كل عام تصدر كلية الفنون الجميلة مجموعة من الشباب القادرين على انتاج أعمال مميزة ومهمة، والذين غالباً ما ينطلقون للمرة الأولى من صرح كليتهم مقدمين عملاً مميزاً كمشروع تخرج، وبإمكانيات بسيطة جداً إلا أنهم فيما بعد يؤكدون للعالم بأكمله أن هذه الامكانات البسيطة تضمرّ خلفها طاقات كبيرة ومهمة قادرة على المنافسة عالمياً...

وبالفعل نرى العديد من الشباب السينمائي العراقي يشارك في مهرجانات دولية مميزة ومهمة وأغلبهم يحصدون جوائز عبر منجزهم الذي قدموه بأبسط الامكانات...

العام الماضي قدمت كلية الفنون الجميلة اسماء مهمة لمخرجين شباب، لاحظناهم ما أن تخرجوا حتى استطاعوا أن يكوّنوا لذواتهم هذه القيمة الانسانية والفنية الكبيرة، من خلال اشتغالاتهم على صعد التمثيل أو الإخراج أو كتابة السيناريو، وفي هذه السنة حيث أقيم مهرجان اكاديمية الفنون الجميلة السينمائي الدولي بدورته ال33 على قاعة الحكيم في جامعة بغداد وبحضور إعلامي وجماهيري محلي وعربي كبير، وذلك صباح يوم الثلاثاء الفائت....

شهد المهرجان وللمرة الاولى مشاركة اكثر من 70 فيلماً طلابياً قصيراً، وما يقارب الـ25 فيلماً عربياً واجنبياً، كما شهدت لجنة التحكيم المُقيمة للافلام إنضمام أعضاء من دول عربية واجنبية لتقييم الافلام المشاركة في المهرجان...

السيد عميد كلية الفنون الجميلة قاسم مؤنس يتحدث عن مساعي كلية الفنون في تطوير منجز طلابها قائلاً " بعد أن تصدرت كلية الفنون المرتبة الأولى في ترتيب الكليات العراقية نحن صرنا حريصين على المحافظة على مرتبتنا هذه، وذلك من خلال بذل مجهود أكبر من قبل الاساتذة والإداريين وكذلك دعم الطلاب بشكل أكبر ليقدموا أفضل ما لديهم ." وأكد مؤنس " نحن نستغل هذا المهرجان لنُري العالم ما يمتلكه العراق من طاقات شبابية على الصعيد التقني والفني والتربوي، فيكفي أن يستمر العالم برؤية الجانب المظلم الذي يخص الارهاب والموت وعليه الآن أن يرى ما في هذا البلد من جانب مضيء ومشرق يتضمن انجازات شبابية مهمة جداً."

مدير مهرجان السينما الدولي الـ 33 لكلية الفنون الجميلة السيد براق المدرس يؤكد "إننا خلال الثلاثة أيام القادمة سنكون منشغلين وعلى مدار ال9 ساعات من أجل تقييم منجز طلابنا الذين قدموا وللمرة الأولى ما يقارب 74 فيلماً مميزاً برسالتها وتقنية عملها، وحبكة حكايتها واسلوب إخراجها واداء ممثليها، اضافة الى مشاركة 25 فيلماً عربياً، وليس هذا فحسب فيتميز المهرجان هذا العام بمشاركة أساتذة سينمائيين ومخرجين عرب ودوليين من كافة أنحاء الوطن العربي، وقد عملنا على استقطابهم لنُري العالم الطاقات التي يمتلكها العراق وكم هي مؤهلة للحضور والمنافسة عربياً ودولياً وليس محلياً فحسب."

وبالفعل نجد أن لجنة التحكيم هذه العام تضم اسماء لمخرجين عرب امثال المخرج عبد الرزاق بشير وهو عضو لجنة تحكيم من دولة ليبيا، أكد بشير في كلمته " اني سعيد بدعوتي للعراق أولاً ورؤيتي لهذا الكم الكبير من الرغبة على استمرار الحياة والسعي وراء المزيد من التألق اللذان نادراً ما نلتمسهم في دول أخرى مرّت بذات الظروف التي مرّ بها العراق."

أشار بشير قائلاً " لقد انضممت الى لجنة التحكيم لاطلاعي على منجز الشباب الذي علمت بأنه قُدّم من خلال كاميرات بسيطة وامكانيات بسيطة جداً ولكني في الواقع فوجئت بالمستوى العالي الذي لمسته في منجزهم، وشاهدت أكثر من فيلم من شأنه أن يشارك وينافس في مهرجانات دولية." ذاكراً " سنعلن عن اسماء الفائزين يوم الخميس والذي يعدّ اليوم الأخير للمهرجان."

ميثم خلف مخرج سينمائي وهو طالب في المرحلة الرابعة في كليةالفنون يتحدث عن فيلمه وما يتضمنه من أحداث، ذاكراً أن فيلمه الذي يحمل عنوان "يوفا" يتضمن ثلاث قصص حقيقية حصلت في الموصل قصة يوفا الطفلة المفقودة التي لم يعرف أحد أثرها، عالجت النص على مدار عام."

المهرجان انطلق يوم الثلاثاء الفائت واستمر على مدى ثلاثة أيام ومن المفترض أن يعلن عن اسماء الفائزين اليوم الخميس.