اصغر بروفيسور في العراق: الظروف الصعبة منحتني القوة..كنت اقف امام تنور الطين واخبز وكان ابي يتباهى ب
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 22-04-2009
 
   
جريدة ايلاف الالكترونيه:عبد الجبار العتابي من بغداد: هذه المرأة.. تحمل لقب اصغر بروفيسور في العراق، وفي مجال علمي مميز هو (الليزر)، نالت شهادة الاستاذية (البروفيسورية) وتفوقت في تحصيلها العلمي بأجتهاد وحرص وتعب، انها الدكتورة عدوية جمعة حيدر من مواليد عام 1969، وتسكن في مدينة الصدر، هذه المنطقة الاكثر شعبية، تخطت المراحل الدراسية بنجاح، وعبرت



العقبات بتحد، وتجاوزت الصعوبات بقدرة عجيبة ومدهشة في اوقات عصيبة، ويمكن الاشارة الى هذا وسط عدم الاستقرار والمعاناة عبر نحو ثلاثة عقود عراقية عاشتها هذه المرأة، وتكللت طموحاتها بالانجازالصعب الذي يعد الابرز، ومع هذا اللقب فهي تمتلك ميزة تواضع العلماء، لا تتحدث عن نفسها الا بحياء فيما تتحدث عن اساتذتها باعتزاز وفخر، د. عدوية التقتها (ايلاف) وحاورتها في شؤونها كافة.
* حدثينا عن سيرتك العلمية؟
- حصلت على البكالوريوس من الجامعة التكنولوجية عام 1991، ثم نلت الماجستير عام 1996 وكانت اطروحتي فيها تصميم وتصنيع منظومة ليزر صغيرة الحجم (co2)، ونلت الدكتوراه عام 2001 واطروحتي فيها كانت تصميم تصنيع مقدرة مدى ليزرية تعمل بالطول الموجي 10.6 مايكروميتر، ثم نلت لقب استاذ مساعد عام 2003 ومن ثم الاستاذية في شهر اذار / مارس عام 2009، واشرف حاليا على عدد من طلبة الماجستير والدكتوراه نحو (19) طالبا منذ علم 2001 كما لدي العديد البحوث التي نشرتها داخل وخارج العراق، اكثر من (60) بحثا.
* اي شيء عملت؟
- تطبيقات ليزرية في جميع مجالات الحياة الطبية والصناعية، بالاضافة ال البحوث التي اجريتها على (النانوتكنولوجي) في مختلف التطبيقات مثل (متحسسات الغازات السامة كأوساط فعالة ليزرية ) وغيرها من التطبيقات.
* لماذا اخترت الليزر؟.
- انه امتداد لدراستي من البكالوريوس حيث تخصصت بالليزر ومن ثم الماجستير اشتغلته واشتغلت فيزياء تطبيقية في الدكتوراه وفي المشروع على تطبيقات الليزر.
* هل انت اخترت دراسة الليزر بصراحة؟
- صارت المسألة فرضية بسبب نتائج القبول المركزي وطلعت لي الفيزياء ولم تكن هذه رغبتي، كان يعجبني ان ادخل الهندسة، وكانت دورتنا عام 1987 اول دورة يذلك درسنا كادر متقدم جدا، كان القسم تجريبيا وكنا وجبة قليلة من الطلبة لا نتجاوز الـ (34) طالبا في المرحلتين الاولى والثانية وفي التخصص لم يبق منا سوى (17) طالبا لفرع الليزر، ولكنني لم ابتعد عن الهندسة وكان مجال تخصصي كمنظومات الليزر لان فيها جزء ميكانيكي وجزء كهربائي، ومن كبار الاساتذة الذين درسونا: الدكتور عبد المطلب الشيخ والدكتور وليد خلف حمودي والدكتور محمد راضي والدكتور علي مطشر والدكتور علاء النعيمي بالاضافة الى بروفسورين هنديين هما راو ولال.
* كيف عرفت انك اصغر بروفيسورة في العراق؟
- في الجامعة عندما ارادوا منحي اللقب قالوا لا يوجد احد اخذ (البروفيّة) في مثل عمرك، وعلى صعيد الجامعات العراقية لم اسمع ان هناك من نال اللقب في مثل عمري او اقل بهذه السرعة.
* ما الذي منحه هذا اللقب لك؟
- بصراحة.. سبّب لي نوعا من الاحراج حقيقة، فأنا لمدة اسبوع لم اعلن عنه ولكن زميلاتي الدكتورات بادرن ال الاعلان عنه والتنويه اليه، لانني كنت محرجة من اساتذتي العمالقة الذين لم يحصلوا على اللقب بعد، وكنت اتمنى ان يحصلوا عليه، على الرغم من انهم كانوا سعداء بي ومن خلال معرفتهم لي لم يستغربوا ابدا لان البروفيّة تحتاج الى بحوث اصيلة واستطعت ذلك انا والحمد لله.
* كيف صاروا يتعامل الجميع معك؟
- انا اعتبر نفسي (ام الدار) لانني من مؤسسي فرع الليزر بالجامعة، وهم يعتبرونني (اختهم الكبرى) والبعض منهم يناديني بلقب (عمة)، هنا الجميع يقدرني ولله الحمد، اما اعجابهم بي لانني متواضعة واتعامل معهم كما اتعامل مع اسرتي، الجميع هنا اخوان واخوات لي واتكلم معهم بلا تكلف واحيانا بدون اللقب، البعض يقول لي: نخشى ان تزعلي ان ناديناك باسمك فقط، فأقول: لا.
* اي مشاعر منحك اللقب؟
- بالتأكيد المشاعر الحلوة ولكن لم احس بفرحتها لانني كنت (خجلانة) جدا.
* ما الذي قدمتيه لنيل هذه الترقية الكبيرة؟
- قدمت العديد من البحوث في الليزرومختلف تطبيقاته، وقبل ان اقدم الى الترقية عرضت على بحوثي على ذوي اختصاص داخل العراق وخارجه، كما سبق لي نشرها في مجلات عالمية وحصلت فيها على درجة (اصيل) وعلى درجة (قيّم) التي تأتي بعد الاصيل، لذلك اخترت ثمانية بحوث كانت كلها اصيلة وهذا ما شجعني ان اقدمها للترقية وان اطمئن انها ستقبل، مع العلم ان لدي بحوث اخرى لكنني لم اقدمها.
* ما مصير هذه البحوث؟
- في الجامعات العراقية ينقصنا الدعم المادي والمعنوي من قبل المؤسسات الصناعية او التكنولوجية، اي باحث لابد له من وجود جهة تسنده، في الخارج كما نعرف ان كل مجموعة تعمل هناك من يسندها اما بوحدات انتاجية او مراكز بحثية تصرف على البحث والباحث الذي يعمل وتنزل بحوثه للتطبيق وتصبح كمنتوج، نحن لدينا بحوث فقط ولا تنزل الى حيز التطبيق الفعلي، اي انها تبقى حبرا على ورق، ولا تتعدى المختبرات الجامعية اي انها تبقى قيد البحث، لان اي بحث عندما ينزل الى حقل العمل لابد من دعم مادي له.
* كيف هو الحال على مستوى الجامعة؟
- الان افضل، فقد زار رئيس الجامعة الدكتور قحطان الخزرجي فرع الليزر وتحدثت معه عن النواقص والاجهزة التي يجب ان تتوفروتحدثنا في موضوع طلبة الدكتوراه، وحين قال كم تكلفة الجهاز وقلت له خمسة ملايين دينار، اعطاني الرجل عشرة ملايين ودعم الفرع بشكل قوي وصار بدل ان يتخرج اربعة طلاب صار يتخرج سبعة.
* ووزارة التعليم العالي اي دعم منها؟
- هناك فقرة جميلة بادرت بها دائرة البحث والتطوير في الوزارة لرعاية العلماء والمبدعين، فقد جاءتا استمارات للدعم المادي فشاركت باربعة بحوث مقترحة فصرفوا لي مبلغ (30) مليون، وهذا فتح لي الباب ان اعمل بحوثا متقدمة تواكب التطور الحاصل في العالم الان بالاضافة الى انني استطعت ان اعمل قياسات الماسح الالكتروني (sem) والمجهر (afm) والفوتوليمنس (pl) والاجهزة التي تعمل بها غير متوفرة ومن خلال الدعم المادي استطعنا ان نجريها خارج العراق وبتكلفة مقدور عليها.
* من وراء لقب االاستاذية هذا؟
- كثيرون ابتداء من العائلة وتشجيعها لي واساتذتي الذين اشكرهم وهم الذين اخذت الكثير منهم وغذوني بمعلومات واكتسبت خبرة، والفضل الاول والاخير لهم ولرئاسة القسم على دعمهم لي، الجهود مجتمعة وليست فردية ولا انسى ان زملائي يدعمونني بالكلام الطيب والتشجيع.
* ما هو رأي الاهل في ما حصلت عليه؟
- في البداية كانوا يقولون الى حد الدكتوراه يكفي وكانوا يقولون (انك تعبتي) ولكن البحوث تجري في دمي، وكان والدي رحمه الله عندما يسمع بتفوقي يفتخر.
* اي مسؤولية حمّلتك اياها الاستاذية؟
- اي درجة علمية هي مسؤولية كبيرة على عاتق اي باحث، وحقيقة.. انها اعطتني القوة.
* هل تعتقدين ان المرأة العراقية قادرة على العطاء في هذه الظروف الصعبة؟
- المرأة العراقية.. الله يساعدها، رغم كل الظروف هي قوية ومعطاء، واعرف العديد منهن رغم المشاغل يقدمن البحوث، وهناك طالبات متزوجات لكنهم مجتهدات وملتزمات، احيانا اقول ربما كثرة الهموم التي رأيناها اعطتنا قوة، من عام 1980 الى حد الان وظروفنا صعبة من حروب الى حصار، من ناحيتي هذه الظروف زادتني قوة وقدرة على التفوق، عام 1993 صنعت منظومة ليزر، وكانت تلك الايام من اشد ايام الحصار وكنا نتعامل مع اشخاص (تعبانين) نفسيا.
* ما اصعب مرحلة دراسية مررت بها؟
- مرحلة الماجستير وهي التي جعلتني اكون باحثة وقوية، لانني عانيت جدا خلالها عدا الظروف العائلية حيث كانت اختي مصابة بمرض اللوكيميا، وكان هناك حكر في المواد والاجهزة، ووقتها عندما ناقشني رئيس اللجنة د. صالح نوري قال لي: من خلال قراءة الاطروحة انك حفرت في الصخر باظافرك، لايوجد بنت تريد ان تصل وتحقق شيئا من لاشيء مثلك، كان لدي طموح كبير جدا ان احقق كذا وان اترقى، اذكر ان والدي رحمه الله كان يسألني بعد ان نلت الدكتوراه: هل هنالك درجة اعلى ستأخذينها، للاسف توفى قبل شهر منن مناقشة الدكتوراه، لذلك انا اهديت درجة (البروف) الى روحه.
* هل قدمت اليك عروض ما من جامعات معينة?
- نعم، عروض من جامعات المانية ومن اليمن ولكن لدي مشكلة الارتباط في المكان وبالذين حولي فلا استطيع مفارقتهم، ذات مرة سافرت الى مدينة الموصل فتمرضت على الرغم من ان اخي كان معي، وبعد يوم شعرت بالحنين الى القسم والى بغداد.
* هل عطلتك البحوث والدراسة عن ممارسة حياتك الطبيعية؟
- لدي ارتباط اسري قوي جدا، انا لست من النوع اللا ابالي، بل احمل هموم الاسرة وافكر فيهم، انا اخر ما افكر فيه هو نفسي، عندما ارجع من العمل العب مع اولاد اخي واتوسل بهم ان يسألوني في اي شيء لاتفرغ لهم وادرسهم، كما لدي عدةهوايات امارسها كالمطالعة ومنها قراءة الكتب الدينية والروايات البوليسية وامارس الرياضة احيانا، اما من ناحية العلم فالتوفيق من الله وبقدر ما اتعب يعطيني، وسبحان الله الشيء الذي لا اتعب فيه لا احصل عليه، عندي الحلاوة عندما اتعب واحصل على ما اريد.
* بصراحة..هل انت ربة بيت ماهرة؟
- يمكن ان تقول انني ربة بيت من الدرجة الاولى، كنت ولا زلت ولن اعتمد على احد في اعداد الطعام او انتظر ان يأتي احد، ومنذ دراسة المتوسطة كنت اقف امام تنور الطين واخبز وكان ابي يتباهى بالارغفة التي اصنعها.
* ما الطموحات التي تسعين الى تحقيقها مستقبلا؟
- تأليف الكتب، فأنا اتوق الى هذا كثيرا، لان الكتاب هو صدقة جارية، كل الدرجات العلمية لا تخلد الانسان ولا تترك له فضل للاخرين سوى الكتاب، بدأت بتأليف ثمانيةكتب منهجية ، كما لدي طموح هو امنية تأسيس قسم لصيانة اجهزة الليزر الصناعية والطبية في اعدادية الصناعة المهنية

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced