وزيرة الدولة لشؤون المراة: لتكن الفتاة اقوى من الزمن
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 08-05-2011
 
   
المدى
بغداد/سها الشيخلي

بمناسبة الأسبوع العالمي للتعليم الذي حددته منظمة اليونسكو بالاسبوع الاول من شهر مايس من كل عام ،  اقامت وزارة الدولة لشؤون المرأة بالتعاون مع وزارة التربية ووزارة الشباب والرياضة وبدعم من صندوق الامم المتحدة للسكان ( unfpa)
ندوة بشأن التحاق الفتيات بالمدارس والتحديات التي يواجهنها في العملية التربوية ، على قاعة المنتدى الثقافي للشباب في مدينة الكاظمية صباح يوم الاربعاء الموافق 4/ مايس الجاري.  الندوة التي رعتها وزيرة الدولة لشؤون المرأة الدكتورة ابتهال كاصد الزيدي ، وحضرها جمع غفير من الباحثين والمتخصصين بالشأن التربوي الى جانب طلاب من اعداديات الكاظمية لكلا الجنسين واعضاء من منظمات المجتمع المدني ركزت جلساتها على مناقشة ثلاثة بحوث تناولت موضوعا مهما وحساسا يتعلق  بتسرب الفتيات من الدراسة  وأسبابه واثر ذلك على المستوى الاجتماعي والثقافي والأسرة العراقية.
ظاهرة تسرب الإناث
بشيء من التفصيل الذي قد يكون ضرورياً, كما اشرنا , انصبت الكلمات والبحوث التي تضمنتها الندوة على ظاهرة تسرب الإناث من الدراسة خاصة بعد المرحلة الابتدائية , وفي  حديثها استعرضت وزيرة الدولة لشؤون المرأة الدكتورة ابتهال كاصد الزيدي والتي كانت اول المتحدثين اهمية العلم وحث الاديان السماوية وبالاخص الاسلام عليه واثر الحروب والاوضاع الامنية عليه حيث قالت: كلنا يعلم ان العراق قد مر بظروف قاسية منها ماسي الحروب والحصار ثم الارهاب وتخلخل الوضع الامني ما جعل العوائل تعاني الفقر والعوز اضافة الى الخوف من تعرض البنت للاختطاف ، ما ادى الى عدم اعارة الاهمية لتعليم الاناث من قبل الاهل . واضافت  : يهمنا ان تكون المرأة مسلحة  ضد الامية ، فالمجتمعات المتطورة تعتمد على التعليم ، وتصب اهتمامها عليه ،و ظاهرة التسرب من التعليم تطال كلا الجنسين لكنها تتركز  لدى الاناث بشكل واسع ، وكل ما نخشاه ان تخسر الفتيات فرص التعليم ، ونخسر بعد ذلك  اساس تطور المجتمع ، نريد اصرارا من الفتاة على عدم ترك الدراسة مهما كانت الاسباب  وان تتسلح بالعلم ، لتكن الفتاة اقوى من الزمن والظروف ، صحيح ان بعضهم يرى اصحاب الشهادات يعانون البطالة ، لكن عليهم  ان لا يفقدوا الامل .
واشارت وزيرة الدولة لشؤون المرأة الى ان من اهم اسباب تغيب الفتاة عن الدراسة هي الزواج المبكر ، والفقر ،و الظروف الامنية ، وقالت : نحن لسنا ضد الزواج المبكر بل نفضل ان يكون بعد سن الثامنة عشرة ، لكي تكون الفتاة واعية راشدة تستطيع ان تدير شؤون اسرتها ، وهناك تشجيع من قبل الدولة لاكمال الدراسة لمن فاتته الفرصة ، والجامعات  تفتح ابوابها لمن ترك الدراسة، مراكز محو الامية موجودة في بغداد وفي المحافظات ،و يهمنا ان تنال المرأة حقها في التعليم ، ومع كل الظروف التي تحيط بالمرأة نجد إنها صاحبة الشأن الاساس في مواصلة دراستها وعلينا جميعا ان نتعاون معا كجهات مسؤولة عن التعليم ، لتذليل الصعاب وفسح المجال امام المراة لتنال حقها في التعليم وتسهم في بناء الدولة .
وفي حديث للمدى على هامش الندوة اوضحت  الوزيرة ان هذا اول نشاط مع وزارة التربية بشأن الحد من تسرب الطالبات  ,الذي بات يشكل ظاهرة خطيرة في مجتمعنا , لذا فان وزارتنا تسعى الى تنفيذ خطة بالتعاون مع المنظمات الدولية للحد من هذه الظاهرة . واضافت ان الخطة تبدأ بالعائلة وتنتهي بمحاولة تفعيل ودعم مشروع محو الامية والتعليم المسرع والتوعية باهمية الدراسة الخارجية وتشجيع البنات على اكمال الدراسة الجامعية .
أسباب تسرب التلاميذ
بدورها اوضحت المرشدة التربوية الاء فائق عبد الحميد من / تربية الكرخ الثالثة ان اسباب ظاهرة التسرب هو الفقر ، وافتقار مجتمعنا الى مشاريع للاخذ بيد الاسر المتعففة. واكدت عبد الحميد ان المرشد التربوي اذا ما مارس دوره بشكل صحيح يمكن ان يكون  له دور طويل في الحد من حالات التسرب  وخاصة في مراحل الدراسة المتوسطة التي تقف وراءها أسباب اجتماعية في الغالب ، اما في الدراسة الاعدادية ففي الغالب يكون الزواج المبكر  احد الاسباب في عدم مواصلة الدراسة للفتاة  ،  كما ان السبب الاخر هو عدم ثقافة الام وعدم اهتمامها بمواصلة ابنتها للدراسة وبالتأكيد إن وعي و ثقافة الام لها دور كبير في مساعدة الفتاة على الاستمرار بالدراسة. وترى ان  الجانب الاعلامي يتحمل جزءا من المسؤولية فهو مقصر في الاهتمام باهمية مواصلة الدراسة فكل القنوات تعمل  على مخاطبة المتلقي المثقف وليس هناك برامج تحث على اهمية الثقافة دون ان نغفل دور ادارات المدارس للعمل على التوعية باهمية الدراسة وخاصة بالنسبة للفتاة وتوفير اجواء جذب وليس نفورا ، و تتمنى الاء ان يعمل اصحاب القرار على النهوض بتعليم الفتيات وان لا تكون قراراتهم ( كلام على ورق).
تشخيص للظاهرة دون حل !
من جانبه اوضح المشرف الاداري من تربية الكرخ الثالثة حليم نعمة احمد ان العراق كان  يمتلك نظاما تعليميا يعد  من افضل الانظمة في المنطقة وهذا ما اكده تقرير الامم المتحدة لعام 1991 ، لكن الحروب والويلات والحصار الاقتصادي تركت بصماتها على الاسرة العراقية ، واثرت سلبا على التعليم في العراق بشكل عام، وفي احصائية اخرى  لليونسكو تشير الى انه في عام 2003 هناك 23% فقط  من النساء يجدن الكتابة والقراءة ، و هذه هي احدى مخلفات النظام السابق  . واضاف ان وزارة التربية في العالم المتقدم وزارة سيادية لكن عندنا غير ذلك ، فالوزارة تحتاج الى الكثير من الدعم للنهوض بواقع التعليم سواء كان من مجلس النواب  او من مجلس الوزراء كما تحتاج الى تكاتف الجميع للنهوض بالعملية التربوية لكي نرفع من نسبة ال23% من تعلم البنات . واكد احمد ان اسباب التسرب من الدراسة عديدة وخاصة للبنات ، فبعد سقوط النظام بقي العمل بصيغ الانظمة القديمة سائدا  في هذا القطاع  ومنها عدم الاهتمام بالتعيينات الجديدة ، واقر بان التربويين في العراق في الغلب  يتعاملون مع المشاكل من خلال الجوانب النظرية دون ان يمتلكوا خبرة في الجوانب التطبيقية ، فكلنا يعرف ان المجتمع العراقي عشائري،  كما ان المدارس في الريف وفي المدن لها خصوصية في التعامل مع الفتيات ، حتى اننا نجد ان عدد التلميذات  في الصف الاول الابتدائي يبلغ 60 تلميذة في حين نجده يتقلص ليصل في الصف السادس الى رقم قد لا يزيد على من 10-15 ، ومن العادات التي ما زالت سائدة  في الريف ربما بسبب الوضع الاقتصادي  , ان العائلة تهتم بالولد دون البنت ،  كما ان مباني المدارس في الريف قديمة وكثافة الطلاب كبيرة مع عدم الاهتمام بالجوانب الصحية للتلاميذ عموما بحيث صار الالتحاق بالمدارس ضعيف هو الآخر كنتيجة حتمية لهذه الاوضاع ، وعليه فإننا نحتاج الى تضافر الجهود في ما يخص المباني المدرسية كما نحتاج الى حل جذري وسريع لحل هذه المشاكل لاستقبال الطلاب سواء كانوا ذكورا او اناثا.
واشار إلى انه علينا ان نحول المدرسة الى صديقة للطالب من خلال دورات خاصة للمعلمين الجدد منهم خاصة لتأهيلهم في مجال الطرق التربوية الحديثة , ومعالجة النواقص العديدة  ومنها قلة المختبرات، وعدم وجود ساحات وحدائق اضافة الى عدم جودة الاداء في كل المراحل . و يشير الباحث الى اننا نفتقر الى الجانب التوعوي للاسرة من خلال وسائل الاعلام والاهتمام بالفتيات وعدم التمايز بين الولد والبنت في الاسرة ، ولدى وزارة التربية الكثير من البرامج للنهوض بواقع التدريس حيث لدينا مدارس اليافعين التي تستقبل الفتيات من عمر 9-15 سنة التي اهتمت بها الوزارة كثيرا وندعو الأسر إلى إلحاق الفتيات فيها ، كما لدينا التعليم المسرع وتستقبل من الاعمار 12-15 سنة وفق شروط خاصة ،  ولكن  ما ينقصنا هو الجانب الاعلامي والتوعوي ، كما تم  فتح الكثير من مراكز محو الامية في جميع محافظات العراق الى جانب بغداد  ، وندعو الاناث ممن فاتهن فرص التعليم للاتحاق بتلك المدارس حيث تستقبل الاعمار من 15-45 سنة .
على هامش الندوة
وعلى هامش الندوة التقت المدى العديد من ضيوف الندوة والمشاركين فيها منهم نائبة رئيس شبكة التوعية والتنمية البشرية و رئيسة منظمة  صدى الزهراء الثقافية سهيلة داود التي اشارت الى  ان  منظمة التنمية البشرية تضم 40 منظمة نسوية هدفها توعية الفرد سواء كان رجلا او امرأة، اضافة الى الاهتمام بالقابليات والمهارات الفردية  ، وتؤكد ان هناك تعاونا مع منظمتها ومنظمة ( الصندوق العالمي للسكان ) الذي كان وراء انعقاد  هذه الندوة ، وتهتم المنظمة بالنساء المعنّفات والأخذ بيدهن لاسترداد حقوقهن وكل ما يتعلق باحوالهن الشخصية وترى ان العائلة دائما لا تعطي الفتاة حقها في التعليم وان المنظمة تعمل جاهدة في ارجاع حقوق المراة المغبونة عن طريق القضاء وقد كسبت 150 امرأة حقها عن طريق المحاكم سواء كان هذا الحق قد سلب عن طريق الزوج او الاب او الاخ  حيث وكما هو معروف فان مجتمعنا ذكوري النزعة والفكر والثقافة .تؤكد السيدة داود إن الشبكة تعمل على توعية المراة سياسيا واقتصاديا وتربويا ، وان الشبكة تضم في عضويتها كل من المهندس والمدرس والاستاذ الجامعي والموظفين عامة وتعمل الشبكة على اقامة الورش الصغيرة والمتوسطة حول التوعية وان حضورنا المشاركة في هذه الندوة يأتي لمساندة برنامج الحد من تسرب الفتيات من الدراسة ..
اما رئيسة لجنة المرأة دعاء عبد الرحمن فقد اوضحت ان اهداف  اللجنة تنصب في كل ما يتعلق بالمراة ومنها النواحي الاجتماعية ، وأشارت إلى أنها تعمل في وزارة التربية ولدينا في كل وزارة عضو ارتباط ، وهدفنا مناهضة العنف ضد المراة واكتساب حقوقها في التعليم خاصة وانه حق كفله لها الدستور ، ولدينا تعاون مع وزارة حقوق الانسان للحد من انتهاك حقوق المراة في كافة مراحل حياتها.
طلاب الإعدادية
وكان حضور المدارس الاعدادية للبنين والبنات كثيف في تلك الندوة حيث تحدثت احدى طالبات اعدادية الكاظمية  للبنات (فضلت عدم ذكر اسمها) قائلة : ان تسرب الفتيات من الدراسة ليس بقناعتهن الشخصية بل بدافع الفقر او تزويجها وهي صغيرة وتشير الطالبة الى إن زميلة لها لا يتعدى عمرها ال16 سنة  قد ارغمت على ترك الدراسة وهي تبكي من اجل ان تتزوج ابن عمها فكما تعلمين ما زال مجتمعنا قبليا وعشائريا ويرى ان لا طائلة من اتمام الفتاة تعليمها ودخولها الجامعة فالبيت والاسرة اولى لها من اتمام التعليم. وتؤكد ان زميلتها كانت مجدة ومتميزة في كل الدروس لكن الاعراف والتقاليد حرمتها مواصلة الدراسة.
الطالب احمد من اعدادية الكاظمية للبنين يرى ان ترك الدراسة له اسباب عديدة منها سوء الادارة وعدم تفهم المدرس لظروف الطالب ، لكنه يجد ان الامر متروك اولا واخيرا للطالب نفسه فهو وحده الذي يقرر الاستمرار او التسرب بخلاف الفتاة التي يراها لا تستطيع الخروج على ارادة  اهلها اذا ما قرروا ان تقطع دراستها لاي سبب كان. في كل الموضوع شخّص الحضور المشكلة لكنهم ومع الاسف ا

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced