تعد الاولى من نوعها في الشرق الاوسط والثالثة في العالم بعد اكاديميتي مكافحة الفساد في النمسا وماليزيا، وما ان تدخلها حتى تجدها ضاجة بالحركة والعمل، فثمة قاعة لمحاضرة حول التحقيقات، واخرى بشان كيفية كشف الفساد، وثالثة تخص التدقيق والرقابة المالية، وهكذا. وصولا الى مكتبة الاكاديمية التي تعد من المكتبات المختصة والتي تضم مجمل الكتب والاصدارات والبحوث والدراسات باختصاصاتها.

الاكاديمية تشكلت حسب قانون هيئة النزاهة المرقم 30 لسنة 2011 الذي نصّ على ان اكاديمية مكافحة الفساد، احدى تشكيلات هيئة النزاهة بمستوى مديرية عامة، تشكلت بموجب احكام المادة (10 تاسعاً) من قانون هيئة النزاهة رقم (30) لسنة 2011 ... وتتمركز طبيعة عمل الدائرة: على ايجاد نظام تدريبي وتعليم ابداعي شامل يبنى على احتياجات الجهات الرقابية ويسهم في الحد من ظاهرة الفساد، من خلال تطوير القدرات والمهارات الرقابية التي تنهض بواقع المؤسسات وتخدم الأهداف التي تصبو اليها. فيما نصّت اهدافها على: اولاً: التدريب. ثانياً: ضمان توفير تعليم مستمر لتأهيل كوادر الجهات الرقابية. ثالثاً: نشر ثقافة النزاهة والشفافية والمساءلة والخضوع للمحاسبة. رابعاً: اعداد البحوث والدراسات. مع تطوير القدرات والمهارات، وإيجاد نظامٍ تدريبيٍّ وتعليميٍّ إبداعيٍّ يستند إلى احتياجات الجهات الرقابيَّة، ويُسهم في الحدِّ من ظاهرة الفساد مع جملة مهامّ أخرى أُنيْطَتْ بالأكاديميَّة العراقيَّة لمكافحة الفساد في هيئة النزاهة، حيث تسعى من خلال التدريب وتأهيل الكوادر وإعداد البحوث والدراسات وتنظيم الندوات والملتقيات وورش العمل إلى تحقيقها.

ترشيح الموظفين

(المدى) تجولت في اروقة الاكاديمية، للإطلاع على عملهم وكيفية تنظيم الدورات، إذ بيّن المعاون العلمي باسم جاسم محمد: أن حسب توجيهات رئيس هيئة النزاهة، حرصنا على تنظيم دورات لتدريب اكبر عدد من الموظفين الحكوميين خاصة، ممن يعملون في مكاتب المفتشين العامين في الوزارت والهيئات المستقلة. متابعاً: كما تمت اضافة موظفي أقسام الرقابة والتدقيق في الدوائر الحكومية بوصفهم جهات رقابية أيضاً.

وبشأن طريقة ترشيح الموظفين المتدربين، بيّن المعاون العلمي: انه تتم مخاطبة الدوائر التي تقوم بدورها ترشيح الموظفين الذين يخضعون في نهاية الدورة الى شبه امتحان بما تلقوه من معلومات. منوهاً: الى زيادة الطلبات من قبل بعض الدوائر لزجِّ موظفيها بهكذا دورات. مسترسلاً: وبسبب البرنامج الموضوع للاكاديمية وعدم وجود القدرة على تدريب العدد المقرر في المنهاج، قمنا بتنظيم دورات في بعض الوزارات والدوائر الحكومية.

وأضاف محمد: بعد انتهاء الدورة، يتم توزيع ورقة استبيان للمتدربين، كي يتم التواصل معهم عبر مختلف الطرق، إن كان للاستفسار وتقديم المشورة القانونية أم لتقديم أخبار عن قضية فساد أو رشى. مشدداً: أن الكثير من المتدربين، بقوا على صلة بالاكاديمية كما أن بعضهم، دخل في دورات أخرى تختص بمكافحة الفساد ونشر ثقافة النزاهة. مؤكداً: أن هذه الدورات استطاعت تحجيم الفساد في بعض الدوائر.

الاستفادة من الثورة المعلوماتية

وعن المحاضرين وكيف يتم اختيارهم ونوع المحاضرات، ذكر المعاون العلمي: انهم من الاكفاء في مجال اختصاصهم، إن كانوا في الجامعات والاكاديميات العراقية أم في دوائر الدولة الرقابية. مشيراً: الى التعاون المثمر بهذا الشأن مع وزارة التعليم والبحث العلمي، التي ترشح المحاضرين حسب نوع الدورة. لافتاً: الى انه يتم الاتفاق مع المحاضر على نوع وشكل المعلومات والمحاضرة المقدّمة وإلزام المحاضر بالوسائل الناجعة.

واستطرد محمد: كما تم تنظيم دورات للمفتشين العموميين. مستدركاً: لكن البعض منهم، لم يحضر تلك الدورات. لافتاً: الى أن الاكاديمية ومن خلال التوأمة مع جامعة بغداد، تمنح شهادة دبلوم فني في مكافحة الفساد لحملة شهادة البكالوريوس في الدوائر الحكومية. مشيراً: الى منح المتدرب شهادة مشاركة في الدورة.

وعن مشاريع الاكاديمية المستقبلية ومدى الاستفادة من الثورة المعلوماتية وتقنية الاتصال الحديثة، بيّن المعاون العلمي لأكاديمية مكافحة الفساد: أنه في النيّة تطوير الجوانب التدريبية عبر المنصّات الذكية للتدريب عن بعد. منوهاً: الى الاستفادة من منح الأمم المتحدة بهذا الشان. منوهاً: الى أن كوادر الاكاديمية الفنية والهندسية، تقوم بنصب اجهزة المنصّات الذكية لأجل اتمام مشروع التدريب عن بعد.

وأكد محمد: أن زيادة الحلقات الرقابية ربما تكون معيقة لمكافحة الفساد. لافتاً: الى ضرورة القضاء على الروتين أو تقليله وتقنينه لغرض انسيابية العمل الإداري. موضحاً: أن ذلك سيجعل الموظف أمام خيار العمل والمكاشفة مع المراجع أو مسؤوله. مستدركاً: لكن بوجود الروتين والعقبات الإدارية، تجد البعض من الموظفين، يبتكرون طرق الفساد والرشى.

دورات لمكاتب المفتشين العامين

وبخصوص نشاطات الاكاديمية، بيّن المعاون العلمي، أنه في شهر كانون الأول من العام المنصرم، تم إشراك أكثر من (400) متدرب في المنهاج التدريبيِّ الخاصِّ بالاكاديمية، مبيناً أن، المنهاج تضمَّن سلسلة ندواتٍ وورش عملٍ دورات تدريبية، إضافة إلى برامج التعليم المستمر. لافتاً: الى أن الاكاديمية نظّمت أربع ندواتٍ تثقيفية بمشاركة أكثر من (200) مُنتسبٍ من جهاتٍ رقابية مختلفة، موضحاً أن، الندوات تمحورت حول (دور مُؤسَّسات المجتمع المدنيِّ في تعزيز قيم النزاهة) و(سلامة اللغة العربية) و(العمل التطوعي) و(شرح غايات ومرامي حملة "وظيفتي.. أمانة")، في وقتٍ تناولت ورش العمل المنعقدة (التجربة العراقية الايرانية في مكافحة الفساد) ومضامين (اتفاقية الأمم المُتَّحدة لمكافحة الفساد والجريمة المُنظَّمة) وأساليب وطرق (إدارة الجودة الشاملة) بمشاركة (124) مشاركاً. فضلاً عن الندوات والدورات التي تضمنها برنامج الأكاديمية للتعليم المُستمرِ.

كما نفَّذت أكاديمية مكافحة الفساد في هيئة النزاهة، عدداً من الأنشطة والفعاليات خلال شهر كانون الثاني، شارك فيها أكثر من 100 مُوظف يمثلون المؤسسات الحكومية ومكاتب المُفـتشين العموميين. حيث أقامت 12 دورة تدريبية بمشاركة 122 من مُنتسبي المُؤسسات الحكوميَّة وخاصَّة مكاتب المُفتِّـشين العموميين، تمحورت مواضيعها حول أصول التحقيق الإداري وإجراءاته، وقانوني الخدمة المدنية ورواتب مُوظَّفي الدولة والقطاع العام، والتعاون الدولي وفقاً لاتفاقية الأمم المُتَّحدة لمكافحة الفساد، والوثائق القياسية في العقود الحكومية وقانون التضمين رقم (31) لسنة 2015.

وتناولت تلك الدورات مواضيع الأطر الدستورية والقانونية لمكافحة الفساد والحوكمة الإلكترونية واسترداد المُتَّهمين وإجراءات التحقيق في جرائم الفساد والجرائم المخلة بواجبات الوظيفة العامة وإدارة الوقت والتعامل مع الضغوط. وحسب المكتب الاعلامي للأكاديمية انها نظّمت ورشتي عملٍ تناولتا أنظمة السلامة المهنية والصحة والبيئة والتعاقدات الحكومية الإلكترونية، فيما تم عقد ندوتين: الأولى حول أساليب نشر وتطبيق قيم النزاهة في المجتمع، والأخرى بشأن ستراتيجية الحكم الرشيد وعلاقته بتعزيز المساءلة والشفافية، إضافة إلى إقامة محاضرة حول التخطيط الستراتيجيِّ.

كما نفَّذت اكاديمية مكافحة الفساد في هيئة النزاهة، عدداً من الأنشطة والفعاليَّات خلال شهر شباط، بمشاركة قرابة 750 مُوظَّفاً يُمثلون المُؤسّسات الحكومية ومكاتب المُفشين العموميين. اذ نظَّمت14 دورةً تدريبيَّةً بمشاركة 467 من مُنتسبي المُؤسسات الحكومية، وخاصَّة مكاتب المُفتشين العموميين، تناولت مواضيع مهارات التحقيق في الجرائم الماليَّة، وتطبيق تعليمات الحفاظ على وثائق الهيئة رقم (1) لسنة 2016، ودورة تطوير مهارات الحاسوب، وتعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (2) لسنة 2014 وآليات تطبيقها، إضافة إلى تطوير الأداء المهنيِّ للمُدقق الداخلي والأخطاء والغش والفروقات المحاسبية وقانون انضباط مُوظَّفي الدولة والقطاع العام رقم 14 لسنة 1991 المُعدَّل.

29 دورة 770 متدرباً

لم تقتصر الدورات التدريبية على مواضيع الفساد ومكافحته، فحسب، بل تناولت مواضيع عن الاتكيت والبرتوكول الرسمي، وصياغة العقود الحكومية، وخطابات الضمان المصرفية، ونشر قيم النزاهة ودورها في مكافحة الفساد، إضافةً إلى التخطيط الستراتيجي ووضع الستراتيجيَّات، والتحرِّي وكشف الأدلة الجنائية، وكتابة المطالعات وتحرير المخاطبات الرسمية. ونظمت أيضاً، ورشة عمل بعنوان (مُنسقي الجودة في الاكاديمية العراقيَّة لمكافحة الفساد)، وندوة عن (هيئة النزاهة الصلاحيات والحدود) بحضور (244) مُشاركاً، إضافة إلى احتضانها اجتماعاً عن مُسوَدة الدليل الاسترشادي الوطني.

وختم المكتب الاعلامي لاكاديمية مكافحة الفساد، انه خلال الفصل الأول من هذا العام، تم تنظيم قرابة 29 دورة ضمن البرنامج المعدّ، إذ بلغ عدد المتدربين 770. مبيناً: أنه في شهر كانون الثاني، تم تنظيم 8 دورات لـ(84) فيما تمت اقامة (13) دورة في شهر شباط، تم تدريب (408) موظفين. مسترسلاً: وفي شهر آذار نظمت (8) دورات درب فيها (278) موظفاً.

الحوكمة الالكترونية

أما الدورات التي اقيمت خارج البرنامج لضرورتها أو لسبب الزخم في البرنامج المُعدّ والطلب من قبل الوزارات والهيئات الحكومية، بيّن المكتب الاعلامي، انه في شهر شباط، اقيمت (4) دورات دُرّب فيها (118) موظفاً.

وبشأن المواضيع التي تم تناولها في الدورات، وهل مقتصرة على الفساد ومكافحته أم أن هناك مواضيع أخرى، بيّن المعاون العلمي باسم محمد جاسم، لم تقتصر الدورات على هذا الجانب، فحسب، بل تناولت بعض الدورات جوانب أخرى مرتبطة بمكافحة الفساد. مضيفاً: فقد أقيمت دورة للصحافة الاستقصائية، والجرائم المخلّة بواجبات الوظيفية المخلّة. وأخرى عن صياغة العقود الحكومية. مؤكداً: على اهمية هذه الدورة اذ يعد العقد أحد الأبواب التي يدخل منها الفساد. منوهاً: كما تم تنظيم دورة كيفية تنمية مهارات امناء المخازن وتطوير مهارات المدربين في الأجهزة الرقابية واجراءات التفتيش.

وبيّن جاسم، ولأهمية الثورة المعلوماتية وتقنية الاتصال، فقد اقيمت دورة عن الحوكمة الالكترونية، والجداول الاحصائية (excel) وبرنامج الطباعة (word) وقواعد البيانات sql)   (وانظمة تشغيل windows server) ( ومعالجة الاستبانات باستخدام برنامج (spss). مضيفاً: كذلك تم تنظيم دورة لحفظ الوثائق ورقياً وأرشفتها الكترونياً، وأخرى عن جرائم المعلوماتية والتدريب الالكتروني (moodle) كذلك دورة عن قواعد البيانات (access) منوهاً: الى دورات في مجالات أخرى، ترتبط في مكافحة وكشف الفساد، تلقى المتدربون خلالها محاضرات من مدربين اكفاء، لهم خبرة وافية في مجال تخصصهم.

ودعا المعاون العلمي، باسم محمد جاسم، ومدير المكتب الإعلامي نذير الشوك، آملين أن نرى جهود هذه الاكاديمية على أرض الواقع في مكافحة الفساد وكشف المفسدين والسرّاق، رغم انهما بيّنا أن لاسلطة لهم على الجهات التي تتولى موضوع العقوبة والمتمثلة بالقضاء والمحاكم، إذ أكدا أن عملهما يتوقف عند تقديم الأوراق والمتهم الى القضاء وما يتبقى لهم، نقض وتمييز القرار ضد المتهمين، إن لم يكن بمستوى الجريمة.