بيان بمناسبة الذكرى 71 لتأسيس رابطة المرأة العراقية
نشر بواسطة: mod1
الجمعة 10-03-2023
 
   

احدى وسبعون محطة من النضال والتحدي والاصرار لأجل حقوق مصانة وعدالة مستدامة

ونحن على عتبة الاحتفال بالذكرى الحادية والسبعين لتأسيس رابطة المرأة العراقية في العاشر من آذار ، نقف عند محطة كبيرة تستحق منا كل الفخر والامتنان لسجل تاريخي حافل بالعطاء بالنضال والتحدي والاصرار على مواصلة العمل بتفانٍ أيمانا منا بحقوق المرأة العراقية وأن الدفاع عنها جزء من الدفاع عن كل فردٍ في هذا البلد، وهو دفاع عن الوطن الذي يستحق ان يكون بلد آمن للعيش الكريم والاستقرار والتنمية.

يأتي الاحتفال هذا العام بلونٍ مختلف فهو يتزامن مع مئوية ولادة الدكتورة نزيهة الدليمي أحدى اهم الشخصيات النسوية في العراق فهي الوزيرة الاولى على مستوى تاريخ العراق الحديث وعلى مستوى المنطقة العربية والشرق الاوسط ، ولنا ان ننحاز لهذه الانسانة كونها رئيسة لرابطة المرأة العراقية في خمسينيات القرن الماضي، وواحدة من اهم النساء التقدميات التي آمنت بتحرر الانسان وان تأمين السكن له هو من الاولويات التي تجعله قادر على الشعور بالامان ومن ثم الدراسة والعمل والمساهمة في بناء وتنمية اقتصاد البلد وسعت لوضع حجر الاساس لمدينة هي من اكبر مناطق بغداد اليوم سكانيا وهي مدينة الثورة تيمنا بأسم ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958( مدينة الصدر ) الان.

لايمكننا التغافل عن جهودها وما كرسته طوال فترة نضالها داخل العراق من اجل الدفاع عن قضايا المرأة والطفل والاسرة والمجتمع، وحولت عيادتها الى ملاذ لتقديم الرعاية الصحية مجانا للعوائل التي لاتمتلك امكانيات الفحوصات الطبية وسعت الى ان تكون في كل مكان وبين النساء تساهم في تمكين وتنظيم البعض لمساعدتها في العمل وفي تقديم الرعاية والخدمة للنساء والفتيات اللواتي هن بحاجة للتوعية والتثقيف بحقوق المرأة والطفل.

احدى وسبعون عام ، لم تتوانى فيها رابطة المرأة العراقية عن العمل والمشاركة سراً وعلانية بين صفوف النساء والجماهير أسهاماً منها كمنظمة جماهيرية في تعزيز وحدة الحركة الوطنية وواصلت نضالها وعملها لترسيخ قيم العدالة الاجتماعية والمساواة.

لعبت الرابطة دورا بارزا منذ بداياتها الاولى وحتى الان، وهي تساهم من خلال عمل عضواتها اليومي والتطوعي المستمر والذي ينتشر في عموم محافظات العراق من اجل متابعة قضايا الناس بشكل عام، وحقوق النساء بشكل خاص ومكثف، وتبذل قصارى الجهود لتقديم المعالجات والحلول لكل ما يعيق تقدم النساء أو يقف في طريق حركتهن التنموية.

رابطة المرأة العراقية تضيف الى تاريخها النضالي الممتد لأكثر من 71 سنة، في كل يوم وكل سنة عملا مختلف ونضالا لايقهر من اجل حماية مكتسبات النساء في القوانين والتشريعات العراقية وتدافع من اجل رفع الحيف حتى ولو كان في مضامين عدد من القوانين أو في الاداء الحكومي معبرةً عن غضبها لأستمرار ما تتعرض له النساء والفتيات من عنف وحيف بدأ ينخر الاسرة ويهدد استقرارها واستقرار المجتمع، العنف الذي يخنق احلام الملايين من النساء والفتيات ويقتل امالهن في حق الحياة ويجعلهن ضحايا للعنف المنزلي والاتجار والاستغلال بسبب قوانين تبيح في مضمونها العنف اتجاه المرأة والفتاة كما في قانون العقوبات العراقي وتحديداً المواد ( 41 ) و ( 398) و(406) التي تستوجب الالغاء أو التعديل لتكون قوانين العراق وتشريعاته منسجة مع التزاماته الدولية أولاً ، ولوضع حد رادع لكل مرتكبي جرائم العنف وتفرض احكام صارمة عليهم.

رابطة المرأة العراقية عبر سنوات  نضالها الذي نحتفل به اليوم سجلت أجمل وأروع صور التضحية والإيثاروالعطاء ، وهي تمنحنا أرثاً عظيماً لمسيرة نضال تستحق ان يتم الاستفادة منها والحديث عنها في الاعلام وحتى في المناهج الدراسية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا كونها ضمت اسماء لامعة في تاريخ الحركة النسوية مثل سافرة جميل حافظ ومبجل بابان وخانم زهدي وسعاد خيري وغيرهن الكثير ممن قدمن اعمارهن بسخاء قربانا لهذا البلد ومن اجل قضايا حقوق الانسان والمرأة.

طوال سنوات النضال وحتى بعد التغيير عام 2003 كرست الرابطة جهودها نحو العمل المشترك والمتعدد القطاعات الرسمية وغير الرسمية تأكيدا على هدفها في اهمية تظافر الجهود ووحدة الحركة النسوية، لمواجهة الحركات الظلامية التي تحاول اغتصاب حقوق المرأة وسلب كرامتها بين حين وآخر، وعبرت عن عملها هذا من خلال مساهمتها كمنظمة في  تأسيس الشبكات التخصصية من اجل خلق قوة مجتمعية ضاغطة وحامية ومدافعة عن هذه الحقوق لحماية بعض المكتسبات التي تتمتع بها من قوانين مثل قانون الاحوال الشخصية ، ولضرورة الضغط باتجاه تشريع قوانين تضمن الحماية للأسرة  مثل قانون الحماية من العنف الاسري, فضلا عن الدور الواضح في الاحتجاج للتنديد بالعنف والانتهاكات التي تواجهها النساء والفتيات والطفلات في العراق.

وبعد عشرين سنة من تغيير النظام الدكتاتوري، تستمر الرابطة بفروعها في المحافظات وفي الخارج  بالدفاع عن مكتسبات حقوق المرأة والتصدي لكل محاولات التشويه والمساس بحقوق النساء المدنية  والاجتماعية، وتساهم في مناطق مختلفة داخل المدن واطرافها في الاقضية والنواحي والريف باقامة الجلسات واللقاءات مع النساء لنشر الوعي وبث رسائل التسامح والإخاء والسلام في عموم المحافظات، ونشر ثقافة العمل الجماعي والتطوعي والمدني لخدمة المرأة والمجتمع، والاهتمام بالطفولة ورعايتها وتأهيلها من خلال مكتبات الطفل التابعة للرابطة والتشجيع على التعليم والقراءة وتطوير المهارات الفطرية.

والان نحن امام تحدٍ كبير يتطلب مضاعفة الجهود وضرورة وحدتها وزيادة قوتها الجماهيرية واستمرار صمودها والعمل المستمر لمواجهة كل مظهر من مظاهر التجاوز على حقوق النساء والفتيات لأيقاف العنف والاستغلال والاتجار والامتهان الذي يحاول سحق كرامة الانسان فيها، ولابد من عمل مختلف اتجاه قضايا تتطلب اجراءات عاجلة تدعم القوانين التي تشرع دون موازنات أو آليات واضحة مثل قانون الناجيات، والخطط الوطنية للقرار 1325 واخرها استراتيجية تمكين المرأة التي نأمل ان تكون المظلة الاوسع لتنفيذ كل الخطط والاستراتيجيات والقوانين الرامية الى التمكين الاقتصادي للنساء وتطوير امكانياتهن وتأمين الحماية لهن ووقايتهن من العنف والارهاب لضمان تعزيز مشاركتهن السياسية وتعظيم ادوارهن في بناء الأمن والسلام وإعادة الأعمار وزيادة وجودهن في مواقع صنع القرار.

ايضا وبهذه المناسبة لابد من التذكير باهمية تعديل قانون الزامية التعليم ليشمل كفالة الدولة للتعليم الالزامي حتى نهاية الثانوية وتضمين المناهج الدراسية بصور رائعة من تاريخ النساء العراقيات الحديث، وزيادة الاهتمام بالضمان الاجتماعي وضرورة شموله للمهمشات من الارامل والمطلقات وذوات الاحتياجات الخاصة وغير المتزوجات وضحايا العادات والتقاليد ( النهوة والفصلية ).

اخيرا .. نحن رابطة المرأة العراقية وبمناسبة الاحتفال بالذكرى 71  لتاريخ تأسيس منظمة كانت لها اسهامات متميزة وتضحيات عظيمة ولاتزال ، اصبح من الضروري ان تتحول قصص النساء والمناضلات والرائدات فيها الى ( مواد تربوية وعلمية ) يتم تدريسها في المدارس والثانويات والجامعات، احتراما لهذا التاريخ الطويل ولتسليط الضوء على المسيرة النضالية والدور الرائد الذي لعبته الرابطة وعضواتها كتجربة حية لمنظمة نسوية تميزت بالعمل الميداني التطوعي فضلا عن تعريف الاجيال برموز الحركة النسوية وتجربتها الرائدة على مدى 100 عام بما يساهم في خلق وعي اكبر بين صفوف الشباب لأحترام حقوق المرأة.

كما نجدد مطالبتنا الموجهة الى رئاسة مجلس الوزراء في متابعة تطبيق قراره الموقر والصادر عام 2009 حول تشييد تمثال أو نصب للدكتورة نزيهة الدليمي كرمز من رموز الحركة النسوية ويكون في مكان يليق بالمرأة العراقية ويهدف الى احترام وجودها كشريك في بناء المجتمع وتقدم البلد.

وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وقلوب كل مناصري قضية المرأة وصديقات واصدقاء الرابطة بأجمل التهاني للنساء العراقيات وللزميلات الرابطيات داخل العراق وخارجه مثمنين كل الجهود الرائعة والجبارة والاستثنائية التي تبذلها الرابطيات في كل زمان ومكان متمنين لهن المزيد من العطاء والاصرار في عملهن الذي يبعث رسالة إنسانية سامية ويواصلن النضال والدفاع  لتحقيق ضمانات اكبر للمرأة عبر تكافؤ الفرص والعدالة في الوصول الى حقوقهن.

كما نتقدم بالشكر والعرفان والتقدير العالي لجميع الجهات والشخصيات والمنظمات والمؤسسات الرسمية والدولية التي آزرت وساندت وساهمت في دعم النشاط الرابطي معنويا وماديا.

عاشت الذكرى 71 لتأسيس رابطة المرأة العراقية

المجد والخلود لشهيدات رابطة المرأة العراقية والحركة النسوية

عاش الثامن من آذار عيدا أمميا لكل نساء العالم والمناصرين للمرأة.

عاشت نضالات المرأة العراقية في كل مكان

رابطة المرأة العراقية

10 آذار 2023

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced