مهرجان العود في باريس: تلاقي الهويات الثقافية واختراع لغات نغمية جديدة للآلة الشرقية-الأخبار

مهرجان العود في باريس: تلاقي الهويات الثقافية واختراع لغات نغمية جديدة للآلة الشرقية

	نشر بواسطة: Adminstrator
	السبت 04-06-2011

باريس (ا ف ب) - يجتمع ثلاثون فنانا من العالم العربي واوروبا في الدورة ال 12 من مهرجان العود الذي ينظمه معهد العالم العربي في باريس، ليعزفوا في ست حفلات مقطوعات تنم عن رغبة في الحوار الموسيقي بين العالم العربي والعالم أجمع.. فيتحول المهرجان الى واحة تتلاقى فيها الهويات الثقافية وتتمازج لتخرج بلغات تبرز كل مرة قدرة هذه الآلة الشرقية على التحاور والتلاقي وايضا على خوض ثورة النغم.

وعن هوية هذه الدورة، قال محمد مطالسي مدير الانشطة الموسقية في معهد العالم العربي الذي ينظم التظاهرة لوكالة فرانس برس "حرصنا على التركيز على تلاقح الآلات من العالم العربي وخارجه خصوصا في حوض المتوسط، كما ركزنا على التلاقي بين العود وبقية الالآلات الوترية مثل البزق والغيتار الاسباني او البرتغالي الذي لم اوفق في احضاره لتضارب في التواريخ".

واضاف مطالسي في حديثه عن هوية المهرجان ان "اصوات الملوديا تعكس الثقافات وتتيح رؤية ما يحدث في هذا العالم وهذه الثقافة المفتوحة على الآخر. والمهرجان كله مبني على مبدأ مد الجسور ومسالة التحاور والتلاقي، لذلك فالعازفون مختلطون ويتشكلون من عرب واوروبيين وقد كونوا فرقا واحدة."

ويقدم معهد العالم العربي على جري العادة بين 8 و18 حزيران (يونيو) حفلات تعكس طرق عزف مختلفة ومتنوعة محورها من انتخب سيد الآلات الشرقية بل ملكها، مع عازفين من لبنان وفلسطين وسوريا والعراق ومصر والمغرب وتونس والجزائر، فضلا عن التجارب المختلطة لعازفين ومؤلفين عرب واجانب في اوروبا.

وقدم المهرجان في السنوات الماضية عازفين ومؤلفين يتبعون مدارس مختلفة في العزف على هذه الآلة انطلاقا من المدرسة العراقية التي كان لمنير بشير مساهمته القوية فيها خصوصا في المعزوفات المنفردة، ليصبح العود اليوم مفتوحا على التجارب العالمية من الجاز الى الفلامنكو وحتى موسيقى البوب والروك حيث يطوع الشباب آلاتهم على مزاج العصر ويذهبون برفقتها رحلات تحمل صدى ايقاعات جديدة خاصة في العزف الثنائي والثلاثي وحتى الرباعي.

وفي هذه الدورة يقدم المهرجان 3 شخصيات من المخضرمين: نصير شما ممثلا المدرسة العراقية الذي اسس بيتا للعود في كل من القاهرة ودبي، واللبناني ربيع ابو خليل الذي انتشرت اسطواناته مع فرقته في اوروبا، ومن لبنان ايضا شربل روحانا الذي سيقدم حوارا بين عودين.

وإلى هؤلاء، يسعى المهرجان باستمرار لجعل جمهوره يكتشف اسماء عازفين جدد من غير المعروفين، شرط أن "يتمتعوا بقدرات عالية ويبدعون في العزف" بحسب ما يؤكد المنظمون. ويأتي ذلك في وقت يسعى فيه الجيل الشاب الباحث في آلة العود عن لغة له، إلى محاولة لتطعيمها بالثورة بشكل تعبر به بشكل افضل عن روحه.

وستتنوع الحفلات بين تقاسيم مفتوحة على احتمالات الحان وبين معزوفات ناجزة، وستكون الحوارات بين الآلات خصوصا مفتوحة على فضاء الارتجال الذي يكسب الايقاعات ثراء كبيرا ويمنحها طاقة وغنى.

ويسعى المهرجان عموما الى اظهار هذه التشكيلة الواسعة والمتعددة من الصيغ والالوان لمعزوفات العود، مصحوبة بكل تلك اللغات الموسيقية والهويات المتمازجة التي تجود بجمال اللحن وتعيد للآلة التاريخية بريقها، فترد اليها الاعتبار في كل مرة.

وفي برنامج المهرجان الخاص بالمواهب الشابة الثلاثينية، نجد التونسي حميد مخلوف بموسيقاه التي تحمل عبق الالحان العربية-الاندلسية والمصري الاسكندراني حازم شاهين الذي يقدم عودا مطعما بطعم البحر ومصحوبا بعزف الناي في حين يحمل فيصل صالحي الى المهرجان نغم العود الجزائري الرخيم.

وفيما يقدم فيصل صالحي الجزائري المقيم في باريس عودا سابحا في فضاء الجاز وذلك في رباعي سجل شهرة عالمية وقد أصدر اسطوانته الاولى حيث يتصاحب العود مع الكونترباص، يقدم اللبناني الكردي عيسى حسن المقيم في باريس تجربته الخاصة مصحوبا بعازف الغيتار البرشلوني مانويل دلغادو.

ويقدم السوري الكردي غني ميرزو الذي يعيش في برشلونة معزوفات في العود الشرقي تحت "عنوان فلامنكو"، يصحبه الموسيقي الايراني مسعود نادري الذي سيعزف على آلة التمبك الايقاعية في حين يقدم التونسي خالد بن يحيى ايضا عوده الكلاسيكي مصحوبا بآلة ايقاع.

ويحمل فوزي العائدي الى المهرجان عوده بوقع الحنين العراقي اللامتناهي فيما ينقل، المغربي هشام زبيري الرقة الحالمة للعود التطواني العابق بذكريات الاندلس.

اما الفلسطيني عادل سلامة المشهور بالتقاسيم فياتي مصحوبا بالعود اليوناني والغتيار فيما تتهادى ايقاعات مواطنه يوسف زايد على احاسيس مدينة القدس التي ينقلها الى المهرجان، قبل ان يعزف على الايقاع مع سامر طوطح بعوده القادم من رام الله.

وفي تجربة مختلفة يقدم تيتي روبان البرازيل في مهرجان العود مازجا بين الالحان الشرقية وايقاعات السامبا، تجربة لاقت نجاحا كبيرا سابقا عند جمهور معهد العالم العربي.

وكشف محمد مطالسي لفرانس برس ان المعهد سينظم وللمرة الاولى ضمن برنامجه ورشة عمل لساعات للمحترفين مع نصير شما بهدف تطوير تقنيات العزف على العود وستكون الجلسة مفتوحة امام غير العازفين للمشاهدة.