النور يهزم الظلام !
يا جماهير شعبنا الابي
لكم التحايا المقرونة بالاماني الطيبة، يحدونا الامل، وان ترفل ايامكم بالسلام والامان، وأن يحل العام الجديد، 2017، وقد انزاحت عنكم الهموم التي خلفتها الازمات المتعددة التي رافقت العملية السياسية، وما تركته من انعكاسات واثار على الاوضاع الامنية والاقتصادية والمعيشية والحياتية.
نستقبل العام الجديد، وفي القلب غصة، جراء اختطاف زميلتنا العزيزة افراح شوقي، الناشطة التي اسهمت بقوة ونشاط وفاعلية في حركة الاحتجاج، ولم تتوان عن المشاركة في التظاهرات. وفي الوقت الذي نحمل فيه الحكومة العراقية مسؤولية حفظ حياتها وتحريرها من قبضة خاطفيها، يبقى موضوع اطلاق سراحها هاجسنا الدائم حتى نشهد عودتها الى بيتها وعائلتها ولنا سالمة.
ايها المتظاهرات والمتظاهرون البواسل
لكم التحية الخاصة والخالصة لما قمتم به من دور مشرف، عبر كفاحكم المتفاني وشجاعتكم واصراركم الكبيرين. فقد عبرتم من خلال احتاجاتكم السلمية وتواصلها دون انقطاع عن عزم وقوة لا تلين وانتم تواجهون اعوجاج العملية السياسية، وعدم قدرتها على تقديم منجز، وذلك بسبب بنيتها على وفق نظام المحاصصة الطائفية.
تحية لنجاحاتكم التي لا تتمثل فقط في التأشير على الاخطاء والنواقص، التي وقعت فيها السلطات الثلاث، وتشخيص ملفات الفساد وحسب، بل لطرحكم البدائل الممكنة التحقيق والنابعة عن قراءة عميقة للواقع.
لكم الاعجاب ايها الزملاء والاصدقاء، اخوات واخوة، وانتم تتصدون دون وجل وتردد الى الفاسدين والفاشلين وغير الكفوئين.
انكم تستحقون الثناء على ما تحملونه من استمرارية ومطاولة وروح اقتحام، اذ لم تتوقف انشطتكم وفعالياتكم الاحتجاجية رغم التحديات والظروف والضغوطات المتعددة التي تعرضتهم لها.
باسمكم احبتنا المصرون على العراق الموحد الخالي من الارهاب والفساد....
باسمكم.. نرسل التهاني ورسائل المحبة الى المواطنات والمواطنين من ابناء وبنات شعبنا الاصلاء، احبتنا واهلنا من اتباع الديانة المسيحية، الذين عانوا الويلات، وهم يتعرضون اليوم في بغداد الى تهديدات وعميات تصفية وجرائم قتل، راح ضيحتها قبل ايام ثمانية من الشبان الابرياء. شبابنا المغدور بهم، ومعهم اقرانهم واهلهم، هم احد اسباب جمال العراق، اذ شكل لونهم الزاهي احد اهم الوان التعدد والتنوع والغنى الذي يمز اطياف العراقيين المتعايشين منذ فجر التاريخ.
نود ان نؤكد لهم في هذه المناسبة العزيزة على قلوب كل الخيرين، ان اي خطر يهدد حياة اخواتنا واخواتنا من اتباع الديانة المسيحية، هو خطر يهدد العراق، فهم من بين خيوط نسيجه القوي. كما نذكر مجددا ان كفاحنا من اجل ترسيخ المواطنة المتساوية بالحقوق والواجبات، بدلا من المحاصصة ما هي الا تأكيد على حقوقهم في كل ما للمواطنة من حقوق وواجبات.
كما ونحمل الحكومة، والاجهزة الامنية المسؤولية الكاملة لحمايتهم، واحترام عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم، وهذه ليست منة من احد بل هي اساس المواطنة المتساوية والعيش والتاريخ المشترك.
وطيب لنا، ان نخبرهم، بأننا نعلق تظاهراتنا لهذه الجمعة، والتي تصادف مع اعيادهم، وهي اعيادنا، واعياد كل محبي السلام والامان والتنوع والتعدد في اطار وحدة الوحدة الوطنية.
واذ نعلق تظاهرة يوم الجمعة 30/12، فاننا نوجه الدعوة الى كل شابات العراق وشبابه، للخروج في ليلة يوم السبت 31/ 12/ 2016، الى شوارع بغداد، والى ساحة التحرير تحديدا، لنبين من خلال ذلك ان الضوء يهزم الظلام الذي فشل داعش في ان يفرضه علينا، ونهزم الافكار والممارسات والسلوك الداعشي، في كل مناطق العراق، مهما كانت الجهة التي تتبنى هذا الفكر والسلوك.
اننا على قناعة راسخة ان الهزيمة هي النتيجة المنطقية للافكار الظلامية، وان النصر المؤزر سيكون للانوار والتنوير.
السلام للعراق والرخاء لشعبه بكل موزائيكه المتنوع.
التيار المدني مستمرون.
بيان التيار المدني – مستمرون بمناسبة اعياد راس السنة.
