مجلة الثقافة الجديدة: الدكتور صادق البلادي ... وداعا
نشر بواسطة: mod1
السبت 08-07-2017
 
   
طريق الشعب

عام 2017 أبى إلا ان يستمر و مواسمه تحمل بين الحين والآخر أخبارا محزنة.

ففي يوم الجمعة المصادف 7/7/2017 غادرنا في رحلته الأبدية الدكتور صادق البلادي (أبو ياسر)، عضو هيئة تحرير مجلة (الثقافة الجديدة) والشخصية الوطنية والاجتماعية والديمقراطية واليسارية.

إن (الثقافة الجديدة) تتذكر على الدوام السنوات الطويلة التي قضاها العزيز (ابو ياسر) في العمل ضمن قوام مجلس وهيئة تحريرها وما بذله من جهود مثابرة لتطوير عملها والارتقاء به الى ذرى جديدة، كي تظلّ أمينة لشعارها المركزي العتيد: فكر علمي .... ثقافة تقدمية، وأن تكون في مقدمة المنابر التنويرية في المشهد الثقافي والإبداعي العراقي عموما، من خلال ما نشره من مقالات على صفحاتها، أو ما قدمه من أفكار واقتراحات لتطويرها.

وطيلة مسيرته النضالية المديدة كان د.صادق ينحاز على الدوام الى قضايا الناس البسطاء والكادحين؛ مدافعا عن قيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان، مناضلا لا يكل ضد الدكتاتورية ومن اجل عراق متحرر من كل أشكال الهيمنة والاستغلال والعسف والاحتلال ومشاريعه والفساد والمحاصصات الطائفية - الاثنية، ومن اجل العدالة الاجتماعية والاشتراكية، وتحقيق السلام كي يعم العالم ويقطع الطريق على صقور الحرب والعدوان. وقد قضى الراحل الكبير ستة عقود ونيف وهو يناضل من اجل تحقيق هذه الاهداف والمساهمة النشيطة في نضالات شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية واليسارية، من اجل بناء مشروع عابر للطوائف يراهن على الهوية الوطنية العراقية الجامعة.

هكذا، إذن، وبهدوئه المعهود، رحل (أبو ياسر) منسلا بين الجموع، كما عوّدنا نحن أحبته وأصدقاءه ورفاقه، المعجبين ببساطته وإلفته الطاغية، وطيبته وإنسانيته وثراء ما يحمل من اتساع معرفة وعميق حكمة وثبات بصيرة.

لقد كانت حياة الدكتور صادق، على امتدادها الواسع، درسا كبيرا لأجيال عديدة من رفاقه وأحبته، وعزاؤنا ان الفقيد الكبير ترك لهؤلاء، وغيرهم أيضا وهم كُثر، أرثا كبيرا من المواقف الأصيلة والذكريات الطيبة التي ستظل تتحدث عنه، وتذكر به، وتبقيه حياً دائم الحضور بيننا، هذا اضافة الى السلوك الإنساني الرفيع والروح الشفيفة والتي لا تساوم على القيم والمبادئ الكبرى للرعيل الذي انتمى إليه الفقيد وهو يناضل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ستة عقود ونيف من أجل "وطن حر وشعب سعيد".

مرة قال المفكر المصري الراحل محمود أمين العالم ما معناه أن الذين يحتفظون بشموخ القامة الإنسانية في وجه العواصف والمحن، وينسجون الدفء والطمأنينة والاستمرار المضيء في تاريخ الإنسان، بتواضعهم ونزيفهم الصامت هؤلاء هم صناع الحياة بحق، بهم يتحرك المجتمع متطلعا إلى العدالة والسعادة والمحبة والحرية والسلام. ومن المؤكد ان هذا الوصف ينطبق أيضا على الدكتور صادق البلادي فهو احد القامات الأصيلة التي لم تنحن أمام العواصف والمحن ولم تساوم ولم تتنكر لحظة لقضية العدالة، ومحاربة الحروب والاستغلال وحقوق الانسان والسلام. وتقديرا لجهوده في مجال الدفاع عن قضايا السلام منحته مدينة مدينة (كيمنتس) الألمانية، حيث يقيم مع عائلته هناك منذ عام 1980، جائزة السلام في عام 2009 اعترافا بما بذله من جهود في هذا المجال الحيوي وتتويجا لنشاط متواصل يمتد لعدة عقود ولم تثنه الصعوبات وكم هي كثيرة.

وسيبقى المنجز النضالي والثقافي لأبي ياسر، على مختلف الصُعد، محفورا في الذاكرة الجمعية، فما أكثر الأبطال الذين لم تدون أسماؤهم على مسلة، أو على ورقة بردي، أو على أثر من الآثار التاريخية الباقية ولكنهم باقون معنا يشاركوننا جلساتنا وصخبنا وأحلامنا وآمالنا واختلافاتنا حول الطرق الجديدة غير المطروقة.

وما عسانا ان نقول الآن بعد صدمة الرحيل سوى: أبا ياسر .. لقد خسر معك الموت هذه المرة لعبة المفاجأة... ورغم ذلك باق أنت بين أجمل أقلام وطننا مدافعا عن قيم الحرية والعدالة والمساواة والكرامة والاشتراكية.

ابا ياسر، كم من الوقت سيمر لنعترف بهذا الغياب، ونتجاوز ارتباك اللحظات التي يأتي فيها اسمك مقروناً بالرحيل. سنظل نتعلق بأهداب هذه الذكريات، الآن وبعد ان رحل جسدك، ستبقى روحك تمارس حياتها بنشاط: تقرأ، تستمع، تجادل، تكتب بصبر وأناة، وضحكتك الشفيفة لا تبارح أيامنا، فأنت المجبول من طيبة هذه الأرض الطيبة، أبن البصرة.. ابن العراق.. ابن عالم بلا حروب.

وداعاً ابا ياسر... فمنذ الآن دونك لن يكتمل نصاب هيئة التحرير !

ختاما.. للأخت العزيزة أم ياسر والعزيز ياسر وكافة افراد عائلة فقيدنا الكبير (ابي ياسر) وكل اصدقائه ورفاقه ومحبيه سواء داخل الوطن أو خارجه، خالص التعازي مقرونة بالتضامن الحار معهم في هذا المصاب الجلل.. آملين ان يكون هذا خاتمة الاحزان.

الذكر الطيب دوما للراحل الصديق الكبير والرفيق العزيز د.صادق البلادي!

هيئة تحرير مجلة (الثقافة الجديدة)

7/7/2017

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced