها الأرملة والمطلقة وتلك التي لا معيل لها، فالمطلقة التي تأتي للمحكمة لتسلم نفقتها وحينما يؤجل موعد التسليم تستجدي أجرة عودتها الى بيتها الذي قد يكون (صريفة).
* ماذا عن عضوات مجلس المحافظة؟
- لا يختلفن بشيء عن عضوات مجلس النواب، فنحن بصفتنا ناشطات نسويات التقينا بعدد منهن وطرحنا عليهن جملة من المشكلات الواجب معالجتها وقلنا لهن أنكن لا دور لكن في المجلس، ومعدوم دور المرأة في هذا المجلس، فتذرعن بضعف التخصيصات المالية كذلك المبالغ المرصدة من قبل وزارة المرأة، وهذه أعذار واهية لتبرير العجز وتدني مستوى الأداء الوظيفي والاجتماعي لهن.
المرأة والقضاء
* من الناحية القانونية هل تجدين ان القضاء العراقي قد أنصف المرأة؟
-  حتى وان كانت هناك قوانين تنصف المرأة، غير ان التنفيذ لا يطبق هذه التشريعات بمعنى أن الجهة التنفيذية تظل متلكئة فكثير من الأحكام القضائية جرى إصدارها الا ان التنفيذ نعده (مقبرة الأحكام) وان الكثير من القوانين ليست سوى حبر على ورق وحتى الدستور ذاته، ونتساءل أين هو التنفيذ؟ الخطأ ليس بالنظرية بل بالتطبيق سواءً بالقوانين الوضعية أو السماوية.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced