تشيخوف الذي حمل اسم روسيا للعالم
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 16-07-2010
 
   
محيط - مي كمال الدين
موسكو: خصصت روسيا عام 2010 للإحتفال بواحد من أشهر أدبائها "انطوان تشيخوف" والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الخامس عشر من يوليو / تموز، وتحتفل بمسرحياته وقصصه الشهيرة، كما أعادت إصدار كتاب يضم أربع روائع من التراث الدرامي للكاتب الروسي الشهير إلى جانب الكثير من الرسوم التوضيحية.
كما تحتضن العاصمة الروسية موسكو مهرجان تشيخوف المسرحي الدولي، والذي يحتفي بالكاتب الروسي الكبير والطبيب انطوان تشيخوف الذي رحل عن عالمنا وهو في الرابعة والأربعين من عمره بعد معاناة من مرض السل في 15 يوليو/ تموز عام 1904، ورغم حياته القصيرة إلا أنه قدم خلالها 6 مسرحيات و9 مشاهد مسرحية من فصل واحد وروايتين و240 قصة قصيرة.
يعد تشيخوف من أفضل كتاب القصة القصيرة على مستوى العالم وكانت لمسرحياته أعظم الأثر على دراما القرن العشرين، وعلى الرغم من مكانته الأدبية الكبيرة إلا انه لم يترك الطب ليتفرغ للكتابة والتي بدأها عندما كان طالباً في كلية الطب بجامعة موسكو الذي التحق بها عام 1879، وكان يقول "إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي" وكان يعالج مرضاه من الفقراء والمحتاجين مجاناً، وعبر من خلال أدبه عنهم وعن حياتهم البائسة.
حملت أولى كتاباته عنوان "فتافيت الخبز"، بينما جاء عمله المسرحي الأول بعنوان "ايفانوف"، وحملت أولى قصصه القصيرة عناوين "الحزن" و"الساحرة" والتي قدمها مع بداية تعاونه مع الكسي سوفورين في الصحيفة اليومية "الوقت الجديد"، وكان تشيخوف يكتب في بداية حياته تحت أسماء مستعارة في مجلات هزلية وساخرة لمساعدة عائلته.
وفي إطار مهرجان "تشيخوف المسرحي" شهد مسرح "ديو تريدان" عرض لمسرحية "الشقيقات الثلاث" التي أخرجها  وجدي معوَّض الكندي الجنسية واللبناني الأصل والذي قال عن المسرحية وفقاً لموقع روسيا اليوم " لم أتخيل يوما أن أقدم هذه المسرحية في موسكو. أشكر كل من دعمني في تقديم عمل تشيخوف هذا ، خاصة الممثلين الذين هم من كيبك وقبلوا العمل مع مخرج من أصل لبناني ، ونص روسي بحت"
ومن مسرحياته الشهيرة "النورس"، "عمي فانيا"، "الأخوات الثلاث" والتييرصد فيها تشيخوف المعاناة الإنسانية من داخل الناس، حيث يعممها لتصبح تساؤلات لا تخص شخوص أعماله فقط بل تساؤلات لكل منا عن ماهية الحياة وجوهرها في زمن غلفه اليأس وصار الضياع مشتركا والحلول مؤقتة والمتع آنية، أما مسرحيته "بستان الكرز" فهي المسرحية الأخيرة لتشيخوف والتي عرضت للمرة الأولى على خشبة مسرح موسكو الفني في يناير/كانون الثاني عام 1904 أي في نفس عام وفاته.
    تتضح في الأعمال المسرحية لتشيخوف خروج شخصياتها من خلال الريف الروسي والمناطق النائية حيث ينقل من خلال أبطال أعماله الحياة التي عاشها هو، في ذلك الريف البائس المكتظ بالروتين والحياة التقليدية والوحدة والملل، من أقواله " إني أكتب من الذاكرة, لأستطيع أن أنقل من الطبيعة مباشرة".
وكتب عصمان فارس في صحيفة "الزمان" : صور مسرح تشيخوف الناس وهم يحيون حياة كئيبة وسيئة وربما جاء ذلك لإيصال رسالة للمتلقي بأن يعمل من أجل خلق حياة أفضل، وقد اشتهر مسرح بعدم المباشرة في معالجة الكثير من المواقف.
مسرحية "الشقيقات الثلاث" تدور حول الشقيقات اولغا،ايرينا، وساشا وشخصياتها دائماً عندها شعور بالإحباط والضياع دائمة الشكوى بسبب ضياع الفرص، وأحلام الماضي التي لن تتحقق، وكل الشخصيات غير راضية عن مصيرها وعن حياتها وعن ماضيها باستثناء المدرس سرياكوف الثقيل الظل.
أما مسرحية "بستان الكرز" فتدور حول فكرة الصراع بين الأجيال  ويظر ذلك من خلال الشاب "ساسيا" وهو تمثيل للجيل الجديد الأناني الحريص على مصلحته الشخصية فقط،، وجيل أخر هدفه الإدمان وشرب الخمر وحلم السفر إلي أمريكا، وجيل يمثله "زلكنوف" مدرس المسرح الذي يرغب في المحافظة علي التقاليد وحرصه علي روح التضامن مابين الأفراد والمحافظة علي البيت.
وفي مسرحية العم "فانيا" يقدم تشيخوف صورة للانحلال، ويظهر من خلالها الحياة المملة الروتينية للعم فانيا وسونيا ، إلا أن ذلك يتغير بوصول الأستاذ وزوجته، الذي وقع العم فانيا في حبها وكذلك طبيب القرية استروف، ولكن بعد رحيلهما تعود الحياة لركودها مرة أخرى الذي كانت عليه.
مبادرة مسرحية لتجسيد أعماله 
في مسرحية "طائر النورس" يكتب تشيخوف حكاية شاب صغير يهوي كتابة الدراما ويكتب مسرحية لتقوم بتمثيلها الجميلة نينا والتي يكن لها الكثير من الحب، ولكن المسرحية تفشل وتقع نينا في حب الكاتب المسرحي الكبير والذي يتمتع بقدر كبير من الكذب والخداع ويحطم حياتها في النهاية وتحاول نينا الرجوع إلي حبيبها الشاب مرة أخرى ولكن دون جدوي حيث أنه انتحر.
ومن أعمال تشيخوف الأخرى نذكر "سخالين" و"منزل مزانين"، ورواية "الفلاحون"، "رجل في جعبة مخزن" و"لوفيتش"، هذا إلى جانب كتابته لنصوص مسرحية من فصل واحد أبرزها "الدب" و"طلب زواج" و"العرس" و"تاتيانا ريبينا" و"غناء البجع".
وفي القصة القصيرة كتب "الممثل الهزلي"، "المرآة المشوّهة"، "في أرض غريبة"، "الزائر"، "الكاتب"، "نهاية ممثل"، "بولينكا"، "ولوديا"، "المرأة مع الكلب الصغير"، "بعد المسرح"، "قصة غريب"، "لاديمير الكبير ولاديمير الصغير"، "مملكة النساء"، "كمان روتسشيلد"، "الخوف" وغيرها.
وحول تصويره للحياة اليومية في رواياته كتب تشيخوف في مذكراته كما ذكرت كوليت مرشليان بصحيفة "المستقبل" : "كان هدفي دوماً من الكتابة أن أقول للناس بأن يتأملوا ملياً في حياتهم التافهة والمملة وحينما يدركون حقيقة الأمر سيحاولون خلق حياة جديدة وأفضل لهم، إذ يرتقي الإنسان حين يلمس بيده حقيقة الحياة التافهة التي يعيشها".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced