عشرة ملايين زائر تدفقوا على الكاظمية في اكبر تجمع للشيعة في بغداد
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 09-07-2010
 
   
بغداد/ أصوات العراق
بلغت مراسم زيارة الامام موسى الكاظم في ذكرى وفاته، ذروتها يوم أمس الخميس، وبدأ ملايين الزوار بالعودة الى المناطق التي قدموا منها مطلع الاسبوع الحالي مشيا على الأقدام الى المرقد الشهير للامام في منطقة الكاظمية شمالي بغداد، في اكبر تجمع لشيعة العراق تشهده بغداد كل عام، يحمل الى جانب مدلولاته الدينية مؤشرات سياسية.
ومنذ نيسان 2003 تشهد بغداد كل عام في ذكرى وفاة الامام موسى بن جعفر الكاظم، سابع ائمة اهل البيت لدى المسلمين الشيعة الامامية الاثني عشرية، وضعا استثنائيا وهي تستقبل ملايين الزوار وسط اجراءات أمنية خاصة لمنع وقوع هجمات من جماعات مسلحة تستهدف المواكب التي تضم عادة كبار السن والنساء والأطفال فضلا عن الرجال الذين يحملون رايات خضراء وسوداء ويقطعون عدة كيلومترات مشيا على الأقدام في أجواء تتجاوز فيها درجة الحرارة 45 درجة مئوية للوصول الى مرقد الامام الذي مات في السجن أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد.
وإتشحت منذ مطلع الاسبوع الحالي معظم احياء بغداد بالسواد، حيث علقت الرايات واللافتات السوداء على الجدران والأبنية السكنية والتجارية فلم يكد يخلو شارع رئيسي منها، فيما قدر مصدر مطلع عدد الزائرين للكاظمية بنحو عشرة ملايين زائر سقط نحو 400 منهم بين قتيل وجريح في سلسلة هجمات تعرضوا لها.
وانتشر الزائرون داخل صحن الكاظمية فيما توزع آخرون في ازقة المدينة المطلة على الضفة اليمنى لنهر دجلة في كرخ بغداد والتي غصت بالزوار القادمين من مختلف المدن العراقية، بينهم من قطعوا عدة مئات من الكيلومترات مشيا في رحلة تمتد ثلاثة الى خمسة أيام.
وقال ابو علي (35 عاما) الذي كان يصطحب معه اثنين من أبنائه “قدمت من محافظة النجف مشيا على الأقدام للتبرك بزيارة الامام في رحلة استغرقت اربعة ايام رغم أعباء الطريق وخطورته والجو اللاهب، متضرعين لله ان يجنبنا نار جهنم بشفاعة آل بيت محمد”.
ورغم ان معظم الزوار هم من المسلمين الشيعة العرب القادمين من بغداد ومدن جنوب البلاد، الا ان آلاف من الشيعة الكرد والتركمان قدموا في مواكب من مناطق كركوك ونينوى شمال البلاد، فضلا عن أعداد من المسلمين السنة الذين اعتادوا على زيارة الامام الكاظم.
وقطعت منذ الثلاثاء بعض الشوارع الرئيسية في بغداد أمام حركة السيارات من قبل قوات الأمن، لتأمين معابر للزائرين المتوجهين من احياء بغداد الجديدة والأمين ومدينة الصدروالرشاد والكمالية والعبيدي والمشتل والفضيلية والشعب والحسينية والعلاوي والشعلة والاسكان ذات الغالبية الشيعية الى الروضة الكاظمية .
فيما بدت الكثير من أحياء بغداد يوم أمس الخميس خالية تماما في يوم استثنائي توقف فيه النشاط الاداري والحركة التجارية واغلقت معظم المحال التجارية والأسواق الشعبية تزامنا مع الزيارة وتعبيرا عن الحداد.
وكان مجلس محافظة بغداد قد أعلن الخميس عطلة رسمية في جميع دوائر الدولة بمحافظة بغداد لفسح المجال امام المواطنين لأداء الزيارة، في مؤشر واضح على سيطرة الشيعة في بغداد على المشهد السياسي والاقتصادي والاداري.
ويقول مراسل وكالة (اصوات العراق) ان عددا من الزائرين حملوا الأعلام العراقية اضافة الى الأعلام ذات الدلالات الدينية، كالأعلام السوداء التي ترمز الى فاجعة الامام والاعلام الخضراء التي ترمز الى الشيعة، في مؤشر على البعد الوطني والسياسي للزيارة عدا البعد الديني.
ويقول حسين محمد، احد الزائرين القادمين من مدينة الصدر، ان “البعد السياسي حاضر في الزيارة الى جانب البعد الديني والمذهبي، فالأجواء السياسية غير الطبيعية في العراق تدفع بالشيعة بمختلف اتجاهاتهم السياسية الى التوحد وهو ما يفسر تزايد عدد الزائرين عاما بعد آخر رغم تهديدات الجماعات التكفيرية بشن هجمات”، مضيفا “ربما الكثيرون هنا ليسوا ملتزمين دينيا او مذهبيا لكن الواقع السياسي وما يواجهونه من تحديات تدفعهم للاصرار على الالتزام بالزيارة”.
فيما قال نبيل محمد (32 عاما) الذي كان يحمل راية سوداء وقد شد رأسه بقطعة قماش خضراء بينما كانت تتبعه زوجته وهي تمسك بيد أحد ابنائها “جئت من مدينة الصدر سيرا على الاقدام مع زوجتي وأبنائي ونحن نعرف اننا قد نواجه الموت على يد الارهابيين، وقبل خروجي من المنزل بدقائق سمعت صوت انفجار عرفنا انه استهدف الزوار في منطقة الأعظمية”.
وأضاف “في تلك اللحظة قالت زوجتي لن يتمكنوا من منعنا وابعادنا عن عقيدتنا، وكلامها شد من عزيمتي وساعدني على الخروج غير مبالي بالموت”، وتابع “في هذا الوضع السياسي والأمني المتأزم نزداد تماسكا بعقيدتنا”.
وتسعى معظم العوائل الشيعية على تعليم ابنائهم مراسم الزيارة وتشجيعهم على أدائها، حيث يلاحظ ان مواكب الزائرين تضم عوائل كاملة ومن مختلف الأعمار بما فيهم أطفال لم يبلغوا العاشرة، ولا تقتصر على كبار السن من الرجال فقط.
وقالت ام جبار (56 عاما) “قدمت سيرا على الأقدام من مدينة بعقوبة (مركز محافظة ديالى التي تبعد 57 كيلومترا شمال شرق بغداد) عند الساعة التاسعة من صباح الأربعاء الماضي، ووصلت ظهر الخميس الى الكاظمية التي تمنيت أن ازورها وأنا في أيام حياتي الأخيرة واعاني من عدة أمراض، للدعاء بالستر لأولادي والخير للعراق واهله”.
وعلى طول الطرق المحمية أمنيا والمخصصة لمرور المواكب والتي علقت فيها رايات خضراء وسوداء كانت قد نصبت سرادق كأماكن استراحة لتقديم خدمات الى الزائرين من مواد غذائية وعصائر وعبوات ماء في عادة مترسخة لدى أغنياء الشيعة فضلا عن المؤسسات التابعة للمراجع الدينية، فيما كانت سيارات حمل صغيرة تطلق عبر مكبرات صوت قصائد دينية مغناة تنعى الامام الكاظم باصوات شجية تبعث على البكاء.
وتعرضت عدة مواكب لهجمات بعبوات ناسفة وقذائف هاون كان أشدها هجوم إنتحاري قرب جسرالائمة في حي الأعظمية شمالي بغداد الأربعاء، قتل فيه 28 شخصا وإصيب أكثر من 130 اخرين، فضلا عن هجوم آخر في ساحة قحطان في حي اليرموك وحي المشتل جنوب شرقي بغداد، حيث قتل وجرح العشرات من الزائرين بينهم نساء وأطفال، بحسب مصادر أمنية.
وانتقد أكرم حاتم (25 عاما) القادم من منطقة الشعب ببغداد، الاجراءات الأمنية، قائلا “كيف لا تحدث انفجارات وهناك تقصير واضح من قبل الجهات الأمنية، فقد دخلت من اطراف بغداد الشمالية (الشعب) وصولا الى مدينة الكاظمية ولم يقم بتفتيشي أي شخص لا من الشرطة ولا الجيش، فهل هذا منطقي”.
لكن الجهات الأمنية تشير الى استحالة تفتيش ملايين الزائرين. وذكرت قيادة عمليات بغداد، الخميس، أن الحصيلة النهائية لمجمل العمليات التي استهدفت الزائرين خلال الايام الثلاثة الماضية بلغت 48 قتيلا و380 جريحا، مشيرة الى قيام كوادرها بابطال مفعول ست عبوات ناسفة كانت تستهدف الزوار في مناطق حي العامل، والبياع، وحي الشباب، والمدائن، كما تم تفكيك عبوتين لاصقتين في ابو غريب والمدائن، اضافة الى ضبط كميات من الاسلحة والاعتدة والمتفجرات بينها 32 صاروخ كاتيوشا كانت معدة لاستهداف مواكب الزائرين، فضلا عن اعتقال انتحاري يدعى حسين علي محمد الجبوري.
والى جانب الاجراءات الأمنية المتخذة للحد من الهجمات ضد الزائرين، والتي عادة ما تنفذ من قبل انتحاريين من تنظيم القاعدة السلفي الذي لا يعترف بالمذهب الشيعي كمذهب اسلامي، وجهت قيادة عمليات بغداد الزائرين بعدم تناول الآطعمة والاشربة الا من الأماكن المخصصة لها، وعدم حمل الحقائب الكبيرة ومنع حركة الدراجات داخل منطقة الكاظمية وعدم رفع صورالشخصيات السياسية والدينية والابلاغ عن العناصر المشبوهة والتوافد باوقات مختلفة منعا للزحام، كما قررت منع حمل السلاح ومنع استخدام العصي ورشاشات المياه وتحديد زيارة المسؤولين بعد انتهاء الزيارة ويحق لهم الدخول بثلاث سيارات فقط.
وتأتي هذه التعليمات لمنع وقوع هجمات بالسيارات المفخخة او بالعبوات الناسفة الكبيرة، وللحد من حالات تسمم الزائرين التي وقعت في الاعوام الماضية نتيجة قيام جهات مجهولة بتوزيع اغذية فاسدة، فيما جاء قرار منع رفع صور السياسيين لقطع الطريق امام الاستغلال السياسي للزيارة ومنع أي احتكاك بين جمهور الأطراف السياسية الشيعية خاصة ان عددا كبيرا من المواكب تنظم من قبل جهات سياسية.
وتشهد القوى السياسية الشيعية خلافات بينها بشأن رئاسة الحكومة القادمة، تهدد بفشل تحالف اعلنته في 4/5 لدخول البرلمان ككتلة واحدة وتشكيل الحكومة، حيث يجمع التحالف الذي سمي بالتحالف الوطني بين ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي (89 مقعدا) والائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم (70 مقعدا) والذي يضم المجلس الاعلى والتيار الصدري وحزب الفضيلة. ويعني فشل التحالف بين اكبر قوتين في البرلمان المؤلف من 325 مقعدا منح الفرصة لائتلاف العراقية بزعامة اياد علاوي (91 مقعدا) لتشكيل الحكومة القادمة وهو ما يثير قلق الشارع الشيعي.
وحددت عمليات بغداد جسرالائمة في منطقة الأعظمية لدخول الزائرين الى الكاظمية المقدسة، فيما حددت جسر 14 رمضان للخروج بالنسبة لمن ادوا مراسم الزيارة، لمنع تداخل المواكب التي يصل أعداد المشاركين فيها في ذروة الزيارة الى مئات الآلاف.
وأشارت عمليات بغداد الى ان الخطة الامنية تشترك فيها وزارات الدفاع والداخلية والصحة والنقل والتجارة، فضلا عن غطاء جوي عبر طائرات مروحية عراقية لتأمين وصول الزوار، ومنع وقوع هجمات او حوادث كبيرة.
ورغم الاجرءات الفنية والأمنية لتسهيل حركة الزائرين الى ان مشكلة كبيرة تواجه مثل هذه الزيارات تتمثل في عودة عدة ملايين من الزوار دفعة واحدة الى المناطقهم التي أتوا منها.
وانتقدت صفية قاسم (26 عاما) بشدة الحكومة وقالت “لقد نكثت بوعودها حينما قالت ان هناك ارتال من الحافلات سوف تقوم بنقل الزائرين من مرقد الامام موسى الكاظم الى مختلف مناطق بغداد”.
واضافت لوكالة (اصوات العراق) “لم يبق شخص لم نستجديه لايصالنا الى مكان سكننا، وهذا حال جميع الزوار الذين قدموا لأداء الزيارة، فأين هي وعود المسؤولين، واين هي سراديق الدولة التي اعلنتها حين بدات مراسم الزيارة، فنحن لم نر غير خدام المواكب الحسينية هم وحدهم تطوعوا بتوزيع المياه والمأكولات على الزائرين”.
وكان نحو الف من الزوار قد قضوا في عام 2005 في نفس الذكرى عندما تدافع الزائرون المتوجهون الى الكاظمية بسبب اشاعة روجت بوجود انتحاري بينما كانوا يمرون على جسر الائمة الفاصل بين الأعظمية والكاظمية، حيث سقط المئات في نهر دجلة بينما مات آخرون دهسا تحت الأقدام.
وطبقا لمصادر مطلعة فان محافظة بغداد نشرت اكثر من مئة كاميرة مراقبة ستعمل خلال فترة أداء الزيارة لمراقبة ورصد اي تحركات غير طبيعية.
وقدر الامين العام للعتبة الكاظمية فاضل الانباري، في تصريحات صحفية، عدد زوار الكاظمية خلال الأيام الماضية بنحو عشرة ملايين زائر، مشيرا الى ان العدد فاق ما سجل في السنوات الماضية. وقال “بحسب الاحصائيات التي لدينا فان عدد الزائرين داخل الصحن الشريف بلغ خمسة ملايين ونصف، اما عدد الزوار خارج الصحن في الازقة والطرقات فتجاوز أكثر من هذا العدد بكثير ويمكن القول بان عدد الزوار هذا العام قارب العشرة ملايين زائر”، مشيرا الى ان الزيارة ستستمر يومي الجمعة والسبت بسبب عدم تمكن مئات الآلاف من الوصول الى الكاظمية الى الآن لأداء الزيارة.
والإمام موسى بن جعفر هو سابع الأئمة المعصومين لدى المسلمين الشيعة وينتهي نسبه الى الامام علي بن ابي طالب، ويلقب بالكاظم وكنيته أبوالحسن، ولد في شهرصفر من عام 127هـ وتوفي في شهر رجب من عام 183هـ ودفن في جانب الكرخ في مقبرة قريش التي سميت باسمه لاحقا (الكاظمية).
ع ف (م)- هـ خ (تق)- س م ح (خ) – س م ح

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced