المسرح العراقي يُودٍّع عميد الفنون فاضل خليل
نشر بواسطة: mod1
الإثنين 09-10-2017
 
   
زينب المشاط - المدى

كثيراً ما أجهل سبب هذه اللعبة التي يتلاعبها معنا القدر والموت، نحنُ نحاول أن نضع من نُحب خلف جدران عتيدة، أن نحجب عنهم كل شيء، لنحمِيهم من الاقدار، ومن الموت الذي يتربص بنا جميعاً عند كل منعطفٍ لمسرّةٍ او ابتسامة، إلا اننا ورغم هذا الحرص نفشل، وبجدارة في حمايةِ ما نحب ومن نحب...

كُنتُ قد التقيته مراراً، في المسارح، والندوات والجلسات الثقافية، وكانت كلمتيّ "أبوية" و "عمو" هما اللتان يُحاكيني من خلالهما، فإن تمتزج الأبوة، بركيزة العلم والثقافة، وأن ترتفعُ وتسمو بتواضع صاحبها، إنه أمرٌ غاية بالعظمة، والرُقيّ...

لم يصادفني يوماً إلا وكان بشوشاً، يحملُ في ملامحه همومنا، إلا انه اعتاد ان يكسر هذا الوجع بابتسامة مُطفأة يرسمها على شفتيه، تساءلت كثيراً لماذا يسرقُ القدر مني كل من شعرت بالأبوة تجاهه وبشتى الطُرق! وأقساها..؟..

ها هو اليوم يرحل أبٌ آخر، أبو المسرح، وأبو الفنون، أبو العلم والمعرفة، والأب الانسان، الأب والمعلم لأجيال كثيرة، بعضهم عاصروه كفنان، ومخرج مسرحي، وآخرون عاصروه كمعلم وأستاذ أكاديمي، وبعضهم عاصره كما عاصرته أنا، كأب وإنسان فاضل، نعم، فاسمهُ يُطابق صفاته تماماً فهو فاضل، يُفارقنا اليوم، بخبرٍ لم ترض عقولنا استيعابه، ولا أذهاننا، او قلوبنا تصديقه، يرحل عنّا الفنان فاضل خليل في الثامن من تشرين الأول 2017، بعد أن كُنت أعدّ واحتسب الايام التي سنُضيّفهُ ونحتفي به خلالها، في إحدى جلسات بيت المدى في شارع المتنبي، ليتشرف قلمي وللمرة الثانية بالكتابة عنه، بعد أن أجريت معه حواراً قبل عامين لثقافية المدى، إلا ان الموت سبقني اليه، فوجدت أن المرّة الثانية التي سأكتب فيها عنه هي رحيله، فوداعاً فاضل خليل الذي أخبرتني يوماً ان "المسرح بلاخبز وسلام محض كذبة وافتراء" فعلمتُ حينها لماذا نحن مهما بذلنا من جهد لكسب ألقنا ترانا متراجعين!..

سامي عبد الحميد : كم أنا حزين

فاضل خليل فقدت طالباً مجيداً وصديقا عزيزاً ومبدعاً مسرحيا حقيقياً وعضواً بارزاً من أعضاء فرقتي فرقة  مسرح الفن الحديث كنت أضع الأمل فيه كي يعيد الى الفرقة حياتها الزاهية .لقد غاب عنّا قبل الاوان هكذا هم الطيبون والنجباء المخلصون والمبدعون يرحلون عنا سريعا وتبقى محبتهم في القلوب وتبقى ذكراهم في العقول  أبد الدهر، كم أنا حزين وسأبقى أتذكرك يا حبيبي يا أبا معمر.

محمود أبو العباس : لا الرثاء يكفي ولا الذكريات

أين أضع كلمات الرثاء .. وسط هذا الحب الذي توزع بين أصدقائك وطلبتك ومحبيك .. فهي ستبقى كلمات .. أمام فعلك الكبير.. أيها الفخم .. أيها الاب والاخ، فأنت أستاذي الذي أشعر بالتقصير معه .. فهل من كلمات تقف أمام مواقفك النبيله ؟..  لا الرثاء يكفي ولا الذكريات .. ها أنا أفقد الحنين .. بهيئة رجل .. إلى اللقاء أبا معمر .." إنّا لله وإنّا إليه راجعون.".

عقيل مهدي يوسف : ممثِّل من نوع خاص

من المؤلم أن نفقد مبدعاً كبيراً وأستاذاً أكاديمياً قدم الكثير للمسرح العراقي وكنت قد رافقته منذ كنا في أكاديمية الفنون  الجميلة ، وحتى ذهابنا الى بلغاريا واستكمال الدكتوراه،  فقد وجدنا لخدمة الحركة المسرحية الصعبة، التي التزمنا فيها بالقيم الانسانية والجمالية العالية، فاليوم خسارة المبدع لا يمكن ان تعوض فيبقى الممثل نوعاً خاصاً، بروحه المبدعة والتزامه الواضح بخارطة المسرح العراقي والعربي، أتمنى ان يصبرنا الله على ذلك، فلا يمكن لنا ان ننسى يوما أعمال فاضل خليل  الإبداعية المشهود لها عبر اكثر السنين، نتمنى بالفعل ان تكون هنالك مبادرة لاستعادة نشر ما كتب والبحث في جهوده الإبداعية في مسرحنا ليبقى مخلداً لأجيال قادمة للمحافظة على خارطة المسرح العراقي الإبداعية .

يوسف رشيد : نتاجه الإبداعي لن يغادرنا

د. فاضل خليل  يعتبر واحداً من أهم أعلام المسرح العراقي ويمثل جيلاً كاملاً من الأجيال المهمة، فهو من الجيل الذي قدم نتاجاً أكاديمياً وفنياً وإبداعياً ومهماً وجمالياً وهو من المخرجين المسرحيين الذين تركوا بصمة خاصة بهم، وله خصوصية في ما قدمه من أعمال مسرحية عراقية، حيث  تنوع في أعماله وكان مميزا منذ بداية الستينيات وحتى الفترة الأخيرة سواء في مجال المسرح او التلفزيون او الاذاعة، اضافة الى انه كان مخرجا إذاعيا ايضا ومخرجا مسرحيا له حضوره وبصمته وأهميته.

لقد مارس فاضل خليل الكثير من طقوس المسرح، كما عشق المسرح ، حتى مغادرته الحياة، ولكن نتاجه الابداعي لم يغادرنا فهو الانسان الذي ربّى عدداً كبيراً من الفنانين وخرّجهم وعلمهم معنى ان تكون إنساناً وفناناً في وقت واحد،  لم تفارقه الابتسامة حتى قبل ايام قليلة من وفاته، فاضل  يعني الابداع والنبل والانسانية والفنان، لم نخسره في ابداعة وحضوره كفنان لكننا خسرنا الانسان بجسده وروحه الحاضرينِ بيننا لتظل ذاكرته خالدة بعطاءاته.

فوزيّة عارف : رحيله أعادني إلى الوراء

للأسف والالم الشديدين بلغني اليوم نبأ وفاة الاخ العزيز والفنان الاصيل د. فاضل خليل، وقد يكون هذا الخبر هو ما  جعلني أعود الى الايام التي مضت، والتي كنا نعمل فيها معاً لأكثر من 30 سنة، لقد  كنا زملاء معا، حيث  كان هو في اكاديمية الفنون الجميلة، في الوقت الذي كنت فيه  أنا طالبة في معهد الفنون، كما عملنا معا وقدمنا الكثير من الاعمال المسرحية، ايضا كانت هنالك تمثيلية تلفزيونية اسمها المكحلة وهي من بطولتي انا وفاضل خليل معاً، تذكرت زمالتنا، وهذا كله اعادني الى الوراء ،هذا جعلني أفقد أخاً عزيزاً وفناناً كبيراً في الساحة الفنية العراقية، أما عن العمل الفني وخلف كواليس الاعمال فكان معروفاً عن فاضل خليل  انه انسان لطيف لاتفارقه النكتة ويخلق أجواءً جميلة في العمل وايضا هو فنان مبدع بأدائه.

فيصل جواد : لقد فقدنا الكثير بفقداننا إياك

وداعاً أيها الفاضل د. فاضل خليل، كنتَ ذلك  المعلم الذي علمنا كتابة السيرة نبلا ً، كما كنت الاخ الذي خلفنا كله فينا ، وانت هذا الصديق الذي بكيناه وسنبكيه، لقد فقدنا الكثير بفقداننا إياك .

أحمد شرجي : جزء كبير

من تاريخ المسرح العراقي

خسارة كبيرة للمسرح العراقي، فاضل خليل  الاستاذ الجامعي والمعلم، تربى على يديه الكثير من الاجيال،أ من ناحية أدائه التمثيلي فهو ممثل مشهود له، وهو نموذج لتقديم الفن باسترخاء في المسرح والتلفزيون إنه انسان كبير بكل ما للكلمة من معنى، الدكتور فاضل خليل جزء كبير  من تاريخ المسرح العراقي، بدءاً من اعماله، حتى تأسيس فرقة الفن الحديث بالاضافة الى مئة عام من المحبة وزيبرا، واللعبة، هذا التاريخ المهم للمسرح العراقي أكاديمياً وفنياً

وإنسانياً.

آلاء نجم : ترك أثراً معرفيّاً وعلميّاً للجميع

الدكتور فاضل خليل معلمنا واستاذنا لقد ترك اثراً معرفياً وعلمياً للجميع،  كما ترك منهجاً مهماً سيحيه أبداً، لم يذهب فاضل خليل، انه الرجل النبيل والوطني، صاحب  المواقف الوطنية المشهود لها، هو جبل من المعرفة وكان الجميع يستنير بآرائه ومعرفته، وكان موسوعة معرفية تمشي على الارض، لقد درسني في الاكاديمية، وكان صديقاً للطلاب،  يقرّب  المادة لنا من خلال طرق تعليمية حديثة، كان صديقاً الجميع، حتى انه لم يعط المعلومة كدكتور او كأستاذ صادم كانت لديه روح النكتة والابتسامة والفرح وكان يبث المعلومات بطريقة محببة لطلابه، كنا من المستحيل أن نُفوّت محاضرة له ،لأنها كانت متعة بالنسبة لنا، متعة معرفية،وكان أستاذاً صالحاً يجعلنا نستذكر المشهد قبل الامتحان فتخزن المادة في أذهاننا .

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced