مشاهد سريالية!!.. 2
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 20-06-2011
 
   
مزهر بن مدلول
اللحظة المجنونة!!..

كم يحتاج الانسان من الحب ليحارب الكراهية في عيون العالم؟.. كم تحتاج ايها الشقي من الشجاعة كي تواجه كلّ هذه المآسي؟!..
.....................

اذا كنت في سجن عربي، اقيم تحت طبقات الصحراء، سجن مصمم بطريقة خاصة لقطع انفاسك واستئصال حنجرتك.. اي انك الان تقيم في زنزانة ضيقة ومظلمة، ولاتتسع لك الا عندما تكون مقرفصا..
مقرفصا تستيقظ، ومقرفصا تنام، ومقرفصا تحلم، ومرت عليك سنوات طويلة في ذلك المكان، حتى انك فقدت، ليس فقط بصرك، وانما كل احساسك بالوجود.. انت لاترى شيئا سوى العتمة.. انت الان ليس الا هيكل، عمود من خشب دون مفاصل!.. فهل من المعقول وانت في هذا القبر، ان يكون لحساب الوقت اهمية عندك!؟..
انت لاترى شيئا سوى العتمة، فهل من الضروري ان تعرف في اي يوم انت من ايام الاسبوع، وفي اي ساعة من الاربعة والعشرين؟؟
بشكل عام لا!.... ولكن هناك دائما استثناءات، ففي قصة العتمة الباهرة، هناك سجين واحد من بين ثلاثة وعشرين سجينا، استطاع ان يحافظ على تسلسل الوقت في ذهنه، واطلق عليه زملاءه في المحنة اسم البندول!..
ربما كان ذلك من باب المحافظة على الذاكرة، التي راح يبتلعها الظلام، او مجرد للتسلية من قبل البندول!، لكن هذا ليس مهما الان، لأن السجناء الاخرون لا شأن لهم بذلك حتى مات اغلبهم..
في هذا المكان الممتلئ بالجنون المباح، في هذا القبر المتمادي بالقسوة، تُدفع القرابين في كل دقيقة الى ملك مخبول، ملك اغريقي فاق الجميع في وحشيته.. وايضا في هذا القبر، كانت هناك لحظة..
لكل سجين معذب لحظة.. لحظة خاطفة.. لحظة برقية.. لحظة مدهشة.. وهذه لاتأتي الاّ في الغياب المطلق.. تقفز من اعماق الزمن الطويل، الذي كاد يتسع ليكون بحجم وامتداد الفراغ..
اما انت، الذي امتطيت العاصفة، وحملتك الافكار دون ان تحملها.. انت الذي تغارعلى غموضك، وعلى الفراغ الذي تدور فيه دون اتجاه، فلك لحظتك الخاصة جدا، هي لحظة المغامرة!.. هي اللحظة، التي تتألق امامك بألوان زاهية.. تحس بها وهي تشرق في كيانك، تهيم بها كما لو انك تهيم بأمراة ظننتها يوما انها جميلة!، فتشعر ان شيئا في داخلك يجب ان تتشبث به، على الرغم من انك ترى الشمس تحرق الجبل المقدس..
ولكي اصف هذه اللحظة، التي تشبه نصبا تذكاريا باهرا، فأني احتاج الى ان اقف عاريا، خارج فلسفة الاعراف وهذيان القيم، وعلى مسافة شاسعة من الوجوه القاحلة والارواح الشاحبة، التي لاتجيد سوى الانتفاخ الكاذب والكراهية!..
فهل انا قادر على ذلك؟؟، ربما، واقول ربما لأني لااعلم، من هو الذي يستطيع ان يغوص في البئر حتى قعره ويرى مالايراه الاخرون؟!..
سقطت قذيفة مدفع على الصخرة المجاورة، تشظت الصخرة.. سقطت اخرى، ففزع الطير.. سقطت ثالثة، وقطعت لساني، ثم انهمر وابل منها فهربتْ اللحظة..
هكذا بقيت وحدي من دون اللحظة المضيئة، ولااستطيع الكلام لأن القذيفة قطعت لساني، فقررت ان اكتب، ولكن في مشهد سريالي قادم!..

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced