صرخات إرهابية مجنونة يأبى الدين .. سماعها
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 27-05-2009
 
   
ايلاف - عبد الجبار العتابي من بغداد: في صباح بغدادي قبل نحو عامين نزلت فتاة في العشرين من عمرها من سيارة أجرة بإتجاه نقطة سيطرة للشرطة العراقية قرب تقاطع المسبح/ الكرادة ببغداد، لكنها تجاوزت النقطة بشيء من الإرتباك وهو ما دعا أحد عناصر النقطة إلى أن يرتاب بها ومن ثم يطلب منها التوقف ورفع يديها، كان المكان مكتظا بالناس والسيارات، لكنها هرعت بعيدا عنه لتدخل إحدى المحال التجارية، و.. إنفجر المكان ، كانت الفتاة الشابة متلفعة بالسواد من رأسها إلى قدميها ، وأشار أحد رجال الشرطة إلى أنها تنتمي إلى ما يسمى بالجنس (المنغولي).
كنت لحظتها هناك .. وراودني تساؤل هو: لماذا لم تفجر هذه الفتاة نفسها قرب نقطة الشرطة ؟ ، ولماذا لم تفجر نفسها في الشارع العام المكتظ بالناس ؟ ولماذا فضلت الدخول الى المحل التجاري هربا من الشرطة ؟ّّ!!، لاسيما انها في كل الاحوال ميتة ؟ حاولت الاجابة عن هذا السؤال بعدة أجوبة منها: حالة الإرتباك التي سيطرت عليها، حالة الخوف من تفجير نفسها، حتى أنني قلت مازحا : ربما ان الشرطي الذي كان في النقطة اثار اعجابها فكرهت ان يموت بسببها !!، ولكن حينما نقلت الواقعة الى عدد من الذين اعرفهم شدني جواب احدهم حينما قال : ان هذه الفتاة وان كانت تمتلك هذه الصفة من العوق الا انها ما كانت تريد ان تفجر نفسها ، ولكنها مرغمة على ذلك بفعل المواد المخدرة او ماشابه ، وقد تكون في تلك اللحظات الحرجة انتبهت الى ما تفعله فلم ترغب في قتل الناس واعتقدت ان افضل حل هو المحل التجاري ظنا منها ، ربما، ان خسائره اقل !!.
هذا تفسير ربما يكون قريبا من المنطق لاسيما ان الاخبار تتوالى حول تجنيد انتحاريين واقناعهم او ارغامهم ، هؤلاء الانتحاريون ما يميزهم هو الاطفال والنساء ، وليس اي نساء ، فالاغلب من المعاقات ذهنيا ، ممن يطلق عليهن في العراق لقب (المنغوليات) المميزات بشكلهن واللواتي يلقين تعاطفا واضحا، وقد تم تفجير العديد من هؤلاء في مناطق مختلفة من العراق باستغلال العاهة العقلية لديهن، كما ان العديد من الاطفال اصبحوا عرضة للتجنيد والتفجير لا سيما عن بعد بعد توجيههم الى الاماكن المكتظة بالناس ، وهذه الصور باتت تمثل مشهدا في الواقع الامني العراقي ، حيث لم تكتشف الا بعد اعتقال بعض الشبكات واعتراف اعضائها ، وقبل ايام (اعلن مسؤول امني عراقي رفيع المستوى اعتقال اربعة صبية لا تتجاوز اعمارهم 14 عاما ينتمون الى تنظيم يسمى (طيور الجنة) مرتبط بتنظيم القاعدة في كركوك شمال بغداد ، وقال اللواء الركن عبد الامير محمد رضا الزيدي قائد الفرقة 12 في الجيش العراقي والتي تتولى مهام امن كركوك : ان وحدات امنية خاصة القت القبض على تنظيم من الاطفال والصبية مكون من اربعة اشخاص دون سن ال14 يطلق عليه (طيور الجنة).
واضاف: الفصيل يعتمد الاطفال ومرتبط بتنظيم القاعدة وهو يعمل على تجنيد الاطفال والصبية لتنفيذ عمليات انتحارية او دعم الجماعات الارهابية من خلال تفجير العبوات الناسفة ، واكد ان آمر القوة الخاصة التي اعتقلت الاطفال قد تحدث مع ذويهم وابدوا اسفهم واستياءهم ) ، وهذه الحوادث مجتمعة اثارت الرأي العام حولها وجرى التنبيه اليها من قبل الاهالي بالمحافظة على ابنائهم ،خاصة انها هذه الخلايا ليست الاولى التي يتم اكتشافها ، لكن استاذا في علم الاجتماع (طلب عدم ذكر اسمه) : ان القاعدة والبعثيين وعصابات الجريمة بدأوا يستغلون الاطفال اليتامى لتنفيذ اعمالهم الارهابية لحاجة عوائل هؤلاء اليتامى للمال ، او ان بعض العوائل ترغم على ذلك لسيطرة الجماعات المسلحة على المنطق التي يسكنونها ، او ان بعض اعضاء هذه التنظيمات يتزوجون النساء الارامل ويستغلون اطفالهن لهذه المهمات ، وبالتأكيد هنا لا تستخدم القاعدة ومن معها الدين لاقناع هؤلاء الاطفال لانهم لا يفهمونه ، بل تحاكي في دواخلهم حبهم للسلاح من خلال مشاهدتهم لافلام الرسوم المتحركة التي تتسم بالعنف ، او لما يشاهدونه يوميا في الشارع ، حيث تنتشر صور السلاح في ايادي كثيرة ، فيحاولون تقليد الكبار بهذه (المتعة) .
ومن اجل الاقتراب اكثر من حقيقة هذه الظاهرة المرعبة ، طرحنا اسئلتنا على الشيخ فرحان الساعدي الذي كانت وقفتي الاولى عنده ، وحين طرحت عليه السؤال الاتي : هل يجوز تدريب قاصرين لتنفيذ مثل هذه العمليات ؟ وجدته يقول : سؤالك غلط ، ثم اردف : لا يجوز تدريب قاصرين .. هذا مفهوم ، وان وافقتك على سؤالك فهذا يعني انه يجوز تدريب غير القاصرين ، ومن ثم اضاف : الدين لا يسمح بهذه العمليات ، فهي ارهابية وليست استشهادية ، والله سبحانه وتعال قال ( وقاتلوا الذين يقاتلونكم) ولم يقل .. انتحروا ، وليس كل واحد يقاتل في سبيل الله ، فيجب اولا ان لا تكون لديه نزاعات شخصية ، ثم تساءل الشيخ : اين هي العمليات الاستشهادية ؟ ، انه مجرد حكي ، انها جزء مما يحدث للشيعة ، نزيز فكري انا اسميه الارهاب ، وهي عدوانية عمر الدين ما اعتنقها ، فالصراعات الدينية المحترمة ليس فيها انتحار ، الانبياء لم يدعوا انصارهم ان يقتلوا انفسهم ، لكن ما يحدث الان هو موجة عدوانية ، هي موجة القتل التي اخذت طابعا جديدا هو الطابع الديني ، قبل .. كانت العدوانية شيوعية تارة وبعثية تارة ومتطرفين ، والان اخذت الطابع الديني وهنا تكمن الخطورة ، واستطرد : انا ساتحدث عن المذهب الشيعي الذي يعتبر مسألة حقن الدماء اولى من كل شيء ، المذهب الشيعي يؤكد على حقن الدماء ، والتقية ابرز اشكال حقن الدماء ، ليس جبنا ، بل دعوة الى السلام .
وعدت اسأل الشيخ عن دور المدرسة والتربية العائلية في الاعمال الارهابية التي يتم فيها تجنيد اطفال ؟ فقال : بالتأكيد لها دور خاصة مناهجنا ، فهي ان لم تخرج ارهابيا فهي تعليم خطأ ، انها تشيد بالقتلة عبر التاريخ وبالانظمة الدكتاتورية منذ السومريين الى الان ، ان الاشادة بالتاريخ السومري مثلا الذي يلغي قوميات الكلدان والاشوريين والمندائيين خطر كبير ، هذا اذا تعلم عليه الطفل .. مشكلة ، وتتحمل مسؤولية هذا جهتان : الاولى وزارة التربية ، والثانية خليط من مؤسسات المجتمع المدني والاهالي الذين لايعرفون كم هي خطرة هذه الافكار الارهابية ، ولا يدرون ان الاشادة بالتاريخ السومري خطرة ، ويبقى الثقل على الصحافة من خلال دورها في توعية الناس .
اما رجل الدين (ع) ، (رفض ذكر اسمه) فقال : ليس من الاسلام في شيء ما نسمعه ونشاهده من القتل للنفس عبر العمليات الانتحارية التي تطال الناس الابرياء ، خاصة في حالة تجنيد النساء وصغار السن ، فهذه مسائل لا يختلف عليها احد ، لايجوز للانسان الانتحار ولا اجد مبررا غير ان ما يحدث هو قتل للنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق ، صحيح ان مواجهة الاحتلال واجب شرعي ولكن ليس بهذه الطريقة البشعة التي تخالف شرائع الدين ، واضاف : اعتقد ان المسؤولية تقع على الجميع من قوات الاحتلال الى الحكومة الى الجماعات المسلحة فكل هؤلاء يسعون الى تحقيق مصالحهم ، والضحية هو المواطن البريء ، واكد رجل الدين : ان الاسرة والمدرسة تقع عليهما مسؤولية على النشيء من هذه المخاطرالتي تتهدده ، ولابد ان يجتهد هؤلاء في الحفاظ على الاطفال ، فالبطالة وتزايد عدد الارامل والفقر وتردي العلاقات الاجتماعية مسببات للانحراف .
اما النائب في مجلس النواب العراقي جمال بطيخ فقال : العمل الانتحاري سواء كان من ناضج او معاق نتائجه ايذاء الناس الابرياء الذين يتواجدون في المناطق المزدحمة او المكتظة بالسكان للتسوق ، وموضوع تجنيد انتحاريين من الاطفال والنساء هو ايذاء يتفننون فيه لان الطفل لايلفت الانتباه اليه ، وهذه اساليب خبيثة الهدف منها ايذاء الناس العراقيين الذين ابتلوا بالقتلة من الداخل والخارج وحتى الطبيعة التي قست عليهم .
واضاف : الجهات التي تمثل اللاعب الرئيسي في تصدير هؤلاء الارهابيين هي دول الجوار الاقليمية ، وهذا ما يؤسف له، فكل دولة لها ذراع امني ، وهناك اناس يتفقون مع اخرين في الخارج ضد اخوانهم العراقيين ، وصار العراق ميدانا .. لا تدري من اين يأتي اليه المفخخ ، من تنظيم القاعدة والتكفيريين وازلام النظام السابق والميليشيات.
واستطرد : الاساس في التوعية لمنع تجنيد هؤلاء الصبيان والنساء سواء المعاقات منهن وغير المعاقات .. يبدأ من المدرسة ووسائل الاعلام التي يجب ان تقوم بتنبيه الناس ، وهذا مهم جدا ، الان على كل معلم ومن الصف الاول الابتدائي ان يتكلم للتلاميذ بضرورة الانتباه الى الناس الاغراب ، الذين يحاولون تقديم هدايا لهم او مبالغ مالية او يطلبون منهم ايصال حقائب ، او ينصحونهم بعد الاقتراب من الاشياء المشتبه بها ، والاجمل حين يكون التلميذ شاطرا في التبليغ عنها ، كما يجب ان تقوم اجهزة الدولة الامنية بحملة توعية قوية للناس وعلى مستوى المدارس الابتدائية والمتوسطة .
في الختام .. ثمة نظرة تحترق وهي تخترق حواجز التخيلات لتشعر بتلك الاجساد وهي تحترق وتتشظى وتتمزق ، اجساد تختلط ببعضها ، القاتل والمقتول ، وربما تتلاقى على براءة واحدة ، فالصغار لاذنب لهم في التعسف الذي طال اجسامهم ، والنساء المعاقات او المغرر بهن اللواتي تصبح اجسامهم ادوات قتل بيد الارهابيين .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced