أقام الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق وقفةً اعتصامية ضد تعديل قانون الأحوال الشخصية، تحت شعار " القميص الأسود" حيث ارتدى المحتجون قُمصاناً سوداً احتجاجاً على هذا القانون الجائر بحق الانسانية والطفولة، وذلك صباح يوم أمس في مقر الاتحاد...
وجه الاتحاد العام للأدباء رسالة إلى رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ضد هذا القانون، قرأها الناطق الإعلامي باسم الاتحاد عمر السراي وجاء فيها " رفض قاطع لموافقة مجلس النواب العراقي المبدئية على تعديل قانون الأحوال الشخصية الظالم والمثير للسخط، وفقراته الخاصة بالتفرقة المذهبية واستباحة القاصرات تحت ما يسمى زواجاً، وغلّ يد القانون المدني بأهواء تدّعي الالتزام بالشرع والشريعة."
ودعا المثقفون رئيس الجمهورية إلى " مخاطبة مجلس النواب، وضمان عدم المصادقة على هذا التعديل المعوجّ، ونقضه بسلطتكم الرئاسية. ونحن مستعدون بوصفنا قوى ثقافية ومدنية للوقوف بوجه كل ما من شأنه تعكير الصفاء المجتمعي، والضغط عن طريق الكلمة الحرة والنبيلة، والاعتراض السلمي، لدحض هذه المحاولات التي تزرع بذور الإرهاب والترهيب في لبنة المجتمع الندية المُتجسدة بـ (المرأة) و(الطفولة)."
بدورها ذكرت رئيسة جمعية الأمل هناء إدوارد " أن هذا القانون منافٍ تماماً لحقوق المرأة والطفل، فهو دعوة إلى اغتصاب الفتيات القاصرات بشكل رسمي، وبواسطة تشريع قانون جائر، من قِبل قضاء مُجبر على التنفيذ لأنه خاضع لسلطة أكبر منه، فعلى القضاء أن يلعب دوراً أكثر فعالية وأن يقتدي بالقوانين الدولية في ما يخص مثل هذه الحالات." وأكدت إدوارد " سيواجه هذه القانون الرفض المستمر، والوقفات المستمرة لحين إلغائه والقضاء عليه لأن من شأنه تدمير روح المرأة في هذه البلاد في الوقت الذي نعمل به بجهود حثيثة لاستعادة وتنشيط دورها في المجتمع."
شهدت الوقفة كلمة للناقد فاضل ثامر الذي أشارإلى أن" دور الثقافة والفن يظهر في مثل هذه المواقف الصعبة، فأي حال تُريد بنا هذه الحكومة أن نكون لتستمر بإطلاق هذه الاحكام والقوانين، خاصة بقانون ذي ميل طائفي وإجرامي كهذا." مؤكداً "أن الحكومة بتفعيل هذا القانون والمصادقة عليه كأنما تُعلن لأبناء هذا البلد عن بطشها وإجرامها الذي لا حدود له، فبعد أن سلبنا هؤلاء حقوقنا في بلدنا، وأطفأوا بريق هذا الوطن هاهم اليوم يستمرون بطرق أبشع في ممارسة جرائمهم."
شهدت الوقفة العديد من الكلمات لكثير من المُثقفات، اللاتي اختلفن في مجال عملهنّ الثقافي والفني والفكري والادبي، كما ساند رجال المشهد الثقافي العراقي النساء في وقفتهم تلك، مُعلنين أن الثقافة قادرة على تغيير ما لم يستطع ان يُغيره أحد، وأنها الراصدة الاولى والمُسعفة الاولى لأي احتمالات فساد قد تؤدي بإغراق هذه البلاد.