نسائـم بغداد..!
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 22-05-2011
 
   
باقر الفضلي
نَسائِمُ مِنْ بَغدادْ مَسَتْ شَفا القَلْـبِ

تَفيضُ عِتاباً يَقطَعُ الصَمْتَ بالجَذبِ



كأنّـي بِها تُلْقـي العِتـابَ تَقَرُّبَـاً

وتَهْمِسُ بالآهاتِ مِـنْ أَلَـمِ العَتْـبِ



تُعيـدُ كَلامَ النـاسِ أَنْغـامَ مُوجَـعٍ

حَزينٍ قَضى الأَيامَ في ظُلمَةِ الجُـبِّ



يُـراوِدُه مـا لا يَمُـرُ بخـاطِــرٍ

ولا حَـدَسٌ يُدنيهِ مِنْ سالِفِ الصُلْـبِ



شَـريدٍ فَـريدٍ مُذْعِـنٍ فـي نَدامَـةٍ

يَجِـرُ مِنَ الأَثْقـالِ كَرْبَـاً على كَرْبِ



***



عَشِقْتُكِ يا أَرضَ "الفُراتَيـنِ" مَوطِنَـاً

تَغَنى بِـهِ الأَخيارُ في الزَمنِ الصَعبِ



فَمِثلُك مَنْ أَوفى الى الطَيـرِ مَلجَئَـاً

أَراكِ وقَدْ ضاقَتْ بِنا لَمَّـةُ الصَحـبِ



أَراكِ وقَـدْ شَـدَ الـرَحيـلُ رِكابَـهُ

وأَلْقَى على كَتْفِ الزَمانِ لَظـى الحُبِّ



هو البَـوحُ يا عِـزَ "الفُراتَيـنِ" مُلْهِمَاً

غَـداةَ تُرى الأَيـامُ تَقدَحُ فـي الصَبِّ



غـداةَ يَفيضُ النَهْـرُ هَدارُ صاخِبـاً

ليَغْسِلَ أَرضَ العِزِ مِنْ دَنَسِ الغَصـبِ

                                 

***



غَـداة الرَوابي الخُضرُ قَدْ دانَ زَهْـوُها 

وأَزْهَـرَ فيها الطِيبُ مِـنْ نَفَحِ الخِصبِ



غَـداةَ عَصافيرُ الجِنـانِ وَقَـدْ مَضَتْ

مُـزقْـزِقَةٌ بَيـنَ الخَمائِـلِ والعُشْـبِ



بَلابِـلُ دَوحِ الرافديـنِ على المَـدى

سَتَعلَمُ مَنْ أَنكى الجِراحَ على الـرُعبِ



تَراها غَداةَ الحُبِ فـي "مَوضِعِ النَدى"

أَغارِيدُها نَشوى وتَصْدَحُ مِـنْ قُـربِ



تُعيـدُ الــى وَجـهِ اليَتيـمِ سَنـائَـهُ

وتُنسِي سَعيرَ المُـرْمِـلاتِ أَسى "الغُلْبِ"



***



أَمانيَ قَدْ أَلقَتْ علـى الناسِ وَصلَهـا

ولكنها غابَتْ عَـنْ العَينِ في الـرَحبِ



يُكَفكِفُها دَمْـعٌ مِـنَ الحُزنِ ما جَـرى

مَثيـلٌ لـهُ قَبلاً ولا جـاءَ فـي الكُتْبِ



يُحـاوِلُ مَـنْ جَـادَتْ عليـهِ بِمَغْنَـمٍ

تَلَمُّسَ أَسبـابَ الغَنيمَـةِ فـي الكِـذبِ



يُصَـوِرُها قَـوساً بَهيـاً مِـنَ المُنـى

سَعيداً بها " قارونُ " وَيلاً على الشَعـبِ



يُمازِجُهـا مَـزجَ الخَبيـرِ إذا نَـوى

ويُحْبِكُهـا شَوقاً الى مُـتْعَـةِ الكَسـبِ



***



لَحى اللهُ قَومَـاً آثـروا الذُلَ مَضْجَعَـاً

وآنَسَهُمْ  سُحْتُ الطَعـامِ علـى النَصبِ



يُبِيحُونُ ما يَـبدُو الـى اللصِ مَغْنَمـاً

وقَدْ يَشْتَري لَهْـوَ الحَياةِ أَخُـو قُـربِ



تَـراها وجُـوهاً أَسفَرَتْ عَـنْ تَـوَدُدٍ

وبينَ الحَنايا تُخبِيءُ السُـمَّ  فـي الجَنبِ



سَرَتْ مِثـلَ مَسرى النـارِ يَتبَعُها الأَسى

مُزَلْزِلَةٌ، مِنْ كُلِ صَـوبٍ وَمِـنْ حَـدبِ

 

فكانَ حَصادُ المُـرِ مُـذْ غـارَ مِخلَبٌ

ومُذْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الظَهيرَةِ مِنْ غَـربِ!



***



نوايـا وما قَـدْ كُنتُ يَومَـاً أَقُولُهـا

جُزافَاً، ولا يَومَاً عَزِمْتُ على الحَـربِ



هي الأَرضُ نِعْمَ الأُمُ حيـنَ تَصونُهـا

سَتُنْجِيكَ مِـنْ غَـمٍ وتُغْنِيكَ مِـنْ نَـدبِ



بهـا تَرتَجي دُفءَ الحَيـاةِ وعِنـدَهـا

تَرى الخَيـرَ دَفّاقاً على عُتَـبِ السَهـبِ



فإنْ كُنـتَ فيمـا أَنتَ فيـهِ مُغـاليـاً

قَريبـاً على بُعدٍ بَعيـداً علـى قُـربِ



فلا تُـطْفي حُمى الشَوقِ حُبـاً بمَغنَـمٍ

ولا تَسطَلـي فيهـا كأنَـكَ ذو ذَنـبِ



***



حَمَلْنا مَراسيها خِفافَـاً علـى المَـدى

ومِنْ وَجْدِها  سِرنا  تِباعاً على الدَربِ



كأَنـا خُـلِقْنـا مِثْـلُهـا فـي مَـودةٍ

سَمِيٌّ لنا كُنْـهُ الحَياةِ، ومَهبَطُ الشُهـبِ



فأنّى لنـا أن نَرتَضي الظُلْـمَ مَخْرَجَـاً

مِنَ الظُلْـمِ، حينَ الظلمُ يَنهَشُ فـي اللُّبِ



وكَيفَ لَنـا أَنْ نَتْـرُكَ الأَرضَ مَـدنَسَاً

تَجُولُ بِها الغِربَـانُ مِـنْ عَجَبِ العُجبِ



لَنـا مـا لَنـا فيهـا وإِنْ نَـزَفَـتْ لَنـا

دِمـاءٌ، وإنْ جالَـتْ بِنـا صَولَةُ الرُعـبِ



***



فنارُ الغَضى لَـنْ يَنطَفي بَعـدُ مَـوقِـدٌ

لها، ولَنْ تَستَبِقْها العاديـاتُ الى النَـدبِ



تَراها وجَمْـرُ الأَمسِ ما زالَ مُـوقَـداً

يُسَعِرُها عِنـدَ الخُفـوتِ وفـي السَلْـبِ



فلـمْ تَستَكِـنْ يَومَـاً ولَـنْ تَبلُـغَ العَيـا

ولَـمْ يَستَحِلْهـا الضَيمُ رأساً على عَقْـبِ



شَكيمَـتُهـا لا تَقْبَـلُ الهَـونَ مَنْـزِلاً

وإِنْ نَسَجَتْ عُمـقُ الجِـراحِ ضَنى القَلْبِ



صَبـورٌ كَظُـومٌ عِـزُها فـي دَماثَـةٍ

وإِنْ أَكْرَمَتْ أَسقَتْ مِـنَ المَنْهَـلِ العَـذبِ

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced