عراقيون يشكون: إننا نموت من حرارة الجو.. فأين السياسيون؟
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 24-06-2010
 
   
بغداد: ليلى فاضل *
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
يحضر ماهر عباس طفليه الصغيرين أو والدته المسنة على الأقل ثلاث مرات أسبوعيا إلى المستشفى ليخضعوا للعلاج من الجفاف وأمراض في المعدة وفرط الحرارة، أو ما يعرف باسم ضربة الشمس. وقال عباس إن نقص المياه والكهرباء يهلك أسرته ويدمر نشاطه التجاري.
وأضاف عباس، وكان واقفا أمام محل لبيع الموسيقى والأغاني يديره في حي العامل الفقير غرب بغداد «أشعر بالغضب إلى حد كبير. عندما لا تكون هناك كهرباء، لا يمكن تشغيل أي موسيقى أو أغان في المحل، ولا يأتي الزبائن». وأضاف «لا أستطيع أن أعمل، ولا أستطيع أن أساعد أسرتي. إننا نموت من حرارة الجو. أين أولئك السياسيون؟».
وعكست كلمات عباس موجة من الغضب اندلعت عبر العراق الذي يقطنه 30 مليون فرد في الوقت الذي يبدأ فيه فصل الصيف بحرارته اللافحة، حيث يتعين على معظم الناس التعامل مع نقص الكهرباء التي تجعلهم من دون مأوى من حرارة الشمس ومن دون مياه، حيث إن مضخات المياه في منازلهم تتوقف عن العمل نظرا لانقطاع الكهرباء.
وبعد سنوات من الغزو الأميركي للعراق، يخرج العراقيون إلى الشوارع للمطالبة بالخدمات الأساسية التي لم يجر توفيرها لهم على الرغم من الكثير من الوعود وإنفاق مليارات الدولارات من جانب الولايات المتحدة والحكومات العراقية المتتالية. وأدى هذا الغضب إلى إجبار وزير الكهرباء كريم وحيد على الاستقالة يوم الاثنين الماضي.
وفي ذروة الحرب، كان عمال الكهرباء مستهدفين من قبل المسلحين والمتمردين، مما قوض من فرصة صيانة الخدمات. ولقي ما لا يقل عن 140 فردا كانوا يعملون بوزارة الكهرباء مصرعهم خلال الأعوام الماضية. لكن التهديد الأكبر الآن، حسبما قال العقيد قتيبة الكريم صالح الذي يشرف على أمن موظفي وزارة الكهرباء في بعض مناطق العاصمة، هو المواطنون الغاضبون، الذين يلعنون عمال الكهرباء في الشوارع.
وكان وجه المهندس صديق جاسم من وزارة الكهرباء يتصبب عرقا يوم الثلاثاء الماضي حينما كان واقفا مع أحد فنيي الكهرباء في أحد الشوارع بوسط بغداد. وقال جاسم إن أحد المحولات الكهربائية انفجر من شدة حرارة الجو، وسيستغرق الأمر عدة أيام لاستبداله. وقال إن المشكلة خطيرة للغاية، وإن العاملين بالوزارة يعانون حالة الاستياء نفسها التي يعانيها الشعب.. «إننا نكره أنفسنا. ليس لدينا كهرباء في منازلنا. أريد مغادرة هذا البلد. إنه جحيم».
وفي الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة ارتفاعات كبيرة تجاوزت 50 درجة، وفي الوقت الذي يتصاعد فيه غضب الشعب، لم تشكل العراق حكومة جديدة بعد أكثر من ثلاثة شهور من الانتخابات الوطنية، على الرغم من أن ذلك لم يغير خطط الولايات المتحدة المتعلقة بخفض عدد قواتها إلى 50 ألف جندي فقط بحلول شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية في بغداد فيليب فراين في بيان عبر البريد الإلكتروني «المشكلة هي أن الطلب تضاعف، وتجاوز المعروض الذي تمت زيادته بالفعل». وقال إنه تمت زيادة المعروض إلى أكثر من الضعف منذ فترة ما قبل الغزو الأميركي، لكنه أضاف أن استياء المواطنين يؤكد على «الحاجة إلى تشكيل حكومة جديدة على نحو سريع، بحيث تستطيع هذه الحكومة الجديدة تركيز اهتمامها على توفير الخدمات الأساسية».
وتحولت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد بسبب نقص الخدمات إلى مواجهات عنيفة خلال الأيام الأخيرة. وفي يوم السبت الماضي، لقي مواطن مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون عندما فتحت قوات الشرطة النار على المتظاهرين الغاضبين. ولقي أحد المصابين حتفه فيما بعد جراء الإصابات. وفي الناصرية يوم الأحد الماضي، ألقى المتظاهرون الحجارة على مبنى مجلس المحافظة، مما أصاب عددا من ضباط الشرطة بجروح. وفي كل ليلة في ميدان الفردوس في بغداد، يتجمع المفكرون العراقيون في اعتصام للمطالبة بتشكيل حكومة وتوفير الأمن والخدمات.
وهناك شبكة معقدة من العوامل تكمن وراء نقص الكهرباء في العراق. لكن أحد هذه العوامل هو عامل أساسي: الطلب يتجاوز العرض. يحتاج العراقيون نحو 14 ألف ميغاوات من الكهرباء شهريا، وهو ما يبلغ ضعف القدرة التي تستطيع البلاد توليدها. لدى معظم الناس كهرباء في منازلهم لمدة تقل عن أربع ساعات يوميا.
وقال صباح كاظم، رئيس شركة توزيع الكهرباء للنصف الغربي من بغداد «لا نستطيع إنتاج كهرباء تكفي الطلب. هذه هي المشكلة نفسها التي نواجهها منذ عقود. لكن المسؤولين يعدون، ولم تتحسن الأمور، ويشعر المواطنون بالغضب».
وفي شرق بغداد، يجلس زهير عبود (64 عاما) في مشتل النباتات الخاص به وهو يبكي. التربة جافة، ولا توجد كهرباء كافية لتبريد البيوت الزجاجية للنباتات. وكان العمل في مجال المشاتل الزراعية هو النشاط الذي كانت تمارسه أسرته لأجيال، لكنه يشعر بالقلق من أن تاريخه سيموت معه. وقال «أعتقد أننا سنموت قبل أن نرى التغيير. قد يشاهد أبنائي هذا التغيير».

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced