اللوم والشجن...!
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 13-07-2011
 
   
باقر الفضلي
وإذْ لامَني صاحِبي يَوماً يُحاوِرُني:

أسْرَفتُ في شَجَني شَوقاً الى وَطَني!



صَدَقْتَ قُلتُ: فليسَ ليْ شَجَنٌ

لغَيرِ مَنْ طَبَعَ الدُنيا على السِنَنِ



يَقْظانُ كُلَ حَياتي في نَطارتِه

فكيفَ لَو مَسَني الغِفْلانُ في الوَسَنِ!



وَلِعْتُ فيه كَطِفْلٍ غابَ حاضِنُهُ

كَيْ التَمِسْ منهُ آمالي ومُحتَضَني



أراكَ ترشِدُني حِرصاً بِما كَسبَتْ

كَفّيْ مِنَ الوَجْدِ والحِرمانِ والمِحَنِ!! 



***



تُريدُني هائِماً أشْكو صَبابَتَها،

وأرقَبُ الطَيرَ مُذْ حَطَّتْ على غُصُنِ



أمْ أَنشِدُ العيسَ في البَيداءِ هائِمةً

حمالةَ الماءِ لَمْ تَقوى على وَهَنِ



أو أرقَبُ الجِسرَ مَحْمُولاً على وَجَعٍ

أشكو "عيونَ المها" رَجمَاً على ظَنَنِ



صَرعى العيونِ وكان اللحظُ قاتِلَهم

فكيف يَحيا صَريعُ الوَجدِ والفَتَنِ؟!



كانت لعَمْريْ هيَّ الأيامُ أَرقَبُها

يَوماً بيومٍ ولَمْ أعتَبْ على زَمَني



***



منها عَرِفتُ طَريقَ العِشْقِ أسئَلُهُ

إنْ كانَ فيهِ غَريبُ الوَجْدِ والشَجَنِ



أشارَ ليْ حَيثُما حَطَّتْ صَوامِعُهم،

حَرقى القُلوبِ مِنَ الهَيْمانِ والحَزِنِ



فَصرتُ فيهِمْ جِوارَ النارِ أَقْرَبُها

سَعرَاً وأبْعَدُها شَوقاً الى الحَضنِ



فمنْ يلُومَ حَريقَ القَلبِ في جَزَلٍ

للهِ دُرَ قلوبٌ في  الهَوى الرَصنِ



أسقَتْ مِنَ الحُسنِ ما ذاقَتْ مَراشِفُها

مِنْ أعذَبِ الماءِ بلْ مِنْ صَفوةِ اللََّبنِ



***



وها أنتَ تُشجيني إذا ما تَنَهَدَتْ ~

جِراحي، وإنْ غارَتْ مَعَ الدَمعِ أَعيُني



فهلْ لكَ أن تُجزي مِنَ العُذرِ أنني،

شَغوفٌ بقلبي، بلْ شَغوفٌ بمَوطني



وهَلاّ تَراني كُنْتُ في الشَوقِ راكِباً

هَوى القَلبِ، أمْ شادٍ لَهُ في تَحَنُنِ



هيَ الآهُ لَمْ يَغمَضْ مِنَ العَينِ طَرفُها

وَداعَاً ولا غابَتْ عَنِ الآهِ أجفُني



يَعيشُ بدَمعي مِثلما يَصطَفي الهَوى

أَنيسَينِ في حُبٍ وشَوقٍ ومَرْهَنِ 



***



فلا عَجَبٌ أَنْ تُرخيَّ النَفْسُ حَبلَها

لِوَصلِ حَبيبٍ ثابِتِ العُودِ مُوقِنِ



يَحِنُ عليها حينَ تَغفو رياضُها

وحينَ يَميلُ العُودُ منها ويَنثَني



فما رَغِبَتْ روحي سِواهُ تَلَذُذَاً

ولا أَنِفَتْ صَداً وإنْ ضاقَ مَأمَني



فكانَ لَهُ مِني الوَفاءُ وإنْ جَفَتْ

وخَيرُ وفاءِ الخِلِ وَصلُ التَيقُّنِ



فلا رَجِعَتْ نَفسٌ لِغَيرِ أصُولِها

ولا مَوطِنٌ للحُرِ غَيرُكَ مَوطِني

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced