الفيلم السينمائي، رسالة، تقنية، وأداء، أما هو فيبدو أنه اختار رسالة سامية انطلقت من الآية القائلة " أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ " مُتخذاً من حرب العراق ضد الإرهاب حكاية ليحبك قصته، الخرج الشاب حيدر خضير عن فيلمه " الرمق الاخير" احتفي به في منتدى صدى السينما والمسرح في شارع المتنبي على قاعة ألف ليلة وليلة في المركز الثقافي البغدادي، وذلك صباح يوم الجمعة الفائت...
الجلسة قدمها الإعلامي الشاب فؤاد المصمم ، مُشيراً الى " أهمية دعم السينمائيين الشباب" مؤكداً "أنهم كذلك جنود يحاربون من مواقعهم كما هو المسرحي والتشكيلي والطبيب والعسكري وأفراد الحشد الشعبي ."
المحتفى به تحدث عن فكرة الفيلم قائلاً "إن فكرة الفيلم ولدت من الآية الكريمة التي ذُكرت آنفاً، وقد قدمت هذا الفيلم القصير مستخدماً تقنية السرد الدائري، وكان عملي هذا هو مشروع تخرجي في أكاديمية الفنون الجميلة في المرحلة الرابعة وقد حصلت من خلاله على جائزة لجنة التحكيم ليُشارك بعدها في مهرجاني النهج في كربلاء والقمرة في البصرة، وهو مرشح للمشاركة في مهرجان كان السينمائي حالياً."
الجلسة شهدت العديد من المداخلات أولها للمخرج صباح رحيمة الذي أكد " أن موضوعة الفيلم عميقة ومهمة جداً وممتازة، وهذا العمل كتجربة أولى يعدّ عملاً ممتازاً لأننا بالتأكيد لا يمكن أن نقيّم عملاً صنع كتجربة أولى كما نقيّم الأعمال الاحترافية."
وتحدث رحيمة عن الطريقة اللامباشرة في تناول موضوع الحرب، ذاكراً "أن موضوعات الحرب أصبحت مستهلكة، وقد أجاد حيدر خضير في تناول هذه الموضوعة بشكل غير مباشر فنحن شعرنا بالحرب إلا أننا لم نسكنها من خلال العمل، وهذه ميزة الفيلم المهمة أن مخرجه تناول جانب معين من الحرب وليس صورتها الواضحة والمباشرة."
فيما ذكر الاكاديمي والمشرف على العمل الدكتور مفيد سليمان قائلاً " إنني أشعر بسعادة غامرة كوني أرى طلابي الذين تخرجوا اصبحوا نجوماً منذ هذه اللحظة بين ممثلين ومخرجين سينمائيين ، وهذا يعني ان العراق بالاكاديمية وأساتذتها بات ينتج شباباً مميزين قادرين على الإنجاز."
وأشاد سليمان بعطاءات خضير قائلاً "إنه مخرج وسيناريست أفلام سينمائية ممتاز، إضافة الى الممثلين الذين أؤكد أنهم نجوم مميزون أبهروني بأدائهم وأنا أؤكد أن هؤلاء البذور سيصبحون أشجاراً مثمرة مستمرة العطاء."
اختتمت جلسة الفيلم الذي شهد العديد من المداخلات بتقليد شهادات تقديرية لكادر العمل والمحتفى به المخرج حيدر خضير وذلك بعد عرض الفيلم، كما قدّم المنتدى درعاً تكريمياً للمحتفى به.