معرض "الفن للسلام" في بغداد.. تعبير عن السلام والمصالحة والأمل
نشر بواسطة: mod1
الثلاثاء 07-03-2017
 
   
المدى

ينبع جمال العراق، بحق، من جذور ثقافة هذا البلد التأريخية الغنيّة. ومع أن العراق يخوض حالياً معركة لاستئصال تنظيم داعش الإرهابي من على أرضه، وإن على بغداد أن تعيش تحت وطأة تفجيرات وهجمات إرهابية متكررة، إلّا أن للعراق، برغم ذلك، يحق له أن يفخر بمشهد ثقافي بهيّ ومعبّر ورفيع وهادئ ونابض بالحياة. وقد جسد معرض "الفن للسلام" في بغداد والذي نظمته بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بمشاركة لجنة المصالحة الوطنية في رئاسة الوزراء، جسّد هذا المفهوم خير تجسيد.

وعرض في المعرض، الذي أقيم في باحة المركز الثقافي البغدادي الواقع في قلب شارع المتنبي –وهو من اقدم وأشهر الشوارع في بغداد والذي يشار إليه بشعور من المودّة بوصفه جوهرة أدبية تأريخية تزيّن المدينة- عرض فيه ما يزيد على 70 لوحةً ورسماً كاريكاتيرياً وصورةً فوتوغرافيةً من نتاج فنانين عراقيين. وبينما استخدم كل فنان أداة تعبير مختلفة، إلّا أن الشيء الذي كان يوحّدها هو أن كل عمل فني بسيط ومثير للإعجاب عبّر عن الأمل بأن يعمّ السلام بين العراقيين كافة، وعن توق للسلام والمصالحة في المستقبل من أجل بناء عالم حرّ ومزدهر للأجيال المقبلة. وقد أُوكِل إلى الرسامين والمصورين ورسامي الكاريكاتير الذين شاركوا في مشروع الفن للسلام –وهو الأول من نوعه- أن يقدّموا أعمالاً تجسد رسالتهم الداعية إلى التعايش السلمي والألفة وتجسد المصالحة والأمل.

لقد مثل المعرض بحد ذاته وعلى نحو جليّ، قدرة الصمود لدى العراقيين الذين يكابدون صراعاً مريراً مع تنظيم داعش الإرهابي الذي يلفظ انفاسه الأخيرة في الموصل، وموجة تفجيرات إرهابية تستهدف، عن عمد، المدنيين في بغداد وفي أماكن أخرى. وخلال المعرض، أكد نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية والانتخابية السيد جورجي بوستين، على أهمية الفن في نشر رسائل السلام والمصالحة والتسامح والتعايش قائلاً: "إن هذه المساعي التي يقوم بها فنانون ورسامو كاريكاتير ورسامون ومصوّرون فوتوغرافيون عراقيون موهوبون، تسمو على الاختلافات العرقية والطائفية وتشكل حجر الأساس لمصالحة وطنية جامعة من شأنها أن تؤدي الى الاستقرار والرخاء لكل العراقيين".

ويقضي رائد حسن، وهو رسام كاريكاتير عراقي شاب، وقته في رسم صور واقعية ومؤثرة لكنها تحمل رسائل واضحة.  ويسترسل في حديثه ليبيّن أن، كل ما يبغيه هو "عراق ينعم بالسلام، لاسيما من اجل مستقبل اطفاله". وأشار السيد رائد حسن، الى واحدة من صوره يظهر فيها طابور طويل من الأشخاص، وإن كان معظمهم من الرجال، بدا عليهم اليأس، وتظهر محقنة نقشت عليها كلمة "السلام" ناتئة من داخل رأس أول شخص في الطابور.

وبينما انحسرت غيوم الشتاء عن سماء صافية زرقاء مشمسة، تداخلت الألوان بسلاسة على اللوحات الزيتية في المعرض تحت دفء أشعة الشمس. وقف محمد مسيِّر بصبر بجانب رسوماته، والتي تصور العديد منها أفكاره بشأن المصالحة بين جميع العراقيين. وصورت إحدى لوحاته البارزة  تسامح الأديان، ويقول عنها محمد "إن الإيمان ليس له وجه، ولذا فإن السيدة في لوحتي ليس لها وجه. فيمكن أن تمثل الإسلام من خلال العباءة التي تتزيّن بها، ويمكن أن تروي لنا قصة المسيحية من خلال الصليب المقدس المرسوم على وجهها. وفي الخلفية، هناك أماكن عبادة لكلتا الديانتين– مفتوحة ومُرحِّبة بكل من يختار الوحدة والعيش بسلام وكرامة وانسجام".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced