أطلق مسؤولون عراقيون تحذيرات من مخاطر حدوث جفاف يهدد المحافظات الجنوبية، مع تزايد انخفاض مناسيب المياه في جنوب العراق، بسبب قلة الإطلاقات المائية من دول المنبع، محذرين من أن تؤدي حالة الجفاف إلى كارثة إنسانية جديدة.

تشھد المحافظات الجنوبیة والفرات الأوسط، أزمة میاه حادة قد تؤدي بحسب مختصین الى كوارث بیئیة كبیرة بسبب الجفاف التي تتعرض له، حیث في شھدت محافظات النجف والبصرة وذي قار ومیسان والمثنى، نقصاً حادا مناسیب المیاه ما تسبب في تعرضھا للجفاف ودمار مئات الاراضي المزروعة بسبب سوء الادارة وتوزيع الحصص المائیة.

وحصلنا على عدة مقاطع فيديو توضح انخفاض مناسيب المياه في مدن جنوب العراق.

على الرغم من المطالبات المستمرة من قبل فلاحي محافظة ذي قار لحل أزمة شحة المياه الخانقة التي طالت العديد من المناطق إلا أنه لم يتم ايجاد حل جذري لهذه المشكلة إلى الآن.

كما دعا نائب محافظ ذي قار عادل الدخيلي الحكومة المركزية إلى تشكيل غرفة عمليات لحماية جنوب العراق من كارثة إنسانية، فيما بدأ فلاحو المحافظة بقطع الطرق احتجاجاً على انقطاع المياه.

ولم تقتصر مشكلة شحة المياه في محافظة ذي قار فقط بل باتت تشكل خطراً يهدد محافظة البصرة أيضاً بل تنذر بكارثة وشيكة لجنوب العراق بأكمله في حال عدم الإسراع لإيجاد حل.

وأوضح الدخيلي في تصريح صحفي أنه “بات من الواجب على رئيس الوزراء التدخل الشخصي لحل أزمة انقطاع المياه عن محافظة ذي قار وامتداد الأزمة لمحافظة البصرة، مطالباً بتشكيل غرفة عمليات مركزية عاجلة تُدار في المحافظة وتضم كل الجهات المعنية لتدارك الموقف قبل حلول كارثة انسانية واقتصادية وبيئية تهدد سكان جنوب العراق”.

وأضاف “أن فلاحي المحافظة أخذوا يلجؤون إلى التظاهر وقطع الطرق بسبب انقطاع المياه عن معظم المناطق الزراعية وتعرضهم لخسائر مادية كبيرة ، مستغرباً من عدم التزام وزارة الموارد المائية بالحصص المقرّة للمحافظة وعجزها عن معالجة الأزمة وعدم اكتراثها لما يجري لمناطق الجنوب ” .

ويرجح البعض مشكلة نقص مياه المحافظة إلى التوزيع الخاطئ وعدم التزام المحافظات بالحصص المائية المقررة لها ما أدى في نهاية المطاف إلى تحول العديد من الأنهر في المحافظات الجنوبية إلى أرض جرداء لجفاف مياهها.

وكشف نائب المحافظ أنه تمت “المباشرة بحفر الآبار في عدد من المناطق والاستعانة بدائرة الحفر في وزارة النفط كحلول آنية لتفادي الهجرة القصرية لسكان القرى والأرياف الذين شكّل انقطاع المياه أزمة حقيقية تهدد حياتهم وثروتهم الزراعية والحيوانية ” .

مؤكداً أن “غرفة عمليات المحافظة تواصل رفع التجاوزات على الحصة المائية بالتعاون مع قيادة عمليات الرافدين ومتابعة انخفاض مناسيب المياه بشكل مستمر في الأهوار” .

يذكر أن اللجنة العليا لمتابعة ملف الأهوار في محافظة ذي قار، حذرت في 16 تشرين الثاني 2017 من هجرة جماعية لسكان الأهوار وبالأخص مربي الجاموس من مناطق الأهوار إلى مناطق أخرى منها الغربية للحفاظ على ثروتهم الحيوانية، مرجعة ذلك إلى أزمة شحة المياه التي تتعرض لها هذه المناطق.

ويقدر المسؤولون خسائر العراق بعشرات ملايين الدولارات سنويا جراء انخفاض منسوب الفرات إلى مستويات غير مسبوقة، بسبب عوامل تتعلق بدول المنبع التي قلصت حصة العراق المائية، إضافة إلى وقوع مجرى النهر في مناطق عمليات عسكرية في الأراضي السورية والعراقية.