التنافس الانتخابي في البصرة يهدِّد بجرّ العشائر إلى الصدام المسلّح
نشر بواسطة: iwladmins
الأحد 15-04-2018
 
   
بغداد - وائل نعمة - المدى

يهدد التنافس الانتخابي في البصرة، أكبر مدن جنوب العراق، بجرّ العشائر الى الصدام المسلح، خاصة أن كل عشيرة لديها أكثر من مرشح وتاريخ طويل من النزاعات المسلحة.

وعادة ما تُستخدم "الهاونات" والأسلحة الثقيلة بين هذه القبائل لإنهاء النزاعات التي تعود أحيانا لأسباب بسيطة، كخلاف على عائدية سيارة أو تحويل مجرى مائي أو حتى على قضايا الزواج والطلاق.

ولتفادي إقحام العشائر في مضمار الانتخابات، كانت بعض القبائل في البصرة قد أعلنت في وقت مبكر عدم استقبال المرشحين، لكنّ ذلك لم يمنع ظهور أحد النواب وهو يرقص (يهوّس) في إحدى المضافات في مهرجان يبدو للترويج لحملته الانتخابية الجديدة.

ويحق لمليون و200 ألف شخص في البصرة، التصويت لاختيار ممثلي المحافظة في مجلس النواب بنسخته الرابعة في الانتخابات المزمع إجراؤها في 12 أيار القادم، فيما زادت المواليد الثلاثة الجديدة التي تشارك للمرة الاولى في الانتخابات (1998، 1999، 2000) نحو 2% من حجم الناخبين في المحافظة.

ويتنافس أكثر من 500 مرشح في المحافظة لشغل 25 مقعداً مخصصاً للبصرة في البرلمان، ضمن 14 كيانا وائتلافا مشاركا في سباق الانتخابات، بمعدل تنافس 20 مرشحا على المقعد الواحد. وبدأت أول من أمس، القوائم المتنافسة بعد ساعات من انطلاق الحملة الانتخابية، بتنظيم مؤتمرات ومهرجانات للإعلان عن برامجها ومرشحيها.

برلمان العشيرة !

وبسبب خصوصية البصرة، فإن أغلب تلك النشاطات تقام داخل مضافات العشائر، التي بدأت تلعب دورا مهما في المحافظة خاصة في السنوات الـ10 الماضية.

ويخشى أحمد عبد الحسين، أحد المرشحين عن البصرة في حديث مع (المدى) أمس، من تحول التنافس المحموم بين المرشحين الى جر العشائر الى الصدام المسلح، خاصة أنه يقول إن "العشيرة الواحدة لديها أكثر من مرشح".

ووفق مسؤولين فإن تسليح العشائر، خاصة في شمال البصرة يفوق ما تملكه الشرطة والجيش في تلك المحافظة. وتجد الحكومة المحلية صعوبة بالغة في جمع تلك الاسلحة بسبب غياب عدد من قوات الجيش وانشغالهم خلال السنوات الماضية بالحروب ضد داعش وإمساكهم بالمناطق المحررة.

وينتقد المرشح عن البصرة وهو عضو في مجلس المحافظة زج العشائر في الحياة السياسية والانتخابات. ويقول: "تلك المظاهر غريبة على البصرة، فالمدينة معروفة بتوجهها المدني".

وفشلت عدة محاولات ولجان عشائرية في "تصفير المشاكل" بين تلك العشائر. ويغذي ضعف الوعي والبطالة المتفشية بين الشباب تلك النزاعات، فضلاً عن استغلال تجار الاسلحة لبيع العتاد في معارك قد تستمر في بعض الحالات الى عدة أيام ويتم فيها إغلاق مناطق وشوارع رئيسة.

ويشير المسؤولون في البصرة الى "عشائر وافدة" الى المحافظة كانت تسكن قرب الاهوار اعتادت أن تستخدم "العنف" كبديل للحوار في حل النزاعات، وهي من تقف وراء تلك المشاكل.

ويؤكد عبد الحسين، أن الانتخابات المقبلة مهمة جداً "ولا يمكن تجاهل دور العشائر في دعم وتأييد بعض المرشحين". وأشار الى أن عمليات الترويج للمرشحين تجري بشكل اوسع في دواوين العشائر بمختلف المناطق.

وأجرى عدد من العشائر الشهر الماضي، في محافظات الوسط والجنوب ومن ضمنها البصرة، لقاءات قررت خلالها عدم التدخل في الانتخابات ورفضت دعم المرشحين، فيما دفع عدم قناعة بعض العشائر ببعض المرشحين الى أن تدعم ناخباً تابعاً لعشيرة أخرى، وهو متغير يراه المسؤولون يصب لصالح اختيار الأكفأ بالمحافظة.

لكنّ التغيير لم يشمل في كل الاحوال جميع العشائر في المحافظة، ونشر مدونون على "فيسبوك" قبل يومين، مقطع فيديو يظهر فيه النائب والمرشح عن دولة القانون عبد السلام المالكي وهو "يهوّس" وسط تجمع عشائري حاملاً "المكوار"، وهو سلاح بدائي تقليدي لدى أبناء الأرياف.

القوائم المتنافسة

ويتنافس في المدينة الغنية بالنفط، والنافذة البحرية الوحيدة للعراق 521 مرشحاً، ضمن 12 ائتلافاً وكيانين اثنين أحدهما تحت اسم "حزب ثأر الله"، ويحتل يوسف سناوي التسلسل رقم واحد في الحزب.

وكان إسماعيل الوائلي، شقيق محافظ البصرة مصبح الوائلي الذي اغتيل في عام 2012، قد اتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بإطلاق سراح "سناوي"، الذي كان معتقلا قبل سنوات.

وقال الوائلي في تصريحات منسوبة له في 2008، إن "سيارات رباعية الدفع تحمل أرقاماً حكومية قامت بإطلاق سراح يوسف سناوي وتسهيل نقله الى إيران".

وترأس القيادي في حزب الدعوة والنائب خلف عبدالصمد قائمة المالكي في البصرة وهو صاحب التسلسل الاول، يأتي بعده وزير النقل كاظم فنجان الذي دعمه عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة، قبل عامين لشغل المنصب. كما أعاد المالكي، ترشيح أغلب نائبات المحافظة في قائمته، مثل عواطف نعمة، وفاطمة سلمان، ورحاب مكطوف.

أما قائمة "النصر" التابعة لرئيس الوزراء حيدر العبادي، فرشحت النائب عامر الخزاعي على رأس القائمة، يليه جبار إلعيبي وزير النفط الذي أشيع أيضا في وقت اختياره للمنصب بانه مدعوم من الحكيم، فيما حصل أسعد العيداني المحافظ الجديد للبصرة على التسلسل رقم 3.

واشتكى سكان في البصرة تحدثوا لـ(المدى) أمس عبر الهاتف، من طريقة توزيع ملصقات المرشحين، والتجاوز على الارصفة وعلى المؤسسات الحكومية، حيث تمنع تعليمات المفوضية اسغلال إمكانات الدولة في الترويج الانتخابي.

وعرضت أمس صفحات على "فيسبوك" فيديو يظهر حملة أحد المرشحين وهو يغلق شارعاً في البصرة، بسبب تعليق اللافتات الدعائية، فيما كانت بلدية المحافظة قد منعت نشر صور المرشحين على الجسور أو الدوائر الحكومية واستخدام الملصقات.

وكان تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، قد أعلن أول من أمس، عن اتّباعه طريقة جديدة في الدعاية الانتخابية، لا يعتمد فيها على "البوسترات" وإنما المخاطبة الشفهية مع الناخبين.

ويرأس قائمة الحكمة في البصرة النائب السابق جواد البزوني، الى جانب نواب حاليين، أبرزهم حسن خلاطي، وسليم شوقي، بالاضافة الى عدد من أعضاء مجلس المحافظة.

كذلك يتنافس في البصرة، ائتلاف الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، وتمدن برئاسة النائب فائق الشيح علي، فضلا عن التحالف المدني الديمقراطي، وبيارق الخير التي تشارك لأول مرة في الانتخابات التي يرأسها وزير الدفاع السابق خالد العبيدي.

كذلك يشارك سائرون لأول مرة في المحافظة، فيما غاب تحالف القرار بزعامة أسامة النجيفي وعدد من القوى السُنية عن المحافظة.

في المقابل يرأس وزير الاتصالات والقيادي في منظمة بدر، حسن الراشد، قائمة "الفتح" التابعة لقوى الحشد الشعبي في البصرة ، يليه القيادي في كتائب سيد الشهداء والنائب فالح الخزعلي.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced