تشكل الأغنية أحد الملامح الوطنية للشعوب، وتعبر تعبيرا دقيقا عن شكل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهي مع مرور الزمن تدخل متحف ذلك الشعب لتصبح جزءا مهما من تراثه وأفكاره، وهنا نتحدث عن الأغنية الأصيلة كلمات ولحناً وأداءً، وليس الأغنية الطارئة .
الأغنية الريفية استطاعت أن تحتل حيزاً واسعاً من تراث شعبنا الغنائي، خاصة أنها بقيت لفترة طويلة معبرة تعبيرا دقيقا عن المشاعر الإنسانية التي تفور داخل الروح البشرية.
وتكريماً لهذه الجهود أقامت دائرة الفنون الموسيقية، ليلة الخميس الثامن من آذار، مهرجانا للأغنية الريفية تمت فيه استعادة مبدعة لنوادر تلك الاغاني التي قدمتها مجموعة من مطربات ومطربي العراق شبابا وروادا، وباشتراك مجموعة " الكورال - الإنشاد " وبإشراف مباشر من قبل المايسترو علي خصاف وبمساهمة خلاقة من موسيقيي الفرق الفنية في الدائرة.
ابتدأ المهرجان بالعزف على آلة الكلارنيت للمايسترو علي خصاف، وانطلقت بعد ذلك الأغاني ليغني لنا الفنان رعد ميسان أغنية " وياك أروحن " للمطرب الراحل حضيري أبو عزيز. وإذا قيل فرخ البط عوام فقد برهن على ذلك الفنان رعد، نجل المطرب الراحل مجيد الفراتي، وقد أطربنا رعد بالطور الغنائي "الصبّي" في أغنية " اشجابه شوصله" من كلمات وألحان وأداء الفنان الراحل مجيد الفراتي.
وإذا قيل بأن الطيور تعود إلى أعشاشها مهما ابتعدت! فها هي الفنانة المغتربة سعاد مزعل تعود لحاضنة الفنون الموسيقية لتساهم بأغنية الراحلة زهور حسين " لولا الغرام حاكم ".
وتم استذكار المطرب الريفي الشعبي حسين سعيدة، من خلال أغنية " تتلاكه الوجوه" أداها حسين جبار. بعد ذلك أجاد الفنان الشاب عمار العربي بتقديم أغنية " سلم عليه " للراحل ناصر حكيم.
وفي عودة للأصوات النسائية قدمت الفنانة نهلة وهاب أغنية " أنا وخلّي" للمطربة الراحلة وحيدة خليل.
أما الفنان وحيد علي، استطاع أن يجمع المدينة والريف بأدائه، أما الفنان سيد محمد ، استذكرته الفنون الموسيقية بإحدى أغانيه " علواه لو تزوروني" قدمها الفنان حسن جاسم.
وفي هذا المهرجان لا بد من استذكار الصوت النسائي الذي شغل مساحة واسعة في ذائقة المستمع العراقي ألا وهي الفنانة وحيدة خليل التي غنت لها الفنانة المبدعة صاحبة الصوت المتميز، غادة، أغنية " أمس واليوم ما مروا عليّ".
الفنان هادي دريول واحد من المطربين الذين زاملوا لفترة طويلة الراحل سلمان المنكوب، ووفاءً لتلك الرفقة الجميلة غنى له أغنيته الأكثرشهرةً " أمرن بالمنازل".
أما الفنانة أديبة، التي تمتلك حرصاً كبيرأ على المساهمة (متطوعة وليست مقابل أجر) في معظم المهرجانات والحفلات، فكانت لها مساهمتها الجميلة بإعادة أغنية وحيدة خليل " عليمن يا قلب تعتب عليمن". وكان الختام للفنان محمد السامر الذي غنى " حن يا دليلي" للراحل داخل حسن.