"الثقافة والفن والأدب" النسوي.. بين الأمس واليوم نساء من المشهد الثقافي يتحدثن
نشر بواسطة: mod1
الإثنين 27-03-2017
 
   
زينب المشاط - المدى

المرأة العراقية، أو سيدة بلاد وادي الرافدين، ودورها في مجال الأدب والفنون والثقافات كافة، عبر التأريخ، هل أعطيت فرصتها كما ينبغي؟ هل تصدرت هذه المرأة المشهد الفني والثقافي والأدبي، رغم تسيّد الرجل لهُ، وما هي الفرص التي منحها المجتمع العراقي للمرأة العراقية قديماً وحديثاً؟ تساؤلات كثيرة تطرح حول دور المرأة الاديبة والمثقفة والفنانة في بلاد الرافدين منذ القدم وحتى الآن، ولا يجيب عنها سوى سيدات يعانين حاضراً ما عانته مثيلاتهن سابقاً...

مؤسسات كثيرة تنادي بحقوق المرأة، ناقشت مثل هذه الموضوعات خلال جلسات أقامتها تلك المؤسسات، من ابرزها منتدى نازك الملائكة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، والذي يعد أهم منتدى نسوي معترف به محلياً...

بين الشعر، والمسرح، الرواية والقصة، الموسيقى، والفن التشكيلي، ماهي أبرز الاسماء النسوية التي تصدرت هذه الأجناس الادبية والفنون والثقافات...

يجد البعض أن حضور المرأة مميزاً عربياً ومحلياً، وثقافياً، بخاصة في مجال الشعر، أما المسرح وهو الصورة الممتزجة بالشعر كما تراه الشاعرة والكاتبة المسرحية اطياف رشيد لتقول " أن حضور المراة مسرحياً،  يعتمد على اساس القوة والاحساس الموجودة في مكامن هذا الكائن، فعليها هي ومنذ القدم أن تكتشف نفسها، وتشق طريقها من اجل استغلال طاقاتها الابداعية في المسرح." وإلا وبحسب ما تعتقده رشيد، فإن المجتمع لن يقدم مثل هذه الفرص للمرأة على طبق من ذهب.

رشيد تعتقد، أن الكاتبة المسرحية العراقية غير موجودة كواقع حال، ولكن هنالك محاولات متفردة تقدمها بعض الكاتبات سواء شاعرات أو روائيات كأنها تقدم نصاً مسرحياً واحداً فقط وتعمل عليه، أو قد لاتعمل على تقديمه مسرحياً حيث تقول رشيد " في بغداد أو العراق بشكل عام، توجد صعوبة بخلق كاتبة أو مخرجة أو ممثلة مسرحية، أما بحكم المجتمع والنظرة العشائرية التي يتمتع بها مجتمعنا، أو لأسباب أخرى عديدة، لهذا انا شخصياً، اعتقد أنه لم يظهر هنالك اسم مسرحي نسوي، أحدث ضجة أو اثراً كبيراً في الواقع الفني قد تكون الشاعرة رنا جعفر ياسين، قدمت نصاً مسرحياً أو اكثر، ولكنها سرعان ما بدأت تنغلق على نفسها لعدم وجود إي إلتفات لمنجزها." مؤكدة " أنه لا توجد كاتبة اكاديمية متخصصة في مجال الكتابة المسرحية منذ السابق وحتى الآن".

أما في مجال الموسيقى، فنستطيع القول أن، رغم الظرف الاجتماعي الصعب الذي واجهته المرأة الموسيقية العراقية إلا انها استطاعت اثبات نفسها في كثير من الاختصاصات الموسيقية الاكاديمية خاصة، لأن الموسيقى بحر يحتوي على مجموعة لاتحصى من التخصصات، حيث تذكر الباحثة والاستاذة الاكاديمية المختصة في مجال الموسيقى اسراء الموسوي "استطاعت  المرأة في فترات معينة من تاريخ الموسيقى العراقية، أن تتصدر بعض التخصصات، وخصوصاً فيما يخض الغناء، وذلك في فترة الازدهار الثقافي في اواسط الخمسينيات من القرن  الماضي وما بعدها، مثل سليمة مراد وعفيفة اسكندر، وزهور حسين ولميعة توفيق وغيرهن من الأسماء".

أما في مجال العزف فتذكر الموسوي قائلة "لم ينشط هذا المجال  بالنسبة للمرأة العراقية إلا اواسط السبعينيات ومابعدها، حيث شهدنا الانفتاح الاقتصادي والثقافي على أوجّه مما ساعد في فتح المعاهد الحكومية والاهلية التي تعلم العزف والموسيقى بشكل اكاديمي". مشيرةً " الا اني استثني من ذلك، العازفة العملاقة راهبة البيانو " بياتريس اوهانسيان" إذ درست العزف على البيانو وتخرجت من معهد الفنون الجميلة عام 1944 بدرجة امتياز وكان عمرها نحو 17 عاماً".

وأكدت الموسوي قائلة "أن باقي الاختصاصات الموسيقية، كانت مساهمات المرأة كموسيقية فيها خجولة، مثل الاختصاص الذي امارسه انا شخصياً، وهو البحث العلمي والدراسات الموسيقية، فلا ابالغ إن قلت انني الوحيدة تقريباً بهذا الاختصاص ومجال القيادة الموسيقية وباقي المجالات الأخرى، لا يوجد فيها حضور للعنصر النسوي".

قد يكون للمرأة الروائية والقاصة أو الشاعرة حضور اكبر حيث تذكر القاصة والروائية د. رغد السهيل " اذا تحدثنا عن تاريخ المرأة العراقية في الأدب، لا يمكن أن ننسى أول كاتبة في العالم وهي الاميرة أنخدونيا ابنة سرجون الاكدي، كانت شاعرة وأغانيها تعد أقدم عمل أدبي في التاريخ، ولقد لقبها الدارسون بلقب شكسبير الادب السومري".

أما عن الاسماء النسوية  التي برزت في الساحة الروائية والقصصية العراقية تقول السهيل "حربية محمد اول من كتبت الرواية (من الجاني 1954) الصادرة عن مطبعة جامعة بغداد، بالرغم من بساطة تلك الرواية، فلقد وصفها دكتور نجم عبد الله بأنها قصة قصيرة طويلة تفتقر الى  المقومات الفنية واتفق الكثير من النقاد انه خلال تلك الحقبة، لم يظهر في العراق سوى خمس روائيات من بينهن، ليلى عبد القادر التي اصدرت رواية نادية بجزأين 1957 وجنة الحب، لمائدة الربيعي في الستينيات، وايضاً سميرة الدراجي وسميرة المانع في روايتها السابقون واللاحقون، بداية السبعينيات التي شكلت نقلة نوعية في السرد النسوي كما وصفها النقاد، ثم بدأ العدد يرتفع، فقد مهّد هذا الجيل لجيل الثمانينات، بالظهور مثل لطفية الدليمي في رواية عالم النساء الوحيدات، ومن يرث الفردوس، وكذلك هيفاء زنكنة وبثينة الناصري  وميسلون هادي وابتسام عبد الله، واسماء اخرى".

ختمت السهيل حديثها قائلة "وليس كل ما تكتبه المرأة يندرج في خانة السرد النسوي، لأن النسوية في اساسها فلسفة عميقة تصب في كل مناحي الحياة سواء في الفن والأدب والسياسة والاقتصاد والمجتمع والصحة، وكل الميادين هدفها رفع المرأة من حالة الخنوع ودعوتها لرفض كل اشكال القمع والتميز الجنسي ودفعها نحو تطوير الذات وبناء القدرات. ونعتقد بروز هذا النوع، يحتاج الى جهود نقدية خاصة تكون قادرة على تقبل وجهات نظر مختلفة عن النقد الذكوري، وربما هذا ما نفتقر اليه في العراق، فالمدارس النقدية ذكورية في اساسها ونحن بحاجة عميقة لتأسيس نقد نسوي حقيقي ليمنح الأدب النسوي العراقي حقه من الضوء والوجود".

أما في مجال الفن التشكيلي فقد يكون للفنانة التشكيلية اليوم دور ضعيف نوعياً، اما كمياً فالساحة حاضرة بالفنانات، حيث تذكر الفنانة التشكيلية ومديرة المرسم في دائرة الفنون التشكيلية الفنانة ندى الحسناوي أن "للمرأة دوراً واضحاً في مجال الفن التشكيلي، فهي باستطاعتها اليوم، منافسة الرجل في هذا المجال، رغم ان التصدر المشهد الفني ذكوري وهذا لا فصال فيه".

وتشير الحسناوي قائلة "قديماً كانت هنالك اسماء تشكيلية نسوية كبيرة ومميزة، مثل الفنانة مديحة عمر، والتي لها جناح خاص في متحف الرواد، إلا انه تعرض للنهب ككثير من الاعمال المهمة، اضافة الى نزيهة سليم، وهي سليلة عائلة تشكيلية، فهي اخت الفنان الكبير جواد سليم، كذلك الخزافة عبلة العزاوي، والتي اشتهرت اعمالها الخزفية، اضافة الى حياة جميل حافظ التي عرفت بأنها سيدة الانطباعية".

وأكدت الحسناوي "سابقاً كان هنالك فنانات تشكيليات تُدرس اعمالهن لنا في المعاهد واكاديمية الفنون لأهميتها ورصانتها، أما اليوم ومع احترامي للكثير من الاعمال النسوية، فإن الساحة ممتلئة بالاسماء ولكن النوع نادر جداً".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced