أُسدل الستار في ساعة متأخرة من ليل السبت على فعاليات الدورة 19 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، وكانت فعاليات المهرجان قد تواصلت على مدى 9 أيام تم خلالها عرض 105 مسرحيات من تونس والدول العربية وإفريقيا. وشارك العراق بعرضين مسرحيين , العرض الأول صفر سالب إنتاج فرقة بغداد للتمثيل , تأليف وإخراج :علي دعيم،. والعرض الثاني "خيانة" للفرقة الوطنية للتمثيل وقدم ضمن العروض الموازية لأيام قرطاج المسرحية ، وهوَ مُعدّ عن ستة نصوص شكسبيرية ، كما تم تكريم المخرج المسرحي العراقي الكبير ومبتدع مسرح الصورة الدكتور (صلاح القصب) ضمن باقة من المبدعين المسرحيين العرب والأجانب .
وفي ختام أيام قرطاج المسرحية حجبت لجنة التحكيم لهذه الدورة، التي ترأسها التونسي عبد الحليم المسعودي، جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل، لكنها منحت في المقابل جائزة أفضل إخراج مناصفة بين علي دعيم عن مسرحية "صفر سالب" من العراق. ووفاء الطبوبي، عن مسرحية "الأرامل" من تونس، وكان عرض صفر سالب قد أثار اهتمام الجمهور والنقاد الذين استقبلوه بحفاوة كبيرة .
ومسرجية صفر سالب عمل كوريغرافي يقدم اللحظة الراهنة التي يعيشها العراق ورغم قتامته يؤكد ان هناك أملاً لإعادة البناء وللعمل رمزيات عديدة فالصفر يرمز الى العرب لأنهم اخترعوا هذا الرقم، و«السالب» يرمز الى السلبيية تحديدا سلبية أصحاب القرار الذين نجدهم في العمل في شكل خيال الظل يحاول أحدهم صعود الدرج فيجد الباب مغلقا يتركه ويعود أدراجه، سلبية أصحاب القرار انعكست على المجتمع الذي استسلم هو الآخر لليأس ولكن الفن أداة للسؤال و«السؤال» هو الذي عملت عليه كل المجموعة على الركح «لا تتوقف عن السؤال فالفضول يحمل اسباب وجوده معه، الواحد منا لا يستطيع إلا أن يكون منبهرا عندما يتأمل أسرار النهاية الحياة والمبنى المدهش لهذا الوجود يكفينا ان نحاول استيعاب القليل من هذه الأسرار يومياً .
والمخرج علي دعيم مواليد 77 19بغداد ممثل ومخرج وراقص مسرحي، حاز جائزة افضل ممثل في مهرجان حقي الشبلي لثلاث دورات متعاقبة ما بين 97 ـ 2001. هاجر الى دول العالم وشارك في مهرجانات عديدة حصل خلالها على جوائز مهمة تؤكد كفاءاته وإبداعه. ومن مسرحياته الأخيرة ـ فوبيا ـ آنو ـ جيرك ـ وصفر سالب . وقال دعيم في حوار سابق انه غادر العراق عام 2005 متوجهاً الى السويد، وشارك في الكثير من المهرجانات لدول أوروبية بينها إسبانيا هولندا فرنسا.
وقال: كانت لدي تجارب عديدة في الرقص المسرحي خاصة الدراما دانس، وعدت الى العراق في السنة الماضية.. مبيناً ان تجربته في مسرحية "أهريمان" هي حصيلة ما تعلمه واكتسبه من خبرة في دول الخارج وتحديداً السويد كالرقص التعبيري والدراما دانس وغيرها في ما يخص المسرح الحديث والمتقدم.