في البدء: العمارة هويتنا لو نعرف!
نشر بواسطة: iwladmins
السبت 11-11-2017
 
   
المدى

غياب التخطيط والاهتمام بالتراث، فضلا عن نقص الوعي في أهمية التراث المعماري هو السبب الاساس في اندثار الكثير من الابنية ذات الطراز المعماري التي تؤشر للهوية البغدادية والتي حافظت على قيمتها العمرانية والجمالية لقرون عديدة، فقد أزيلت المئات من البيوت التراثية المنتشرة في جانبي الكرخ والرصافة وخاصة على امتداد ضفتي نهر دجلة.

ولم يكن هذا الأمر مقتصرا على إزالة مثل هذه الابنية بقرارات غير مدروسة، بل أيضا بالتشويه الحاصل في عملية البناء وعشوائيتها والتغليف الذي يمعن في تكريس صورة قبيحة للعمارة، والتي لاتشكل أي امتداد للعمارة البغدادية وتنافرها مع أي قيمة جمالية.

أما المهندس هشام المدفعي قال: «إن التراث المعماري في مراكز المدن بات يتطلب خطوة مهمة للمحافظة عليه، وقد تحدثنا منذ سنوات طويلة عن أهمية الحفاظ على المراكز والمباني التراثية سواء المنتشرة في مراكز المدن العراقية، وفي العاصمة بغداد، ولكن مع الأسف لم تجد تلك الدعوات استجابة من قبل المؤسسات الحكومية والجهات المعنية».

المشكلة اذن في لا أبالية الجهات المعنية بهذا الموضوع، وعدم اعتماد خطة مدروسة لهذا الأمر تتضمن اراء وافكار المتخصصين في هذا المجال والأخذ بعين الاعتبار ابعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

فقد أثيرت أكثر من مرّة، قضية التشويه والابتذال الذي تتعرض له العمارة العراقية، بشكل يتجاوز إطارها المهني البحت، إلى كونها قضية شأن ثقافي بل ووطني.فهي قضية مؤلمة وحزينة، عندما تتعرض نماذج العمارة العراقية الى الإهمال والتشويه والتغيير التعسفي وحتى الإزالة. فالاهتمام بها يتجاوز اطارها المهني، لتشكل قضية همٍ ثقافي وحتى وطني، نظراً لما تمثل تداعياتها السلبية من تشويه ومحو للذاكرة الجمعية.في كل دول العالم الفقيرة منها والغنية، ثمة اهتمام جدي يؤدي إلى الأثر الثقافي المادي، بضمنه العمارة. وهذا الاهتمام، هو اهتمام مشروع ومفهوم، ومطلوب؛ إذ أن الامر يتعلق بالارث الثقافي الواجب الحفاظ والبقاء، حتى يمكننا، كما اشرت في اجابتي عن سؤال سابق، للسير قدما نحو الافضل والأحسن والأكثر فائدة وجمالاً. بالاضافة طبعا الى أن المحافظة على تلك النماذج البنائية، مسوغة ثقافياً ومطلوبة مهنياً، كونها تجسد ذاكرة لمراحل تاريخية تخص انجازات ماضي البلد وشعبه، وهذه الذاكرة ستعمل جيداً وتؤثر عميقا، عندما تكون حاضرة دوما ومحافظاً عليها جيدا. كتب رفعة الجادرجي، المعمار العراقي الرائد، مرة:”.. انني أؤمن بأن البناء الحضاري يؤلف النصف الأول في عملية الإنجاز، وأن النصف الثاني، وربما الأهم، هو صيانته والحفاظ عليه باعتباره من ذاكرة المجتمع وامتداداً لهذه الذاكرة في الزمن. واعتقد أن الشعب الذي لا يتمكن من صيانة إبداعه، هو شعب لا يمتلك ذاكرة يسخرها في المزيد من البناء الحضاري، بل لا يعي بأن الذاكرة هي أساس في تكوين وجدان المجتمع”. وهو قول لا يمكن للمرء، إلا أن يتفق معه.

فنحن بحاجة إلى إشاعة الوعي بأهمية وخطورة هذا الأمر، وما يقوم به الدكتور المعاري والباحث خالد السلطاني في التعريف بالعمارة البغدادية بمقالاته التي ينشرها فضلا عن الكثير من المؤلفات التي تخص العمارة البغدادية ، يدخل ضمن هذا التوجه، حيث يرى:

إن المعرفة بالعمارة وإمكانات نقدها من قبل مستغليها، يوفران مناخات صحية لتقييمها، وبالتالي تحسين أدائها، فضلا عن أن انتشار الوعي بالعمارة يثري ثقافة الإنسان، ويضيف إلى خزينه المعرفي دراية جديدة. وهو ما كرس له جهده المهني والشخصي.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced