واصل الوفد الكردستاني، امس لليوم الثالث على التوالي في العاصمة بغداد، مشاوراته مع المسؤولين الحكوميين وقادة الكتل السياسية. وتركزت المباحثات حول استفتاء الاقليم والقضايا الخلافية بين الاقليم والمركز.
وأجرى الوفد الكردستاني المفاوض، خلال اليومين الماضيين، عدداً من اللقاءات، بدأها بلقاء "تمهيدي" مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، وتبعتها لقاءات اخرى، برئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، فضلاً عن سفيري واشنطن وطهران.
ووصل الوفد الكردستاني، يوم الاثنين الماضي إلى العاصمة بغداد، ضمن مهمة تفاوضية معلنة. وضم الوفد سبع شخصيات كردية برئاسة روز نوري شاويس.
والتقى وفد المجلس الاعلى للتفاوض الكردستاني، أمس الاربعاء، رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وجرى خلال اللقاء التباحث بشأن التطورات وآخر المستجدات على المستوى السياسي والامني.
وذكر مكتب رئيس البرلمان، في بيان تلقته (المدى)، إن "سليم الجبوري، استقبل، اليوم(أمس)، الوفد السياسي الكردستاني برئاسة روز نوري شاويس"، لافتا الى ان "اللقاء استعرض ابرز التطورات السياسية والأمنية في العراق".
ونقل البيان عن الجبوري قوله "إننا نحترم توجهات جميع الأطراف مع موافقتها للدستور بما يعزز اللحمة الوطنية ويحفظ الاستقرار"، مؤكدا ان "إعادة الثقة بين مكونات الشعب العراقي وتفعيل المشتركات ضرورة حتمية لتجاوز التحديات".
وأضاف رئيس البرلمان ان "خيار الاستفتاء يجب أن يكون ضمن الأطر الدستورية بما يكفل مصلحة العراق مع الأخذ بالاعتبار الظروف التي يمر بها البلد"، داعيا الى "أهمية مواصلة الحوارات لتجاوز الخلافات السياسية والأمنية بين جميع الأطراف بما يحقق المصالح التي تحفظ وحدة العراق".
ودعا الجبوري الى "الابتعاد عن التصريحات المتشنجة من قبل الجميع والتريث في اتخاذ مواقف مصيرية يمكن أن تنعكس بشكل سلبي في المناطق التي فيها تداخل اجتماعي متنوع"، مشيداً بـ"دور إقليم كردستان في التعامل مع أزمة النازحين والجهود التي بذلها في إيوائهم وتخفيف معاناتهم".
كما التقى الوفد الكردي المفاوض نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، وجرى خلال اللقاء تدارس الاوضاع الحالية وبحث الحلول الممكنة للتغلب على بعض التحديات الراهنة.
وقال المالكي، خلال مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعه بالوفد الكردي، "بصفة الشراكة الموجودة بين مكونات الشعب العراقي فإن الاستفتاء وغير الاستفتاء وكل شيء يتحرك به الإخوة الكرد يحتاج إلى غطاء دستوري". واضاف "إذا توفر الغطاء الدستوري سيكون التحرك مقبولاً أما خارج الغطاء الدستور فربما يخلق مشاكل لهم وللعراق".
وشدد المالكي "نحن لا نريد أن نعود للغة المشاكل في ما بيننا ونتمنى أن يحدث هذا التوجه إذا لزم الأمر بمراجعة للدستور الذي يعطي الحق في مثل هكذا استفتاء وحق تقرير المصير".
وفي السياق ذاته، التقى الوفد الكردي المفاوض بالأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري. وذكر بيان لمكتب العامري، اطلعت عليه (المدى)، إن "الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري استقبل، اليوم(أمس)، وفد اقليم كردستان الخاص بإجراء المباحثات مع الحكومة الاتحادية"، مشددا "على أهمية الحوار الجاد والبناء وتوفر حسن النية وبناء الثقة بين بغداد وأربيل لحل المشاكل، ووجوب الاحتكام إلى الدستور".
ونقل البيان عن العامري تأكيده على "أهمية وحدة العراق والتركيز على اللحمة الوطنية واستبعاد خيارات الحرب بين مناطق البلاد، اضافة الى جعل مبدأ الحوار هو الأساس في حل المشاكل".
من جهته، شدد الوفد الكردي، بحسب البيان، "على ضرورة حل المشاكل العالقة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم"، لافتاً الى أن "هناك الكثير من المشاكل لم تحل من قبل المركز وخيار الانفصال مازال قائماً"، لافتا إلى "أهمية وأولوية الحوار لحل المشاكل العالقة بين الجانبين".
الوفد الكردي المفاوض يلتقي الجبوري والمالكي والعامري
