يعرض المخرج الدكتور العراقي جواد الأسدي مسرحيته "حمّام بغدادي"، في عدد من المدن السويدية، وهي مسرحية تدور أحداثها بعد سنة 2003 وسقوط نظام صدام حسين في العراق، وبالضبط في أحد أحياء بغداد القديمة، في حمَّام تقليدي.
يعرض المخرج الدكتور العراقي جواد الأسدي مسرحيته "حمّام بغدادي"، في عدد من المدن السويدية، وهي مسرحية تدور أحداثها بعد سنة 2003 وسقوط نظام صدام حسين في العراق، وبالضبط في أحد أحياء بغداد القديمة، في حمَّام تقليدي.
يشارك في المسرحية الممثل السويدي العراقي عبود الحركاني، الذي يلعب دور مجيد، والممثل والمخرجي المسرحي الدنماركي العراقي حيد أبو حيدر الذي يلعب دور حميد.
الفرقة لا تتلق أي دعم، وتكتفي بمجهودات وتضحيات شخصية من المخرج والممثلين. ويذكر أن السفارة السويدية في المغرب رفضت طلب المخرج جواد الأسدي البالغ من العمر سبعين عاماً، والمقيم بمدينة مراكش، للحضور إلى السويد، ذلك دون توضيح أسباب الرفض. رغم أنه تلقى دعوة من المسرح اللاتيني ألياس (Alias Teatern) في ستوكهولم.
يتألف هذا العمل الفني من فصلين. الفصل الأول قصير جدا، وتدور أحداثه في محطة للحافلات تربط بين الشام وبغداد. اعتمد فيها المخرج ديكور بسيط جداً وصوت لحركة المرور. بالإضافة إلى الإنارة وملابس الشقيقين في المسرحية. حيث ارتدى حميد نظارات سوداء ومعطفاً وسروالاً سوداوين أيضاَ، وكوفية بيضاء منقطة بالأسود. كلها أزياء منتقاة لتناسب سائقي الحافلات في العراق وبلاد الشام. ويحمل في معصميه سوارين من الجلد الأسود مرصعة بصفائح معدنية، كرمز على تسلط وقوة مجيد.
فيما يرتدي حميد معطفاً طويلاً بالياً وقبعة خضراء، ونظارات لتصحيح النظر قديمة تبدو عليها كسور في أجزاء عديدة متفرق، يشدها شريط لاصق في أجزاء مختلفة، بعد أن كسرها مجيد أثناء توبيخ أخيه، كما جاء في نص المسرحية. كل هذه الرموز في مظهر وهيئة حميد تلخص سذاجته وطيبوبته عكس أخيه مجيد.
الفصل الثاني وهو الأخير، تدور أحداثه في حمَّام تقليدي، حيث تظهر نافورة الماء، وأسطال الحمام المعدنية، باعتماد إنارة خافتة تعطي انطباع للمشاهد أنه بالفعل داخل حمَّام قديم في حي شعبي ببغداد. ويظهر الحمام فارغاً إلا من مجيد وشقيقه الأصغر حميد، لأن الناس ينتابهم الخوف من البقاء خارج البيت لوقت متأخر، كما جاء على لسان مجيد، الذي كان يرتدي هو وأخيه منشفتين بلون برتقالي داكن.
الحمّام في المسرحية له دلالة ورمز كبيرين، حيث يعتبر ملاذ افتراضي للتخلص من كل الترسبات التي خلفتها حقبتين من تاريخ العراق الحديث. غير أن المخرج لم يتخذ قالباً سياسياً محظاً في عمله، حيث تطرقت المسرحية لمعاناة الشعب العراقي إبان حكم صدام حسين، وما بعد حكمه إبان الاحتلال الأمريكي للعراق يقول الممثل حيدر أبو حيدر، دون الدخول في المسار السياسي للعراق.
ويرى الممثل والكاتب المسرحي عبود الحركاني، الذي لعب دور مجيد في" حمّام بغدادي"، أن المسرحية تخلصت من النمط التقليدي الذي ينقل حالات الخير والشر في المجتمعات أو الفائز والمنتصر في الأخير.