( لتتوحد الجهود الحكومية والشعبية من اجل حماية النساء من العنف والتطرف )

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والذي يصادف في 25 تشرين الثاني 2016  والذي نحتفل فيه كل عام بفعاليات مختلفة للتعريف بأشكال العنف الذي تتعرض له النساء ، ولتسليط الضوء على معاناتها بسبب العنف  والعمل على إيقافه  وتجريم مرتكبيه ، ونحن نقترب من هذا الحدث العالمي علينا الاعتراف أولاً بحجم المحنة التي تعيشها النساء والفتيات في العراق في ظل النزاعات المسلحة والجرائم الفظيعة التي تعرضت لها بسبب الجماعات الإرهابية والمتطرفة، إضافة إلى العنف الأسري الذي بات يشكل خطرا كبيرا على حياة المرأة العراقية ويضعف دورها في البناء الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي ويحجم مساهمتها في عملية التغيير المنشود لبناء دولة مدنية ديمقراطية تتساوى فيه النساء والرجال بالحقوق والواجبات .

وإذ نسعى لمكافحة التطرف وإنهاء مظاهر العنف علينا توحيد الجهود من اجل توفير الحماية للنساء والفتيات من الاستغلال والامتهان وتمكينهن للوقوف بوجه الممارسات الخاطئة التي تعمل على سلب حرياتهن والتحكم بهن، والتصدي لمخاطر الحروب وما بعدها في المدن التي شهدت نزاعات وتأمين العودة للنازحات والحماية الخاصة للمختطفات والمغتصبات ، وحتى في المناطق الآمنة التي تواجه فيها النساء عنف القتل تحت ذريعة غسل العار وزواج القاصرات وغيرها من المظاهر التي تدفع نحو تدمير المجتمع..

جميعنا اليوم معنيين بالاتحاد ومضاعفة جهود النساء والرجال لإنهاء العنف ضد المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين لزيادة الزخم من اجل التغيير والإصلاح، ومتابعة تنفيذ توصيات لجنة سيداو ( 12 ) و ( 18 ) المعنية باتخاذ إجراءات تضمن المساواة التامة وإلغاء ومنع تنفيذ الأحكام التمييزية ضد المرأة وسحب مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري السيئ الصيت والذي يعتبر خرقا لحقوق المرأة ويكرس التمييز بحقها كإنسانة وكطفلة، والإسراع في تشريع قانون رادع للعنف الأسري، ومراعاة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة نحو مشاركة فعالة للنساء في لجان المصالحة الوطنية ،وإعادة صياغة الدستور وعمليات صنع القرار وبناء الأمن والسلام وضمان الحماية الكاملة لهن، ورصد التقدم الذي تحرزه الحكومة على ضوء تنفيذ الخطة الوطنية لقرار مجلس الأمن 1325 لتحقيق المشاركة الفعلية للمرأة العراقية في كافة المستويات لبناء دولة مدنية تكفل العدالة الاجتماعية للجميع دون تمييز في عراق معافى من العنف والإرهاب.

نحن في رابطة المرأة العراقية وكمنظمة نسوية ديمقراطية تدافع عن حقوق النساء العراقيات نؤكد على أن العنف الذي تواجهه النساء بات خطراً عالمياً لايمكن التغاضي عنه أو حتى إغفاله ، ومواجهته ليست بالأمر المستحيل لذا يجب مكافحته ليس من اجل حماية المرأة جسدياً ونفسياً فقط بل من اجل بناء مجتمعات مستقرة في عالمٍ يجرم العنف ويتوق إلى الأمن والسلام.

رابطة المرأة العراقية

تشرين الثاني 2016