دعت الأمم المتحدة حكومة إقليم كردستان إلى احترام قرار المحكمة الاتحادية الذي قضى بعدم دستورية استفتاء الاقليم. وطالبت بغداد وأربيل بـ"عدم المماطلة"، والشروع بإطلاق المفاوضات لحلحلة القضايا العالقة بين الجانبين. وانهت المحكمة الاتحادية، يوم الإثنين، الجدل الدائر بشأن الاستفاء بعد ان طعنت بدستوريته وإلغاء الآثار المترتبة عليه.
ورحّبت بغداد بالقرار وعدّته تعزيزاً لبسط نفوذها الاتحادي، فيما تحفظت أربيل على ما جاء في دعوى الطعن واصفة القرار بانه "أحادي الجانب".
وردت المحكمة الاتحادية، على ماوصفته أربيل "قراراً أحادي الجانب"، بشأن الطعن بدستورية الاستفتاء، مؤكدة أنّ أربيل تبلغت بموعد المرافعة قبل ستة أيام من انعقادها ولم تبعث من يمثلها أثناء انعقاد جلسة المحكمة. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، في تصريح صحفي امس، "بعد اتخاذ قرار المحكمة الاتحادية أول من أمس بشأن الاستفتاء على استقلال كردستان، تدعو بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق سلطات كردستان إلى قبول هذا القرار واحترامه واحترام الدستور".
وأضاف حق أن "البعثة الأممية دعت بغداد وأربيل إلى إطلاق مفاوضات من دون أي مماطلة"، منتقدا "التهديدات باستخدام القوة وكذلك التصريحات والخطوات الاستفزازية بعد صدور قرار المحكمة الاتحادية".
وكانت بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) قد رحبت، يوم الثلاثاء، بقرار المحكمة الاتحادية الخاص باستفتاء إقليم كردستان.
وقال بيان ليونامي ان "المحكمة العليا الاتحادية في قرارها بأن الاستفتاء الذي أجري في كردستان في 25 أيلول 2017، والغرض الذي أجري له، واستقلال إقليم كردستان العراق، وغيرها من المناطق في الخارج، هو ليس له أي مرجع دستوري وينتهك أحكامه، وبناء على ذلك قرر مجلس الامن أنّ الاستفتاء غير دستوري وأن جميع نتائجه وآثاره تلغى".
وحثّت البعثة الاممية إقليم كردستان على "الإقرار بهذا الحكم الصادر عن المحكمة الاتحادية العليا وبالدستور و احترامهما"، داعية الجميع إلى "احترام الدستور". كما حثت الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان على "الشروع في مفاوضات من دون تأخير، استناداً الى الدستور، بشأن جميع القضايا الراهنة.
وفي السياق ذاته، دعت الخارجية الاميركية، أمس الاربعاء، الحكومة العراقية الى رفع حظر الطيران عن إقليم كردستان، وكشفت عن وجود مساع لعقد حوار بين حكومتي المركز والاقليم.
وقالت هيذر نويرت، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي امس، ان "واشنطن مستمرة بدعوة بغداد من أجل رفع الحظر الجوي عن إقليم كردستان وتفعيل مطاراته". واضافت أنّ "بإمكان بغداد وأربيل أن تحلّا الخلافات بينهما من دون توسط من أي طرف، وهو الأفضل للجانبين".
وأكدت نويرت أن "المساعي الأمريكية لخلق أرضية مناسبة للحوار بين الحكومة العراقية وحكومة كردستان لم تتوقف على أعلى المستويات".
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية الى ان "زيارة ممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي بريت ماكغورك للاقليم وكذلك الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية تيلرسون مع رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ومع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يصب بهذا الاتجاه".
وشددت "نحن مستمرون في دعوة الحكومة العراقية لرفع الحظر الجوي عن مطارات إقليم كردستان وتفعيل حركة الطيران من جديد".