المفقود والمغيّب العراقي عبر فلم "ابـن بـابـل"
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 07-10-2011
 
   
بغداد/ المدى
الإنسان غاية وهدف وقيمة عليا سامية يتمتع بكامل حقوقه في العراق، هذا ما  أكدته الجلسة الحوارية التي ضيّفها مجلس صفية السهيل الثقافي، وتناول موضوع  المغيّبين والمفقودين في العراق قبل وبعد 2003، الجلسة التي ضيّفت المخرج  السينمائي محمد الدراجي؛
مخرج فلم ابن بابل والحائز على 25 جائزة دولية، وحظي باهتمام محلي وعالمي لبحثه قضية المفقودين والمغيبين العراقيين
وتكلم المخرج صاحب فكرة الفلم عن تجربته أمام الحضور المتنوع من أعضاء مجلس النواب ومثقفين وسفراء لدول عربية وأجنبية.
وكذلك أقيم معرضاً للصور الفوتوغرافية والخاص بالمغيبين والمفقودين من الكرد الفيلية.  وأعلنت السيدة راعية المجلس عن عرض الفلم "ابن بابل" في البرلمان يوم الخامس من شهر تشرين الأول بوجود أعضاء البرلمان والحكومة والسلك الدبلوماسي وبعض الممثلين عن جميع أطياف الشعب العراقي من خلال المثقفين والناشطين، مؤكدة أنه للمرة الأولى يعرض داخل البرلمان فلم سينمائي والهدف من هذه الفعالية تعزيز الثقافة الإنسانية ودعم الإبداع والثقافة العراقية والتأكيد على ضرورة التعاون المشترك على مستوى العراق والمجتمع الدولي من خلال الإفادة من التجارب الدولية والخبرات في هذا المجال ودعم الحملة الدولية للمفقودين ذاكرة بأن الفلم سيعرض في مجلس العموم البريطاني بمبادرة من جميع الأحزاب السياسية البريطانية في 8-10-2011 وبحضور المخرج وأبطال الفلم وعدد من أعضاء البرلمان العراقي تزامناً مع العرض في البرلمان العراقي.  مخرج الفلم محمد الدراجي أفصح عن سعادته بهذه الجلسة  قائلاً: خرجت من العراق عام 1994 هرباً ولم أكمل دراستي في معهد الفنون الجميلة ودرست صناعة السينما في هولندا، وبعدها أكملت دراستي وحصلت على الماجستير في إدارة التصوير السينمائي في بريطانيا والإخراج السينمائي وقدمت أعمالاً في بريطانيا وكذلك أعمالاً للتلفزيون الهولندي، ثم عدت إلى العراق وعملت أول أفلامي الطويلة وهو فلم أحلامي الذي شارك في أكثر من 125 مهرجاناً وحصد الكثير من الجوائز وقدّم في الكثير من الفعاليات السينمائية، ولكن لم يقدم في العراق وذلك لعدم وجود دور العرض، أما الفلم الثاني الذي أخرجته كان بعنوان "حب وحرب ورب وجنون" وهو يمثل واقع العراق بهذا العنوان الطويل، والآن أكملت فلم "في أحضان أمي" وشارك في مهرجان كندا وسوف يشارك بعد أيام في مهرجان أبو ظبي لسينمائي.
وعاد الدراجي ليقول، اليوم نتكلم عن فلم "ابن بابل"، المخرج دائما لا يفضل الكلام عن فليم لم يشاهده الحضور، وقصة هذا الفلم تبدأ حين كنت أحضر لفلم "أحلام"، سمعت أن هناك مقابر جماعية في بابل، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة، حيث أن بابل صاحبة التاريخ الطويل والمهم في تاريخ الإنسانية. الدراجي واصل ذاكراً عمته والتي فقدت أبناءها وتأثير ذلك على شخصيته وأضاف بأنه لم يكن يعرف معنى كلمة المفقود، هذا المصطلح الذي يؤثر في الإنسان العراقي، وجاءت فكرة الفلم وبدأت أكتب هذه الفكرة البسيطة وكان زميلي مثال غازي يساعدني بتصوير الفكرة، ولم أكن أفكر في أن أعمل فلم "ابن بابل"، ولكن العنف الطائفي الذي عم البلاد في السنوات السود 2006- 2007، كما وصفها حيث كنا نسمع أخبار القتل والخطف والتغييب، حينها فكرت بفلم يجمع كل العراقيين، كانت البداية عن أم عربية تأتي إلى الجنوب، ولكن في 2006- 2007 انشغلت بتطوير الفكرة، وحين كنت أتصفح إحدى الجرائد قرأت خبراً عن امرأة  كردية تبحث عن مفقودين من أسرتها في الجنوب عام 1991، وتطورت الفكرة وفي عام 2008 بدأنا نحضر للفلم بعد أن أكملت النص السينمائي، لاسيما بعد نجاح فلم "أحلام" الذي تم بالتعاون مع عدة دول، وكان هناك اتفاق عالمي بأن أي عمل مشترك لا بد أن تشارك دولة تصنيع الفلم بأكثر من 25% من قيمة الإنتاج وهذا برتوكول عالمي، وقدمت الطلبات للوزارات والجهات الحكومية وحكومة إقليم كردستان العراق وللأسف الشديد لم يتم التعاون وتحت أعذار شتى و تم رفض طلبي وكذلك كان الرد من دائرة السينما والمسرح لعدم وجود ميزانية، وبعد ذلك وافق عدد من الدول الأخرى لدعم العمل، لأن بلدي لم يقدم المساعدة وبدأنا المشروع بميزانيته الحالية، وعملت العلاقات دورها لجلب معدات نجاح عملية إنتاج الفلم من دول عدة. هذا الفلم يتكلم عن المفقودين بصورة عامة وعن موضوع المقابر الجماعية، لأننا عملنا على أساس فكرة تمتد للـ(40) عاما الماضية كما أن بطلة الفلم امرأة كردية وبطل الفلم هو طفل عربي كردي تركماني، ذاكراً إنه تعلم الكثير من الفلم وخصوصاً موضوعي الصبر والأمل في آن واحد، وكيف كانت البطلة في نكرة السلمان لمدة خمس سنوات وفقدت طفلها وعائلتها.
النائبة ناجحة الأميري قالت: موضوع المغيبين والمفقودين أو المصطلح الأعمق هو المقابر الجماعية والتي عدت من الظواهر التي لم تميّز بين المرأة والطفل والرجل فكلهم وضعوا في حفرة وهم أحياء وألقي التراب عليهم، إن المقابر الجماعية في العراق بهذا الشكل. وتابعت، كنت عام 1992 أسمع بأن النظام يعدم بشكل جماعي ويدفنون الضحايا وهم أحياء ولم نكن نصدق ذلك.  أما أسرتي فأغلبهم من ضحايا المقابر: زوجي، أخي، زوج أختي المهندس وأولاد عمي من الطلاب الجامعيين وأكثر من (15) شخصاً من عائلتي في المقابر الجماعية إلى يوم سقوط الطاغية. 
  وليم وردة رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان قال: أبدأ من موضوع الأمل والصبر وخلال تجربتنا نجد نماذج كثيرة للأمل والصبر لدى الأمهات خلال مراجعتهن لدوائر الدولة، وكثيرات منهن لديهن أسئلة عن أبنائهن، لكن عدم وجود مركز أو دائرة مختصة بشؤون المفقودين، يتجعلنا نجهل آلية توجيههن. لافتاً إلى إن العمل على مركز المفقودين أمر في غاية الأهمية، لاسيما أن الجثث المجهولة واقع مستمر خصوصاً وإن قضية المفقودين متواصلة منذ عقود، مطالبا باستخدام التكنولوجيا الحديثة لغلق هذا الملف، ذاكرا تجارب عدة  في المجتمع العراقي تبحث عن مفقوديها منذ ثلاث عقود أو أكثر أو أقل و لاسيما ضحايا الأنفال من المسيحيين والذين دمرت قراهم و كنائسهم في الماضي وهجروا واختطفوا وقتلوا وشردوا.
بختيار أمين وزير حقوق الإنسان الأسبق بدأ مرحبا بالحضور على اختلاف مستوياتهم كما رحب بالفنان محمد الدراجي الذي ساعد على فتح هذا الملف من خلال إخراج هذا الفلم، وقال، أحيانا صورة تعوّض عن آلاف الكلمات تعبر عن عمق ومعاناة و مآسي الإنسان، لافتاً إلى أن ذوي المغيبين والمفقودين يبحثون عن ذويهم من  قبل 2003 وبعده، من يوم اختفاء كل عزيز لعائلته عوائل الضحايا يتمنون بأن يجدوا أحبائهم أو بأن يعرفوا مكان تواجدهم حتى يقوموا بإعادة رفاتهم و دفنهم بصورة لائقة وأن يزوروا قبورهم و يقرأوا الفاتحة على أرواحهم. وأضاف: اكتشفنا  (276 ) مقبرة جماعية عندما كنت في الوزارة وساعدنا فيها فنياً الجانب الأمريكي لتحديد المواقع، وهناك مقابر جماعية وجدناها بعد عام 1991 في إحدى معسكرات صدام التي تحولت إلى ( بارك الشهيد سامي عبد الرحمن) في أربيل وأخرى في السليمانية التي تحولت إلى بارك الحرية ( باركى آزادي )، ومقبرة كوبتبة في منطقة آغجلر في محافظة كركوك التي تضم (120) كردياً تعرضوا للأسلحة الكيمياوية، حيث أستخدم نظام صدام الأسلحة الكيمياوية في (281 ) قرية وقمم جبال ووديان ومدينة حلبجة في كردستان، والكثير من الجرحى دفنوا في مقابر جماعية على طريق هروبهم لإيران واعتقال (182000) كردي في عمليات الأنفال السيئة الصيت ومنهم ألف مواطن مسيحي و( 10000) شاب كردي فيلي و(8000) كردي من البارزانيين وعشرات الألوف من بقية العراقيين في الانتفاضة الشعبانية لسنة 1991 وآخرين أصبحوا مجهولي المصير في زمن النظام البائد وازداد العدد بعد 2003 بسبب الإرهاب والخطف والابتزاز وخصوصا ما بين الأعوام 2007- 2009 نتيجة الصراع الطائفي الدموي الذي اجتاح البلد. ولكن يبقى العدد الإجمالي النهائي بسبب عدم وجود قاعدة بيانية دقيقة وشاملة، غير معروف.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced