قصور صدام ما زالت تحتفظ بمقتنياته الشخصية ومكتبته تضم الملك لير وألف ليلة وليلة
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 28-04-2009
 
   
بغداد: نصير العلي لندن: «الشرق الأوسط»
تحول العديد من القصور العامرة، التي شيدها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، إلى قواعد عسكرية أميركية وعراقية ومهابط لطائرات الجيش الأميركي.
وأحد هذه القصور، وهو قصر (النصر على أميركا( في مطار بغداد أو المعروف حاليا باسم قاعدة كروبر الأميركية، الذي يقع وسط بحيرة كبيرة، تتوزع فيها أيضا عدة قصور أخرى اغلبها لعائلة صدام، تحول الآن إلى فندق رئاسي يستغل لإسكان مسؤولين أميركان ومن أعلى المستويات.
وقال ضابط أميركي لـ«الشرق الأوسط»، أثناء تجوالها في القصر، إن القوات الأميركية أبقت على كل شيء بمكانه، مثل الأثاث والأجهزة وصالة جلوس الرئيس الأسبق ومكتبته الصغيرة، التي احتوت مجموعة من الكتب، اغلبها عن تاريخ العراق للمؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني مثل تاريخ العراق، وديوان للشاعر العراقي معروف الرصافي، وآخر لنازك الملائكة، وكتب لسيبويه، وأخرى مثل موسوعة العراق السياسية، والزمخشري للبلاغة وصحيح البخاري والمتنبي ورياض الصالحين وقصص ألف ليلة وليلة، وتاريخ الوزارات العراقية، إضافة لمسرحيتين لشكسبير، احدها الملك لير، وكذلك رواية مدن الملح لعبد الرحمن منيف، وكتب لمحمود تيمور.
وتطل صالة الجلوس على نافذة كبيرة، تطل على قصر آخر لصدام وهو (قصر السجود)، الذي أطلق عليه صدام هذا الاسم تكريما لزوجته ساجدة خير الله، الذي أصبحت إحدى غرفه مكانا لاعتقال صدام طيلة فترة احتجازه، وحتى تنفيذ حكم الإعدام بحقه، حسبما أفاد به احد القادة الأميركيين لـ«الشرق الأوسط». ومن القصور العامرة الأخرى، التي أصبحت قاعدة ومهبطا لطائرات الجيش الأميركي، قصر الأعظميه الرئاسي، الذي شيده صدام في بداية تسعينات القرن الماضي، وامتاز بأجمل التصاميم المعمارية، التي مزجت بين التراث والحداثة، حيث كان قبل ذاك أرضا تكتظ بأشجار الحمضيات والنخيل، ضمن بساتين ومشاتل تسكنها بعض عائلات الفلاحين على نهر دجلة مباشرة في جانب الرصافة.
وانتشرت بنايات القصر على مساحته الواسعة على جبهة نهر دجلة، تتوسطها بحيرة تستمد ماءها من النهر ومرسى للزوارق، كان ذلك خلال فترة الحصار، الذي فرضته الأمم المتحدة على العراق بعد غزوه للكويت.
وكان أول ضيوف القصر، كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، الذي أجرى محادثاته مع طارق عزيز، وزير الخارجية في النظام السابق، تلك المحادثات التي أسفرت عن اتفاقية النفط مقابل الغذاء بين العراق والأمم المتحدة في أواسط التسعينات.
وكان يقوم على إدارة هذا القصر، الذي تفصل بينه وبين جسر 14 رمضان المعلق، عدة قصور صغيرة تعود لمسؤولين كانوا في الدولة العراقية السابقة، عدة أشخاص مع عدد قليل من الحرس المسؤول عن حمايته منتشرين حول بوابته الكبيرة جدا والمغلقة على الدوام.
وبعد سقوط النظام العراقي في ربيع 2003، تحول هذا القصر إلى قاعدة عسكرية للجيش الأميركي، تضم مختلف الآليات والمدرعات الأمريكية، فضلا عن مهبط للطائرات السمتيه بأنواعها الأباتشي والكوبرا وغيرها، وتحول من جنينة تعمها السكينة والهدوء إلي قاعدة تعج بأزيز الطائرات وأصوات الانفجارات ليل نهار.
ويقول تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، إن العراقيين لا يختلفون في أن من نتائج الحرب على العراق واحتلاله والفوضى التي اجتاحته، تأثيرات بيئية سلبية كبيرة منها الإزعاج والتلوث اللذين تسببهما الطائرات والآليات الأميركية، التي اعتبرت البلاد ميدان قتال مفتوحا لها رغم وجود الملايين من العراقيين عليه.
ويقول عباس أحمد (60 عاما): «نحن لا نزال نعيش أجواء الحرب، فبيوتنا تهتز من أزيز الطائرات، التي تهبط وتقلع على مدار الساعة، وتبلغ ذروة الانزعاج في الليل، حيث لا تفصلنا عن القاعدة سوى عشرات الأمتار، فلا الكبار ولا الصغار باتوا يعرفون طعما للنوم».
ويشكو جاره رياض أحمد: «مما تثيره المروحيات من تراب يدخل حتى في غرف النوم، أثناء هبوطها، فضلا عن أصوات محركاتها التي أثرت على دراسة الأطفال واستيعابهم للتعليم، لان الوضع لم يعد طبيعيا، ولا البيئة سليمة أبدا».
ويضيف محمد سعدان، الذي يسكن قريبا أيضا من هذه القاعدة، «أننا في ميدان حرب، فأصوات الانفجارات تفزعنا نحن وأطفالنا، حيث دأبت القوات الأميركية على تفجير العبوات الناسفة، التي تعثر عليها في حملات التفتيش في هذه القاعدة». ويضيف، أننا «لا نعرف أوقات التفجير، التي لا يجرؤ احد على الاعتراض عليها، مما يعرضنا للفزع والهلع المفاجئ، الذي ينتاب الأطفال وكبار السن على حد سواء».
أم سلمان (50 عاما)، التي اضطرت إلى نقل والدتها المريضة إلى بيت شقيقتها الأخرى البعيد عن القاعدة، بسبب أصوات الانفجارات المتكررة تقول، إن«الأمر لا يقتصر علينا فقط، حيث نسكن قرب القاعدة بل شمل المرضى أيضا الراقدين في مستشفى النعمان القريب منها، حيث سبق أن اشتكت إدارة المستشفى إلى المجلس البلدي في الأعظمية ولكن لا مجيب».
ويأمل غالبية أهالي الأعظمية في أن يتحول هذا القصر (القاعدة)، إلى ناد اجتماعي أو مركز ثقافي، وتحويل منشآته إلى دار سينما ومسرح وإقامة الأمسيات الثقافية والنشاطات الفنية، واستغلاله من قبل منظمات المجتمع المدني، لممارسة كل نشاط فيه ترفيه وتثقيف للمواطنين.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced