عامان على تأسيسه..شارع الفراهيدي للثقافة والكتاب في البصرة الحُلم الذي بات حقيقة
نشر بواسطة: mod1
الخميس 25-05-2017
 
   
صلاح عمران - المدى

على غرار شارع المتنبي في بغداد، تبنّى مجموعة من الشباب فكرة افتتاح شارع الفراهيدي للثقافة والكتاب قبل عامين، وأخذ الشباب على عاتقهم إدامة الشارع الذي شهد تراجعاً وضعفاً بعد أشهر من افتتاحه، لكن الإصرار على الاستمرار والبقاء وتحدي كل الظروف التي حاولت قتل فكرة الشارع الذي بات اليوم متنفساً مهماً لكتّاب ومثقفي المدينة الذين وجدوا فيه ضالتهم في اقتناء الكتب والإصدارات الحديثة، مثلما تحول الى ملتقى وواحة للقاء أدباء ومثقفي البصرة وأصدقائهم وضيوفهم من أدباء العراق.. فضلاً عن الفعاليات الثقافية والفنية المنوعة التي تقام اسبوعياً وحفلات توقيع الكتب...

بيروقراطية بلدية البصرة

عن الشارع وفكرة افتتاحه يقول مؤسس فريق إنجاز، صفاء الضاحي لـ(المدى): ابتدأ مشوارنا بتاريخ 17/3/2015 حيث قمنا بزيارة الى رئيس لجنة الثقافة والاعلام في مجلس محافظة البصرة باسم خلف، لطرح الفكرة واستحصال الموافقات الأولية وكان ايجابياً في تقبل الفكرة التي طالما تخوف كثيرون من تنفيذها، فلا ثالث لها أما النجاح أو الفشل. مضيفاً: في اليوم الثاني من زيارتنا، قام فريق انجاز، للعمل التطوعي بتقديم مشروع انشاء شارع ثقافي يعنى بالثقافة والكتاب والفن والأدب ويكون هذا الشارع بمثابة الأخ الشقيق لشارع المتنبي في بغداد وتم تقديم الطلب، متابعاً: ان الطلب تضمن اسم (شارع الفراهيدي) وموقع الشارع في (حدائق العباسية) بعد بحث وتمحيص دقيقين لمواقع البصرة وأزقتها والتي لم نوفق فيها للعثور على مكان أنسب من المكان المقترح.

واسترسل الضاحي: في غضون ايام استحصلنا موافقة لجنة الثقافة والإعلام ليتحول الطلب الى رئيس المجلس (صباح البزوني) والذي وافق بدوره على المقترح وقام بتوجيه كتابين أحدهما لبلدية البصرة لتسهيل اجراءات الموافقة على استخدام حدائق العباسية كملتقى ثقافي اسبوعي. مردفاً: أما الكتاب الآخر فكان لقيادة الشرطة لحثها على تأمين المكان في حال اكمال الموافقات وممارسة الأنشطة والفعاليات. مبيناً: كان التعامل مع بلدية البصرة بيروقراطياً وروتينياً الى أبعد الحدود، حيث استغرقت الموافقات في دوائر البلدية لوحدها ما يقارب الشهرين، تم اخيراً استحصال الموافقات المطلوبة بعد جولات من القبول والرفض والتأجيل.

وفيما يخص اصحاب المكتبات الأهلية ودور النشر وكيف بدأ التعامل معهم والمعوقات التي صادفتهم في الافتتاح، ذكر الضاحي: خلال فترة استحصال الموافقات كانت هناك جولات ميدانية من قبل فريق انجاز، على اصحاب المكتبات ودور النشر لكسب تأييدهم للمشروع ودعمهم المعنوي له من خلال تواجدهم فيه. مبيناً: اثمرت هذه الجولات عن تأييد وتفاعل كبيرين من قبلهم ، كان لا بد من الإسراع في تحديد يوم للافتتاح الرسمي بسبب قرب حلول شهر رمضان وتزامنه مع فصل الصيف وكما هو معروف، فإن صيف البصرة لن يتيح لنا أي مجال لإقامة الفعاليات بسبب لهيب شمسه الحارقة تم الاتفاق على أن يكون الافتتاح الرسمي يوم الجمعة 2015/5/29.

غاب المسؤولون وحضر المثقفون

وبيّن رئيس فريق انجاز لـ(المدى): أن اهم المعوقات التي واجهتنا هي غياب الدعم المادي من أية جهة حكومية أو مدنية مما اضطرنا كالعادة الى الاعتماد على انفسنا في الانفاق على المشروع. مسترسلاً: تمت طباعة الدعوات الخاصة بالافتتاح ودعوة كافة الشخصيات الحكومية والرسمية في الحكومة المحلية، اضافة الى المؤسسات والاتحادات والنقابات الأدبية والثقافية والفنية. مبيناً: كان الحضور الجماهيري اكثر من المتوقع في يوم الافتتاح، في حين غاب عن مراسيم الافتتاح الحضور الرسمي عدا رئيس لجنة الثقافة والإعلام الذي أعلن الافتتاح الرسمي لشارع الفراهيدي للثقافة والكتاب وسط حضور إعلامي متميز، واعداً المنفذين للفكرة بتوفير الدعم المادي والمعنوي.

واستدرك الضاحي: لم تمض إلا اسابيع حتى حلَّ شهر رمضان الذي اجبرنا على تغيير موعد الافتتاح الى ما بعد الإفطار وهذا التوقيت أضاف علينا عبئاً آخر الا وهو تنسيق وتوفير الإنارة للشارع الثقافي مع ضرورة توفير مولد كهربائي لحالات الطوارئ. مشدداً: حيث تم تأجير مولد لمدة أربعة اسابيع مع القيام بحملة نصب وصيانة لأعمدة الإنارة من قبل الفريق المنفذ (فريق انجاز). موضحاً: شهدت اسابيع شهر رمضان تواجداً حكومياً ملفتاً للنظر إن كان من المسؤولين المحليين أو البرلمانيين، ورغم وعدهم بتوفير الدعم والمساعدة الا انها كانت تذهب أدراج الرياح بعد خروجهم من الشارع. مردفاً: الا ما قدمه رئيس لجنة الثقافة باسم خلف (خمسمائة الف دينار)، اضافة الى محافظ البصرة (مليون واربعمائة ألف دينار) من اجل القيام بحملة تظليل بدائية للشارع الثقافي مع توجية دوائر البلدية لصيانة الشارع ) حيث قاموا بجز العشب واصلاح الإنارة وتوفير بعض المصاطب للجلوس.

24 مكتبة وكتاب عن الشارع

وبمناسبة الذكرى الثانية لتأسيس الشارع والذي تحقق من السنتين الماضيتين بيّن صاحب فكرة تأسيس شارع الفراهيدي، علي الضاحي: عامان مضيا وشارع الفراهيدي يزداد تألقاً بدون أي دعم حكومي يُذكر، الا ما ذكرناه سابقاً، كل ما تم انجازه والى اليوم، كان بجهود شبابية تطوعية بحتة وبذل للأموال والجهد والوقت من قبل هؤلاء الابطال عائلتي الثانية (فريق انجاز للعمل التطوعي). مستطرداً: ولا نزال على العهد الذي قطعناه على انفسنا بتأسيس صرح ثقافي إن ذُكرت البصرة كان في أول معالمها، اليوم يقوم فريق انجاز، بالإعداد للاحتفاء بالذكرى السنوية الثانية لتأسيس شارع الفراهيدي. متابعاً: قمت وفريق انجاز بتأليف كتاب عن شارع الفراهيدي اطلق عليه (شارع الفراهيدي بين الحُلم والحقيقة) سيكون مطبوعاً قريباً. لم تتوقف جهود اللجنة التنظيمية يوماً فكان العمل مستمراً لتحقيق الافضل.

وبشأن التفاعل من قبل اصحاب الشأن الكتبي، بيّن الضاحي: ابتدأنا بثماني مكتبات، واليوم يشهد الشارع تواجد 24 مكتبة اضافة الى العديد من الأنشطة والفعاليات (معارض للكتب، عروض مسرحية ارتجالية، ملتقى شعري، مرسم صغير لتعليم الأطفال فنون الرسم والألعاب والموسيقى. منوهاً: الى فريق بصمة فن لتعليم الشباب أساسيات الإبداع في الرسم، الملتقى التنويري، هواة الطوابع والعملات، معهد اللغات المجاني لتعليم اللغة الإنكليزية بالمجان، مبادرة اقرأ، مكتبة الإعارة الاسبوعية لإعارة الكتب بالمجان، مكتبة الفراهيدي الحرة لاستبدال أي كتاب يعجبك بكتاب آخر، سوق الفراهيدي للأنتيكات، ورش، نقاشات، حوارات شبابية، دورات تنمية بشرية… الخ)

ولفت الضاحي: الى أن اهتمامهم اليوم ينصب للحصول على بعض الدعم لتسقيف الشارع وتزويده ببعض الخدمات، مثل المغاسل والحمامات والإنارة والصوتيات. مضيفاً: ليتم بعدها الانتقال الى المرحلة الثانية وهي استحصال الموافقات لوضع اكشاك صغيرة للمكتبات اضافة الى مقهى تراثي، عزيمتنا كبيرة وتطلعاتنا اكبر وآمالنا أعظم فلا شيء مستحيل.

السيّاب والبريكان وأدباء البصرة

ضيوف الشارع من الأدباء كان بجعبتهم جملة مقترحات وأفكار الشاعر(صبيح عمر) قال لـ(المدى) بخصوص شارع الفراهيدي الثقافي مقترح جيد، على مستوى تعزيز المشهد الثقافي والأدبي في المدينة، لكنه بحاجه الى تعزيز الدور الثقافي المساهم في احياء هذا المشروع وهو بحاجه الى نضج أكثر. فلا يمكن أن يتعزز هذا الدور في مساحة محدودة بمستوى الجزرة الوسطية للشارع، لابد من مساهمة الدور الحكومي في هذا المجال على مستوى الحكومة المحلية. مضيفاً: لأن هناك أدواراً مهمة لا يمكن للباعة على الرصيف أن يحققوا ذلك، فهناك دور ثقافي واجتماعي واقتصادي وقانوني، بمستوى مشاركة بلدية البصرة ومجلس المحافظة أن يفترض باستغلال الرصيف المحاذي للجزرة الوسطية بإقامة محال صغيرة للباعة سواء كانوا باعة الكتب أم الباعة الآخرين. لافتاً: الى أن تعزيز دور الشارع وليس فقط تواجد في يوم واحد، وانما كباعة ثابتين ويكون دورهم اكبر في يوم الجمعة مثلاً، ضمن الشارع الثقافي وترتيب هذا الشارع وتشجيع الحضور بالتواجد بمستوى الملتقيات الثقافية وحث المثقفين والأدباء والفنانين على الحضور والمساهمة، من الممكن أن يخلق دوراً اكبر للشارع الثقافي وهذا ضروري جداً.

تعزيز دور الحوار

القاص والروائي: علي عباس خفيف، أكد على ضرورة توسيع الشارع ليضم فعاليات مختلفة. لافتاً: الى ضرورة وجود قاعات أيضاً، لتكون مكاناً مناسباً للجلسات الثقافية والفنية والندوات الحوارية التي يفترض أن تأخذ مساحة أكبر.  

فيما تمنّى القاص (عبدالحسين العامر) أن يتطور الشارع اكثر، وذلك بتشكيل لجنة خاصة من الأدباء والفنانين بالتعاون مع بلدية البصرة ومجلس المحافظة لتخطيط الشارع وتأثيثه بالإنارة والمقاعد وزراعة حوافه بالزهور. متابعاً: كذلك استحداث قطعة بحجم السبورة يكتب فيها عن حياة الفراهيدي. لافتاً: الى دعوة اصحاب المكتبات لوضع أكشاك صغيرة لعرض الكتب، تقسيم الشارع بأسماء ايقونات البصرة الأدبية والثقافية من امثال (البريكان، محمد خضير، السيّاب،...)، استحداث مكان لعرض اللوحات الفنية (كليري)، استحداث مكان لعرض وبيع تسجيلات من تراث البصرة الغنائي والمسرحيات وغيرها.

اما الناشط المدني (حيدر العلي) من منظمة من حقي الانسانية، فقد طالب بوجود لوحات اعلانية ودلالية في الشارع الذي يفتقر لدورات المياه والإنارة ومقاعد لراحة الزوّار للشارع. اما المشاركة الآنسة لارا، تدعو الفتيات للاشتراك وعرض ما لديهن من أعمال يدوية وفنية مثل اللوحات كذلك تطالب بطاولات جميلة وواسعة ومضلات وغيرها.

مكان بديل ومكتبات ثابتة

توفيق الجزائري صاحب مكتبة مشاركة في شارع الفراهيدي: وصف الشارع بالخطوة الجيدة في بصرة الثقافة، وإن الشارع نظّم بجهود ذاتية ويقترح بتسقيف الشارع وايجاد سياج خارجي وإنارة واكشاك ثابتة. الصحفي والإعلامي احمد عبدالستار العكيلي، يطالب بتوسيع الشارع ويقترح بقرية ثقافية تضم الفعاليات الثقافية والمكتبات والندوات.

أما الدكتور محمد جواد البندر المغترب في الدانمارك يقول: فرحتي كبيرة عند زيارتي للشارع ومشاهدة هذه القامات الثقافية. معتبراً: الشارع المتنفس الوحيد الثقافي للعوائل والأطفال، حيث المراسيم والموسيقى ومكان للقاء الأصدقاء، مقترحاً: الاهتمام بالأرضيات ومقاعد للراحة للزائرين وضرورة ايجاد كافتيريات.

الأديب سعيد المظفر، يرى أن الشارع حضاري ومدني ومتنفس في هذا التحديد الجغرافي، في المستقبل يجب التفكير الجدّي بتوسيعه، وشاهدت ندوات للغة الانكليزية وأخرى لفنانين مبتدئين  لذلك يجب توفير منصة ولوحات جدارية. فيما طالب علي العذاري بإنشاء قاعات ومقهى أدبي ومسرح وإنارة. منوهاً: الى اهمية ايجاد مكان بديل للشارع مقترحاً: ساحة الحرية أو ساحة الطيران ويجب أن تتواجد مكتبات ثابتة فيه. السيدة نوال جويد تقول، إن المكان المخصص هو جزرة وسطية غير محكم في الشتاء ممطر وفي الصيف الحرارة مرتفعة جداً، الزائر للشارع يتعب ويغادر المكان لعدم وجود محلات لجلوس الزائرين، يجب الاهتمام وصيانة الأرضيات وردم الحفر.

رسوم وألعاب وموسيقى

المرسم الصغير الذي يدار بجهود مجموعة من الشباب بشأنه قال احمد علي، إن جهودنا الذاتية هي لخدمة الأطفال، نقوم بتعليمهم الرسم والألعاب والموسيقى، مطالباً: بتوفير رحلات للأطفال، حيث أن المشاركين من الاطفال أخذ بالتزايد، ويطالب بالإنارة وتوفير وتأهيل ملاعب أكثر، حيث المتواجد منها مكسر وممكن أن يؤذي الطفل. أما الفنان حسين العربي الذي يقوم بتعليم الأطفال الموسيقى والأناشيد الانسانية يقول، اعلمهم كل شيء جميل ويتمنى الدعم المادي والمعنوي من الناس والدولة. أما الشاب علي مهنا، فقد بيّن ان كل المستلزمات التي نراها هي تبرع من الأهالي من رحلات وأوراق وأقلام ملونة.  

المواطن عبد المنير محسن يطالب بتحصين الشارع وحمايته خوفاً من الاستهداف. أما حيدر الجاسم منسق منظمة حرية المرأة يطالب بتنظيف وادامة الشارع خدمياً وتوفير اكشاك نظامية للبيع، سواء كانت لبيع الكتب والقرطاسية والهديا أم المرطبات والعصائر.

رامي عبدالكريم كاطع من مكتبة الإعارة جماعة انجاز يقول، إن المكتبة هي عبارة عن كتب تبرع بها الآخرون، وتقدمها للقراء باستعارة لمدة زمنية ويطالب بإدامة الشارع لكونه أخذ يُهمل من قبل المسؤولين.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced