أعـــشـــــاب تـــبــكــــــي!
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 12-09-2011
 
   
صــادق الصائغ
بِــــــــلادٌ
بِــــلادٌ
بِلا حِكْــــــمَة
يَداهَـــا مُحَمَّـــلَةٍ بِالذُنُـــوب
تَكْـــشِفُ غِــــطَاءَ القَـــلْب



للْغِربَــــان
ومَخَــــالِبِ النُـــسُورْ

بِبَــدلَةٍ عَسْـــكَرَّية
وصـــَرْخَةٍ مُرَقًَطـــة
في سََاعــــةِ َفجْـــرٍ أحْمَر
إلى الحَــــرْبِ سَـــارَت
بين  حيــْطانِ الكونــكريت
والأسْــيجَة
والبَنَادِق
وتَحْتَ الأقْواس
عَلى إيقاع الموسِيـــْقى
وقَـــرْعِ الطُبُـــول
ومِنْ قَلْبِهَا الدَاخِن
بُكَاءٌ مُتَوَحِّش يَتــصَاعَد

وكَانَتْ مَا تــزال نـَائمَة  تَمْشِي
عنــْدما ،في حَضْــــرَةِ اللهِ
اسْتَيْقَظَتْ
وَصَرَخَتْ فجــأة:
إلهِي
كم أنا بَشــعَة !!
كَمْ أنا خَائِـــفَة !!!
كَمْ أنا وَحِيْـــدة!!!

بـــلادٌ
كَانَتْ تَتَوهَّــــجُ
كَفَتاةٍ بَريْئَة
لَكِنَّهَا الآنَ هادئة
إلى الموسِيْقى تُصْغِي
عَيْنـــاهَا
فِلِّيْــنَـــتَان مُحْتَرِقَـــتَان
وَقَلْـــبُهَا
غُبــارُ مُتَــلْــفَــزْ



أرْضٌ بَعــــيْدَة

هَذه الأرْضُ
التي تَضَـــعُ عَليْـــها أُذُنـــك
لا تَسْمعُ
بُكَـــاءَ اليَـــنابِيْــع
لا تَــْقرأ الرَسَائلَ
وَ لا الرُقَـــمَ الطيْنــيّة المَدفــونـَة
في طبــقاتها الجوفــّية السفلى
لا تدري لمــَاذا أيامُـها مُـتشابــهَة
وَعَقــارب ســَاعــَاتـهــَا مُـتـــَوقـّـفـَـة

هَذه الأرْض
لا تَعنيــْها النِهــَايَات
ولا البَراهــــيْن
ولا تـسْمَعُ الأنيْــنَ القـَادمَ
من مَقابِرها الجَمَاعيَّة المُجــَاورَة

إنهـــَا أرْضٌ بَـــارِدَة
بَعيْـــدةٌ
وليْسَ لــَها عِـــلمٌ
بِهـــذهِ  الأوْجــــاَع!!!


أرضٌ قـَـنــــوعٌ

أرضٌ قـَـنوعٌ
تَنْبــــشُ ذاكِـــرَتها
بِحَوافـــر الخَـــيْل
وعن عَجِـــيْزَتها
تَهّشُّ الذُباب


من ثراها تَــــخرج
عُصُـــورٌ قَديْمَـــة
عصــُورٌ منْقــوعَة
بِرائحَـــةُ النَفْــــط
والبَــــولِ
وأسْـــمَاء القِـــدِّيسين

ولِمُـــواصَـــلةِ النِسْــــيان
تَظـــلُّ
تَمْـــضَغُ العُشــــبَ
وتَتَجَــــشّأ
وعن عَجيــــزَتها
تَهـــشُّ الذُبــــاب
ـــــــــــــــــــــــــــ


السَفحُ الثاني
من الجَبل

في ذلكَ المكان
كُنّا نتكاثَرُ
أشبه بِجَداول  ضَرْبٍ صَغيرهْ
تُكْتَبُ
وتُمْحى
وتَجْري في المُنْعَطَفات

بِغِناءِ الرِيْح
كنا نُجفُفُ الغَسيْل

كان واحِدُنا
يَقِفُ على الأسْلاكِ كَطَيرٍ
يَتَمَطَّقُ بِعِنادٍه
حاكّاً جَناحَيهِ
بأعْمِدةِ الكَهْرباء

وفي يَوْم ما،
وبِطَريقَةٍ غامِضَةٍ
عَبَرنا الخَمْسيْن
تَسَلَّقْنا طُرُقاتٍ عاليةٍ
صُعوداً باتّجاهِ المُنْعَطَفاتِ
ثم هُبُوطاً
نَحو السَفْحِ الثَاني من الجَبَل

هُناك
التَفَتْنا إلى الخَلف
إلى الطَريقِ الذي سَلكْنا
إلى طُفُولتنِا
إلى أيامِنا البَيْضاء
إلى زكائِبِنا المُبَعْثَرهْ
و دَرَّاجاتِنا الهَوائيّةِ المَرْكونَهْ
على السَفْحِ الثاني من الجَبَل
هُناكَ
كانَتْ قُلُوبُنا تَخْفقُ
ونَظَراتُنا غَريبهْ
وكان هُناك
طَائرٌ صغيرٌ
يَتَمطَّقُ  بِعِنادهِ
يَزْهو
وَيَحكُّ جَناحَيْهِ
بأعمدة الكهـــربـاء

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced