مؤسسة حملة “أني_المجتمع” مارينا جابر: “رسالتي أكبر من مجرد دراجة هوائية!”
نشر بواسطة: mod1
الإثنين 05-12-2016
 
   
وكالات

انطلقت، صباح اليوم، مسيرة بالدراجات الهوائية لمجموعة من الفتيات في شارع أبو نؤاس، وسط العاصمة بغداد.

وتأتي هذه المسيرة جزءاً من حملة مجتمعية بعنوان (آني المجتمع) أطلقت خلال الأيام القليلة الماضية، تهدف الى كسر النمطية في المجتمع والعادات والتقاليد ورفض المجتمع العراقي هكذا مظاهر كونه مجتمعا محافظا.

وتسعى الحملة أيضا الى لفت الأنظار الى المرأة العراقية التي يحاول البعض تهميش دورها الفاعل، بذريعة العادات البالية، والقضاء على صفة "المحافظة" التي تلقي بظلالها على النساء العراقيات بشكل خاص.

وتؤكد الحملة على أن المرأة العراقية قادرة على كسر جميع القيود والتحرر من المجتمع الذكوري المهيمن ليس فقط على المجتمع العراقي فحسب، إنما في العالم العربي بشكل عام.

وعلى أمل أن تكون الحملة الباب الأولى والحافز الأكبر للفتيات بتحقيق أحلامهن في مجالات أخرى، وليس فقط في قيادة الدراجات الهوائية، وتوسيع دائرة طموحن وأفكارهن لتحقيق أحلامهن.

مؤسسة حملة “أني_المجتمع” مارينا جابر: “رسالتي أكبر من مجرد دراجة هوائية!”

دراجة حمراء أصبحت رمزاً للتمرد وأداة لكسر قيود اجتماعية لطالما كبّلت حرية المرأة.

على متن تلك الدراجة، تتجول فتاة عشرينية جميلة في شوراع بغداد وتُثير ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

مارينا جابر فنانة تشكيلية وناشطة مدنية من مواليد بغداد وحاصلة على شهادة بكالوريوس في الصناعات الغذائية أطلقت حملة بعنوان “#أني_المجتمع” برفقة #حصيّن_حديد، فعن هذه التجربة اختصت “صحيفة العالم” بهذا الحوار: -متى راودتك فكرة التجول في شوارع بغداد على الدراجة الهوائية؟

كان ذلك خلال أول رحلة لي خارج العراق حيث شدني نمط الحياة الصحي للناس وسعادتهم وهم يتنقلون على دراجاتهم الهوائية.

في تلك الزيارة ركضت وغَنيت ومشيت بحرية لأول مرة ففرحت وحزنت في نفس الوقت لأني تمنيت أن يعيش هذا الشعور كل عراقي وكل عراقية.

وفي يوم من الأيام عندما كنت اتمشى برفقة خطيبي، جذبني منظر الدراجات الهوائية المتوفرة للايجار والتي كان لونها أحمر و كانت أشبه بهدايا كريسمس.

بدون تردد دعاني خطيبي لنقود الدراجة سويا رغم تخوفي لاني لم اركبها منذ طفولتي. في تلك اللحظة، راودني شعور بالنصر وبالفخر وكأنني صنعت إنجازاً على الرغم من تفاهته ربما نتيجة لحرماني من ركوبه في بلدي لسنوات طويلة فعاهدت نفسي حينها “لازم أرجع لبغداد وأسوق بايسكل”.

-وماذا فعلتِ عندما عدتِ إلى بغداد؟

بعد عودتي إلى بغداد، كنتُ أفكر كثيراً في الموضوع هل يا ترى سيُلاقي قبولاً أم رفضاً وماذا ستكون أسباب الرفض أو القبول ومن ثم جاءتني فرصة للمشاركة في معرض يُدعى “تركيب” فاخترت تجربة قيادة “البايسكل” في شوارع بغداد لدراسة المجتمع أو دراسة حالة مجتمعية على الرغم من انني لم أدرس علم النفس ولكني كنت أرغب في تجربة ذلك ومعرفة نتائجه.

-هل لكِ أن تحدثينا أكثر عن هذا المعرض وعن مشاركتكِ فيه؟

معرض “تركيب” هو معرض فريد من نوعه يركز على فن التركيب أو “انستليشن آرت” وهو أحد أنواع الفن المعاصر الحديث الذي يَخلق مساحة أكبر للفنان للتعبير عن مايجول في داخله خصوصاً لمعالجة المواضيع الأكثر تعقيداً والتي تستدعي التفاعل بين المتلقي والعمل الفني حتى تصل الفكرة بشكل متكامل.

عملي يحمل عنوان “حصيّن حديد” حيث قمت بتفكيك دراجة هوائية حمراء تشبه دراجتي لكي أوضح للجمهور أن هذه الدراجة ماهي إلا أداة بسيطة تتكون من حديد وعجلتين و انها ليست مؤذية فلماذا لاتكون مرغوبة ولماذا تثير كم هائل من الجدل! كما اني علقت صوراً على جدار قاعة المعرض توثق تجربة تجوالي في شوارع العاصمة ابتداءً من مناطق هادئة نوعاً ما إلى أخرى أكثر شعبية وازدحاماً..

– في إحدى الصور المعروضة نرى أن رجلاً كان يقود دراجته توقف ليحدق بنظرات غريبة وبقالاً آخر كان يضحك مندهشاً ولكن في صورة أخرى: يظهر الاثنان منشغلين بعملهم ولم يوليا اهتماماً لكِ، فمالذي نفهمه من تلك الصور؟

يتضح من الصورتين ان الرجل و البقال اعتادا على الأمر بعد دقائق من التحديق المستمر أثناء تجوالي بالقرب منهم فنستنتج من تلك التجربة أن التكرار يولد التعود والتعود يولد القبول لنخرج من تابو الممنوعات خصوصاً فيما يتعلق بممارسات سلمية غير مؤذية وهذه التجربة مجرد مثال بسيط لأمور أكثر تعقيداً.

– “حصين حديد” هو اسم العمل الذي شاركتٍ فيه في معرض تركيب، من أين استوحيتِ هذا الاسم؟

في الحقيقة أمي هي من اختارت هذا الاسم وهي تسمية استعملها أهلنا القدماء في أول ظهور للدراجة الهوائية. -لماذا اخترتِ دراجة حمراء؟

عندما كنت طفلة كنت أستعمل دراجة قريبي والتي كان لونها أحمر، إلى أن كبر قريبي فباعها جدي وظلت “حسرة في قلبي”.

و من ثم بدأت التجربة بقيادة دراجات استلفتها من الأصدقاء إلى أن فاجأني خطيبي بدراجة لونها أحمر نفس تلك التي كنت أقودها وأنا طفلة وكانت هذه الهدية تعني لي الكثير.

– كيف كانت ردود أفعال أهلكِ من تجربة “حصيّن حديد” ؟

باشرتُ بالمشروع بدون علم والديّ لأن عائلتي كأي عائلة محافظة لم تكن مرحبة بالموضوع. ومن ثم ساندتني والدتي رغم خوفها وقلقها المستمر وساعدتني في اختيار الاسم.

وازدادت سعادتي عندما أخبرني والدي انه سعيد وفخور جدا بالأخبار التي يسمعها أما زوجي فهو يساند افكاري ويتجاهل الانتقادات ويدعمني من خلال تغريداته على التويتر.

-البعض يقول ان سبب جرأتك هو أنك متزوجة من رجل مثقف وحر الفكر، هل كنت ستقومين بنفس التجربة إذا كنتِ غير متزوجة؟ نعم كنت سأخوض نفس التجربة مع زوجي أو بدونه ولكني أود أن أثني على مساندته لي والتي تعطيني دائما القوة لإكمال المشوار.

-ماهي المناطق التي تجولتٍ فيها خلال تجربة #حصيّن_حديد وكيف كانت التحديات؟ تجولتُ في أماكن كثيرة من مناطق هادئة مثل حدائق أبو نؤاس مروراً بشوارع مزدحمة مثل الشواكة وحتى أكثر الأسواق اكتظاظا مثل الميدان.

في سوق الشوجة مثلاً، تعرضتُ إلى مضايقات عدة وكلام بذيء لدرجة اني نزلت من الدراجة وابتعدت كي لا يسمع اخي الصغير تلك المسبات ومن ثم اختبأت أنا وأخي وبرفقتنا المصور أيمن العامري لأفكر قليلاً بالذي كنت أقوم به، وللحظات ترددت و قلت في نفسي “شدا اسوي اني؟ اللي دا اسويه صح؟؟!!” و كنت خائفة جداً.

ومن ثم فكرت إذا كنتُ أنا عاجزة عن قيادة دراجة هوائية بين الناس فكيف سأشجع النساء على المطالبة بحقوقهن، كيف وأنا خائفة من ممارسة شيء بسيط كهذا.

فنهضت ولملمت مخاوفي وركبت دراجتي من جديد وأنا مقتنعة تماماً اني المجتمع. بعد ذلك تعرضت إلى مواقف أكثر قسوة: ففي مرة من المرات دفعني أحدهم على سيارة وحاول آخر جر عجلة الدراجة ولولا ارتباكه من التصوير لتمادى أكثر.

لكن على الرغم من ذلك فالأذى الجسدي لايؤذيني، مايؤذيني فعلا هو إلزامي بأفكار لا اقتنع بها.

-من بين كل تلك التحديات، لا بد أن هناك مواقف تحفيزية أعطتكِ الأمل و الدافع لتستمري بما بدأتِ به، أخبرينا عن تلك المواقف؟ بالتأكيد و إلا لما استمريت! اذكر جيداً خلال تنفيذ تجربة #حصيّن_حديد، كيف صفق لي رجل وقال “عفية..عفية” وكيف حيّاني البعض الآخر مُلوحاً بعلامات النصر. كما اتذكر في إحدى المرات اني مررت بالقرب من رجل مسن بيده سبحة فخفت وانصرفت مُسرعة و كدت أن اسقط فقال لي “لا عمو من تلوفين، سوقي بطيء حتى لا توكعين”، وهناك من كان يحرص على أن اسوق بجانب الرصيف ولا أنسى من شجعني وقال “أنتِ بمية زلمة”.

-ما هو أكثر موقف مضحك تعرضتِ له؟ في إحدى المرات أثناء تجوالي في الشواكة، كان هناك طفل يقود دراجته بالقرب مني فقلت له أن يقترب مني ليحميني، فأجاب: “انت قابل سندريلا حتى احميج”. كلما أتذكر الموقف، أضحك لبراءة الطفل فهو لم يعرف لماذا أردته أن يحميني.

-#اني_المجتمع، هو اسم الحملة التي اطلقتيها، ما معنى هذا الاسم؟ في الحقيقة لم أفكر باطلاق حملة في البداية وإنما دراسة المجتمع في تجربة #حصين_حديد قادتني إلى ذلك.

في السابق كنت ألوم المجتمع على الأشياء التي لا أستطيع أن أمارسها ومن ثم وصلت إلى مرحلة أدركت فيها “أني المجتمع”، أصدقائي وأهلي ونحن جميعنا المجتمع.

لقد اتفقنا على أن لا نتقبل تلك الممارسات والتي هي سلمية وغير مؤذية. فنشرت صورة على الفيسبوك والانستغرام وكتبت “اني المجتمع”، في البداية لم أفكر في جعلها حملة ولكن نتيجة للإساءة التي تعرضت لها، نشرتها مرة أخرى ولكن هذه المرة مع “هاشتاك” “اني_المجتمع”. -كيف كانت الانطباعات حول حملة #اني_المجتمع؟

لن تصدقي اذا قلتُ لكِ ان هاتفي لا يتوقف عن الرنين ووصلتني آلاف الرسائل من فتيات يرغبن بالمشاركة وكُنّ فقط بحاجة إلى من يخطو هذه الخطوة.

رسائل من رجال التقطوا صوراً مع زوجاتهم وهم على أهبة الاستعداد للمشاركة معي.

لن تتخيلي حجم الفرحة “هم من صنعوا الحملة” وأود ان أشكرهم كثيراً وأشكر مساندتهم لي.

-من حملة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تجمع أشبه بالماراثون سينطلق يوم الاثنين القادم، الموافق 5 ديسمبر/ كانون الأول، قرب تمثال شهريار وشهرزاد في شارع أبو نؤاس، هل تتوقعين حضور جماهيري قوي؟ الى الآن أكد أكثر من ستمائة شخص الحضور وبلغ عدد الراغبين بالمشاركة حسب إحصائية الفيسبوك أكثر من ألف شخص من رجال ونساء ومن مختلف الأعمار.

أنا متحمسة جداً للتعرف على من ساندني، انتظر بلهفة لأرى الفتيات والرجال مع زوجاتهم والشباب والأطفال. أريد ان أكحل عيوني برؤيتهم لتكتمل الفرحة.

-لكن يوم الاثنين دوام رسمي، لماذا لم تختاري عطلة نهاية الاسبوع لتضمني عدداً أكبر؟ اخترت يوم الاثنين بناءً على طلب الكثير من الفتيات اللاتي لن يسمح لهن أهاليهن بالمشاركة وسيأتين من الجامعة أو أماكن عملهن هؤلاء الفتيات سيبذلن قصارى جهدهن للتمكن من المجيء لذلك يهمني أمرهن حتى لو كان العدد اقل لأن الحملة هي لأجلهن.

-في النهاية، ما هو هدفكِ من الحملة وما هي الخطوة اللاحقة؟ البعض يظن ان طموحي هو “البايسكل”، طموحي ورسالتي أكبر من مجرد دراجة هوائية، ركوب الدراجة هو أحد الممارسات التي لا يستطيع الانسان العربي ممارستها بحرية سواء امرأة أو رجل (بالطبع الأمر أكثر تعقيداً إذا تعلق الأمر بالمرأة) بسبب لوم المجتمع الذي هو أنا وهُم حتى إذا كان أمراً غير مرغوب أو غير محبب للبعض فليس من الصواب أن نمنعه. والخطوة اللاحقة هي الاستمرار بما بدأت به فهذا المشروع لا ينتهي عند #حصيّن_حديد.

 

 
   
 

سناء صالح الكرعاوي

لقد سرني جدا وانا ارى فتيات رائعات يحاولن تغيير النظرة المتخلفة الى المرأة وحرمانها من ممارسة اشياء بسيطة. ان اختياركن للدراجة كرمز لكسر قوالب جامدة والبدء بقضية تعد من المسلمات ان هذا يذكرني بتلك السيدة البغدادية التي تحدت يومها المجتمع بقيادتها للسيارة وهي ترتدي العباءة فكانت اولى المبادرات وكسرت الحاجز ثم اصبحت قيادة السيدات للسيارة مسألة طبيعية.انطلقن هذه هي البدايةوسيلحقها مبادرات اخرى مااجمل منظركن لقد اعدتن لنا الثقة بأن القادم اجمل.




 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced