أعلنت دائرة الهجرة والمهجرين في كركوك، عن استقبال ألف و200 نازح هارب من مناطق يسيطر عليها (داعش) جنوبي المحافظة وغربيها، ونقلهم لمخيم جديد جنوبي المدينة،(250 كم شمال العاصمة بغداد)، في حين كشفت المجموعة العربية في كركوك، عن وجود أكثر من مئة ألف مدني محاصرين في المناطق المحتلة بالمحافظة، داعية القوات الأمنية لتأمين ممرات آمنة لخروج المدنيين ومراعاة الوضع الإنساني لهم.

وقال مدير الدائرة، عمار صباح، في حديث إلى (المدى برس)، إن "إدارة كركوك والقوات الأمنية هيأتا 40 حافلة لنقل 1200 نازح كانوا محتشدين بمنطقة ديبكة، قرب مخمور، (75 كم شمال غرب مدينة كركوك)، ومنطقة خراب الروت، قرب قضاء الدبس،(50 كم شمال غرب مدينة كركوك)"، مشيراً إلى أن "النازحين الجدد وصلوا مساء الثلاثاء ، إلى المخيم الجديد في قضاء داقوق،(45 كم جنوب مدينة كركوك)، بعد أن تم تجهيزهم بالماء والغذاء".

وأضاف صباح، أن "الدائرة وزعت اليوم الوجبة الثالثة والأخيرة من مبردات الهواء التي قدمتها وزارة الهجرة والمهجرين، على النازحين".

وكانت دائرة الهجرة والمهجرين في كركوك، قد استقبلت أمس الاثنين،(العاشر من تشرين الأول 2016 الحالي)، 800 مدني هارب من قضاء الحويجة،(55 كم غرب مدينة كركوك)، وباقي مناطق جنوبي المحافظة وغربيها.

يذكر أن دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة كركوك، أكدت أمس الاثنين أيضاً، على وضع خطة جديدة لاستقبال النازحين من خلال إقامة ثلاثة مخيمات جديدة في داقوق وليلان، تضم نحو 2000 خيمة ، مبينة أنها استقبلت أكثر 16 ألف مدني خلال الخمسين يوماً الماضية، فروا من المناطق التي يستولي عليها (داعش) بالتزامن مع قرب انطلاق عملية تحريرها.

إلى ذلك قال رئيس المجموعة العربية في كركوك، الشيخ برهان مزهر العاصي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "أكثر من مئة ألف مدني ما يزالون محاصرين بلا ماء وطعام في 400 قرية محتلة من قبل عصابات داعش الإرهابية، بمناطق جنوبي كركوك وغربيها"، داعياً القوات الأمنية إلى ضرورة "تأمين ممرات آمنة لخروج المدنيين من المناطق المحتلة ومراعاة الوضع الإنساني لأهلها".

على صعيد متصل أفاد مصدر أمني في كركوك، في حديث إلى (المدى برس)، بأن "قوات البيشمركة اعتقلت أكثر من 50 مسلحي داعش حاولوا التسلل إلى مناطق البيشمركة مع  النازحين خلال المدة الماضية".

وقال المصدر، طالباً عدم كشف هويته، إن "قوات البيشمركة وباقي الأجهزة ألأمنية في كركوك، تبذل جهداً كبيراً في استقبال النازحين ومساعدتهم ونقلهم للمخيمات المعدة لاستقبالهم مراعاة للمأساة الإنسانية التي عانوا منها نتيجة احتلال عصابات داعش الإرهابية لمناطقهم".

بالمقابل قالت النازحة، أم مصطفى، من أهالي ناحية الرياض، التي وصلت مساء اليوم إلى كركوك ونقلت إلى مخيم داقوق، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المئات من أهالي الحويجة يريدون الخروج منها بأي ثمن للخلاص من إجرام داعش والمأساة التي خلفها في المنطقة"، مؤكدة أن "الوضع الإنساني في الحويجة والنواحي التابعة لها بات لا يطاق نتيجة فقدان الغذاء والماء والدواء".

وأوضحت النازحة، أن "الكثير من الهاربين من المناطق المحتلة قتلوا نتيجة انفجار الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون"، مشيرةً الى  أن "الهاربين يضطرون لقطع مسيرة شاقة في ظروف مروعة فضلاً عن اضطرار كل واحد منهم دفع 500 دولار للمهربين الذين يعملون تحت مظلة داعش ".

وتابعت أم مصطفى، أن "مسلحي داعش أعدموا الكثيرين فضلاً عن اعتقال آخرين والتنكيل بهم لمجرد الاشتباه بنيتهم الهرب أو التعاون مع القوات الأمنية"، مسترسلة أن "المسلحين الأجانب والآخرين من خارج الحويجة، يقومون بكسر أيدي المعتقلين وأرجلهم بالحجارة، ويتفننون بتعذيبهم في مشاهد تقشعر لها الأبدان، لترويع الأهالي ومنعهم من معارضتهم أو الفرار من المنطقة".

يذكر أن (داعش) استولى على مناطق جنوبي كركوك وغربيها منذ حزيران 2014 ، وأن القوات الأمنية تستعد حالياً لتحريرها.