بغداد تقاوم وتتمسك بصورتها... رافضة النمط الإيراني
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 17-07-2011
 
   
الحياة/ بغداد – مشرق عباس
«الاستيلاء على بغداد مهمة مستحيلة». المدينة، لم تتوقف عن مقاومة تشويهها، حتى حين بدت من بعيد كتلة خراب كبيرة.

قالت سمر، التي ترتدي الجينز وتجلس وسط مقهى لتدخن النارجيلة، إن أحداً لا يمكنه تغيير بغداد. إن «نمط الحياة الإيرانية التي سعى المتشددون الى زرعها عنوة في المدينة لم تجد من يستجيب له حتى في منزله، لم يصبح اللون الأسود زياً رسمياً. لا نرى من يرتدي العمامة أو العباءة في الشارع إلا نادراً. لا تتوقف السيارات عن بث الأغاني الراقصة».

الشوارع الليلية تستعيد روادها. شارع المنصور، الذي كان خاوياً لسنوات يبدو اليوم كأن فيه تظاهرة مستمرة، ألوان ملابس الفتيات والشباب زاهية وعصرية، موسيقى العربات المتجولة حديثة تعيد الشارع الى نفسه بعد فشل المسلحين في الاستحواذ عليه وفرض نمط حياتهم على تفرعاته.

خلف مشهد مضلل لمدينة أريد لها أن تستنسخ ثقافة مختلفة يتكاثر جيل شاب في ظل الاحتلال وفي أجواء الحركات المتشددة. جيل يعتبره رئيس تحرير صحيفة «العالم» البغدادية سرمد الطائي «الأكثر شجاعة على امتداد الأجيال العراقية الحديثة».

يقول الطائي، الذي غادر العراق الى الكويت بعد الحرب الأهلية، «أعادني الى الوطن عام 2008 مشهد فتاتين شجاعتين يقدن سيارة على كورنيش البصرة. لم ترتديا الحجاب أو العباءة وكانتا تستمعان الى الأغاني بدل الأناشيد الدينية، في زمن كانت المليشيات تستحوذ على المدينة. شجاعتهما أشعرتني بجبني. هذا جيل مختلف دافع عن وجوده عندما تخلى الجيل السابق عن الهوية».

الطائي، الذي عاش في إيران طالباً في حوزاتها الدينية 18 عاماً، أصبح اليوم من أشد المدافعين عن العلمانية. يختصر المشهد بالقول: «السلطة الدينية الإيرانية حاولت طوال سنوات تصدير إيران، التي يرغبون هم بها الى العراق، عبر نمط حياة وسلوكيات وطقوس. لم يصدروا إيران الأخرى التي تحاول العمائم إخفاءها، حيث تزدهر الثقافة والسينما ونقد الفكر الديني وحركات الإصلاح السياسي».

وتابع إن «نقطة ضعف العراقيين أنهم لا يعرفون إيران كما تعرفهم هي. لكنهم اليوم بفعل انتهاء القطيعة السياسية يكتشفون إيرانات مختلفة. الإيرانيون يقاومون النموذج الذي فشلت سلطة العمامة في فرضه».

المثقفون العراقيون، حتى أولئك الذين استجابوا لمد الحركات الإسلامية بعد عام 2003، يتداولون أفكار المفكر الإيراني عبد الكريم سروش في نقد الفكر الديني، على رغم محاولات جامعات ونخب سياسية منع طبع أو استيراد كتبه المترجمة.

نادٍ ليلي في بغداد كل رواده تقريباً شباب، قدم معظمهم من مدينة الصدر شرق بغداد، يقول أحدهم: «كان عمري 11 سنة فقط عندما جاء الاحتلال وازدهرت الحركات المتشددة والمجموعات المتطرفة، كنت استمع الى مخاوف من أن يتحول العراق الى إيران بنسخة عربية، كنت أرى أصدقاء ينتمون الى تيارات دينية وينخرطون في ميلشيات وتنظيمات، لكنهم بعد حين يتراجعون. نصف من يجلس في هذه القاعة يرقصون ويتناولون الشراب هم عناصر سابقون في تنظيمات دينية ومليشيات».

كان نواب من حزب «الفضيلة الإسلامي» أعلنوا جمع تواقيع لمنع بيع الشراب وإغلاق النوادي الليلية. ويقول الطائي بثقة: «حاولوا مرات وفشلوا. إذا فعلوها هذه المرة سيتحرك الشارع ضدهم من جديد».

وعلى رغم إعلان زعماء دينيين مؤثرين في الشارع، مثل مقتدى الصدر، دعمهم إغلاق النوادي الليلية في بغداد فإن تلك الخطوة بدت صعبة التحقق حتى مع استمرار الهجمات اليومية ضد هذه النوادي.

وأصيب ستة أشخاص بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة قرب ناد ليلي أول من أمس.

وأوضح مصدر أمني (ريترز) أن «عبوة ناسفة انفجرت قرب مبنى يضم النادي الواقع قرب ساحة الأندلس في حي الكرادة ما أسفر عن إصابة ستة أشخاص بجروح».

وكانت الدهشة أصابت عناصر نقطة تفتيش في حي الحارثية، حين سارت 60 سيارة «بي أم دبليو» حديثة وقديمة يقودها شباب وشابات في شوارع بغداد على شكل رتل طويل، مطلقة أغاني «محرمة» بعدما اجتمع من يقودها عبر موقع «فايسبوك». الضابط المسؤول عن نقطة التفتيش اتصل بقيادته. وسجل أرقام السيارات وكان بوده لو اعتقل السائقين، فهو على ما قال مراسل «الحياة» حسين علي داود، الذي شارك في التجمع، «لم يستوعب أن يجتمع شباب لغرض غير سياسي أو ديني وبدافع قتل رتابة المدينة والمبادرة الى شيء جديد».

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced