بطالة ترفع معدلات العنوسة فـي العراق
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 06-07-2010
 
   
الناصرية/ حسين العامل
( من لا يمتلك ثمن علبة دخان لا يفكر بالاقتران بامرأة ) بهذه العبارة الموجعة استهلت الشابة حمدية الشطري حديثها عن ظاهرة العنوسة بين النساء . فالشابة التي تجاوزت الثلاثين من العمر لم تحظ بعد بالزوج المناسب ولم تتلق أي عرض للزواج ، فجل من حولها حسبما تقول حمدية اما هم من كبار السن متزوجون او شباب عاطلون عن العمل .


وتعزو الشطري اسباب عنوستها وتعذر لحاقها بقطار الزواج الى عدة عوامل اجتماعية واقتصادية ، وقالت وهي تربط في حديثها بين استفحال ظاهرة العنوسة وتفشي البطالة :
" بالرغم من تعدد اسباب العنوسة الا ان العامل الاقتصادي يظل واحدا من اهم الاسباب ، فالشاب الذي لا يملك فرصة عمل وليس بمقدوره توفير مصرف جيبه الخاص لا يجرؤ على التفكير بالزواج والتورط بأمر يتطلب المزيد من النفقات والتكاليف الباهظة".
واشارت الشطري التي ما زالت تبحث عن فرصة عمل في احدى المؤسسات الحكومية الى ان ظاهرة البطالة بين الشباب والشابات وما ينجم عنها من ضيق وعوز حالت دون اتمام الكثير من مشاريع الزواج الناجحة التي كان المقربون منها يطمحون لإتمامها بكل رغبة واندفاع، ولا سيما ان بعضها كان ثمرة علاقات عاطفية حميمة . وتشير تقارير منظمات المجتمع المدني العاملة في العراق الى تصاعد غير مسبوق في معدلات العنوسة بين النساء العراقيات حيث تقدر بعض المنظمات النسوية معدلات العنوسة بنحو نصف عدد النساء فيما تشير منظمات اخرى الى ارقام تفوق ذلك بكثير حيث اشارت منظمة حقوق المرأة في العراق ، وهي منظمة تهتم بالدفاع عن حقوق المرأة العراقية الى نسبة 85% من عدد النساء عام 2006.
ومن جانبها وصفت سليمة قاسم ( 32 عاما ) المعالجات الحكومة والاجتماعية لمشكلة العنوسة بالسطحية ولا سيما ما يتمثل منها بمبادرات  تشجيع الزواج بين الشباب والشابات حيث تقول : " ما نلاحظه في المشاريع الحكومية ومنظمات المجتمع المدني الخاصة بتشجيع الزواج هو تركيزها على تأمين مستلزمات الزواج فقط في حين ان الامر يتطلب توفير فرص عمل دائمة للزوج او الزوجة ليتمكنوا بذلك من تأمين متطلبات الحياة الزوجية " .
مشيرة الى ان متطلبات الحياة الزوجية لا تتوقف عند متطلبات الزوجين في ليلة الزفاف وانما تمتد الى ما بعد شهر العسل وتكوين الاسرة ونشوء الاطفال ، مبينة ان كل ذلك يحتاج الى مورد رزق ثابت يساعد الاسرة على الاستقرار الاقتصادي ويمكنها من مواجهة مصاعب الحياة ومتطلباتها الكثيرة ، منوهة الى ان ذلك  فضلا عن الكثير من المعوقات الاجتماعية والاقتصادية الاخرى هو ما يحول دون ارتباط الشاب بشريك العمر .
ووافقها الرأي الشاب سليم نعمة الخفاجي ( 35 عاما ) الذي رد أسباب عزوف الشباب عن الزواج الى ارتفاع معدلات البطالة بين افراد هذه الشريحة ولا سيما بين الشباب الخريجين ، مشيرا الى تقلص مساحة التفاؤل بين شريحة الشباب وضعف ايمانهم بمستقبل يشوبه الكثير من الغموض ، لافتا الى ان قلة فرص العمل وامتداد فترات البطالة لمدد طويلة ادت الى شيوع حالة من اليأس بينهم واخذت تحفز ميولهم نحو الهجرة والسفر الى خارج البلاد .
واضاف: وهذا ما انعكس سلبا على رغبة الشباب بالزواج ، فالتفكير بحياة الهجرة وما يصاحب ذلك  من قلق وارتباك وعدم استقرار لا يمكن ان يستقيم مع شروط الحياة الزوجية التي تتطلب المزيد من الاستقرار والهدوء .
ويشير الأكاديمي سلام علي الحسني الى اثر البطالة وانعكاساتها السلبية على الحالة الاجتماعية للمرأة العانس قائلا :
" ان تأثير البطالة لا يقتصر فقط على الحالة النفسية للمرأة العانس وانما يمتد ليشمل مجمل الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمرأة فأهمية العمل للمرأة العانس اكبر منها للرجل، فدوره أي العمل لا يقتصر على تأمين المورد المالي وانما يتعداه ليصبح علاجا نفسيا يمكن من خلاله  تخفيف الآثار النفسية التي تعاني منها المرأة العانس والناجمة عن العوز والفراغ العاطفي والحاجة الملحة الى الشريك .
ومع انتشار البطالة بين الرجال اصبحت  بطالة المرأة أمرا مقبولا اجتماعيا حيث برز رأي يقول ( لا يعقل ان تعمل المرأة وزوجها عاطل عن العمل ). ومثل هذا الرأي يلاقي معارضة شديدة من الناشطات في مجال حقوق المرأة .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced