تيار الديمقراطيين العراقيين في الدانمارك -إصرار على العمل والتحدي في أربعينية الشهيد هادي المهدي
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 14-10-2011
 
   
يوم الخميس13/10/ 2011 نظم (تيار الديمقراطيين العراقيين في الدانمارك) في قاعة وسط العاصمة كوبنهاكن، إمسية إحتفالية، بمناسبة مرور أربعين يوماً على إستشهاد الفنان والإعلامي العراقي هادي المهدي، الذي أُغتيل في الثامن من أيلول الماضي، بجبن ونذالة بكاتم صوت، داخل بيته في العاصمة بغداد، لمشاركته في تظاهرات ساحة التحرير، ولإرتفاع صوته ضد الفساد وخنق الحريات، ولتحديه لمُعتقليه ومُعذبيه، ولوقوفه الثابت ضد الطائفية وحكومة المحاصصة،  حضر الأمسية العشرات من العراقيات والعراقيين، وقد زينت يسار مسرح القاعة صورة كبيرة للشهيد هادي، في حين إرتفعت على خلفية المسرح فوق شاشة صورة كبيرة أخرى .

الفنان خليل ياسين إفتتح الإحتفال بكلمة قصيرة حيا فيها الشهيد ودعا الحاضرين للوقوف إحتراما لروح الشهيد ولأرواح كل شهداء شعبنا العراقي، كما رافق الوقوف ترديد الحاضرين لنشيد ( موطني ).

ثم تم عرض فلم ( العراق الجديد ) الذي أعده كامران إبراهيم، ومدير إنتاجه خليل ياسين، وهو من إنتاج تيار الديمقراطيين العراقيين في الدانمارك، وكان الفلم تعبيراً صادقاً عن خطل الشعارات الرنانة، التي تتحدث عن الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، إذ كشف الفلم وتفاصيله الحالة المزرية التي يعيشها شعبنا العراقي، في ظل أكوام القمامة والأوحال، وإنعدام الخدمات، كما يعرض الفلم أيضاً شهادة حية على لسان الشهيد هادي المهدي ، وهو يتحدث في المؤتمر الصحفي الذي نظمه بعد إطلاق سراحه، عن تفاصيل تعذيبه الجسدي والنفسي، وما فعل به جلاوزة السلطة الحالية، وأجهزة قمعها وإرهابها، خلال فترة إعتقاله، لمشاركته في تظاهرة 25 شباط الماضي!

بعد الفلم إعتلى الشاعران المبدعان سليمان جوني وباسم الأنصار المسرح ليقدما حواراً شعرياً مؤثراً، من بين قصائده قصيدة {أصدقاء} للشاعر سليمان جوني هذا نصها:

يُشدُّون على يديَّ ، كُلَّمَا نظروا إلى وجوههم في المرآة .
يقولون: شكرا لك ، تلك القبور لم تكن تليق بوجوهنا . وجوهنا واسعة وعليها عصافير ميتة ، وهذه المرآة بلا اشجار  وابارها عميقة جدا مثل جرح في كتاب .
كانت وجوههم تضيء كما لو انها قد خرجت قبل قليل من الفرن ، وكانت ايديهم خالية  من الساعات وفي أكفهم وشم لعملات معدنية قديمة تصدر اصوات غريبة كلما حركوا كلماتهم    .
قلت لهم  : هذه ليست موسيقى ، هذه اكياس في داخلها مسامير وانهار وايام نيئة .
في الليل يَمْضونَ ويُتْرَكُونني وحدي ، تحاصرني كَلِماتهم الطيبة وقبورهم التي  تَمْلأُ الغُرْفَة .
ثم القى المنسق العام لتيار الديمقراطيين العراقيين في الدانمارك الزميل هاشم مطر كلمة التيار والتي جاء فيها :
(مات هادي وغادرنا مُطلقاً شذى أوراده العطرة، فهل نشمها، أم نستغيث، أم نشتم؟ ذلك السؤال الذي ما إنفك يلازمنا من دون إجابة! أما أن يكون هادي حاضراً بيده أوراق، تلك التي كانت مسودات مشروعه النبيل، يجند معلولي الروح ومُعاقي الحروب، أهل مفقودي الأثر، ومن غادر ولم يرجع، من مات بعيني قديس جيفاري مبتسم، من تركه الطغاة طعماً للبراري، من مات في حلبجه، ومن دفنوه حياً، من إغتالته الكواتم، من هجروه وهاجر ومات هناك، حيث لا تلف روحه سوى ريح بصفير موحش! عزْفٌ في الهواء الطلق، هكذا أراد هادي، وهو يُطلق فينا أغنية، أن نكون هنا وهناك، فتكون لنا ألف مهمة. ما أراده هادي في الوطن ننشده بغربتنا، نروف جراحنا بصبر، ونُطلق مشروع هادي كل يوم. في الوقت الذي يستعد فيه رفاق هادي لعقد مؤتمرهم في بغداد ، من أجل إستكمال مشروعهم الديمقراطي، نكون قد أنجزنا أول نداء وهو { بيان لندن } الذي يشكل دعوة مشتركة بين تيار الديمقراطيين العراقيين في الدانمارك ونظيره في المملكة المتحدة، وبه ستتحد قوى التيار الديمقراطي في الخارج، كما أراد هادي، أن تكون الدفة الأخرى للمركب المبحر نحو حرية البلاد ).

بعد الزميل هاشم كانت كلمة منظمات المجتمع المدني العراقي في الدانمارك ألقاها الزميل ناصر السيداوي وجاء فيها :
(إنه هادي المهدي الذي أصبحت كلماته مطارق تدق رؤوس المتنفذين الفاسدين الذين يحاولون اليوم بناء ممالك، حالمين بأن عصر الإختلال سيدوم. نعم ما حققناه، يقول هادي {ما حققناه إننا دفعنا المالكي وليومين أن يقف ويقول كلماتنا وشعاراتنا ومطالبنا المشروعة، بدولة عادلة، لانهب، لا فساد، ولا مزورين، ولا نخب يتحكمون} لكن للحقيقة وجه واحد، فهي تشهد إنجازاً واحداً شاهده هادي بنفسه، عندما أختطف وعُذب وأرهِب بمنهجية لا تختلف عن منهجية البعث الصدامي أنذاك! بسبب نشاطاته وإشتراكه الفعال في الإحتجاجات العراقية النبيلة، مع أخوته المناضلين، من أجل حياة أفضل . ماذا فعل هادي كي يقتلوه؟ قتلوا هادي لكنهم لم يعلموا أن الأبطال لا يموتون! وإن عار الجريمة سيلاحقهم إلى أبد الآبدين).

وبعد هذه الكلمة، إعتلت المسرح زوجة الشهيد، السيدة ميديا رؤوف، وصديق الشهيد وزميله والمساهم معه في التظاهرات الجماهيرية في ساحة التحرير، القادم تواً من العراق، الشاعر والإعلامي أحمد عبد الحسين، وقدمهم الفنان خليل ياسين ليتحدثا عن الشهيد، عن محطات من حياته الزاخرة بالعطاء الفني والنضالي، وقد إستهلت السيدة ميديا حديثها بقراءة رسالة مؤثرة، من (هيوا) وهو الأبن ألأكبر للشهيد، وفي رسالته عبر الأبن المفجوع، بهذا الغياب المأساوي لأبيه الغائب عنهم من سنين، عن وعي وإصرار مبكر، وعن إعتزاز كبير بالطريق الذي إختاره الأب، من أجل شعب ووطن وقضية عادلة، وقال إنه لفخور عندما يرى عشرات الألوف من العراقيين، وهم يهتفون ويكتبون ويرددون ( كلنا هادي ).

كما تحدثت السيدة ميديا عن ظروف إعتقال هادي، وعن مشاريعه لمغادرة العراق، وعن طريقة إغتياله. أما صديق الشهيد، الشاعر أحمد عبد الحسين فقد تحدث عن الإحتجاجات الشعبية في ساحة التحرير، وكيف تتحول بغداد أثنائها كما ساحة حرب، حيث الأسلاك الشائكة، وعشرات ألوف من القوات والمدرعات والجيش والشرطة، وإغلاق الشوارع والأزقة، وإستنفار إعلامي وفتاوي وعشائر، وكل ما يدلل على إن الحكومة خائفة ومرعوبة، من هذه الجموع المتواضعة.

ثم قرأ الشاعر أحمد نصاً شعرياً له، كان الشهيد هادي يعتز به كثيراً ويؤثره على غيره من النصوص، كما تحدث عن ظروف إعتقال هادي بعد تظاهرة شباط، والتهديدات التي تلقاها بعدها، وعن حديثه معه على الجات، صبيحة إستشهاده وإصراره على المشاركة في تظاهرة الغد وتخطيطه لما سيفعله أثنائها، إذ إقترح أن ننظم قراءات شعرية داخل الساحة، كما تحدث عن مشاركة هادي المفترضة، في وقت إغتياله، في مهرجان تونس المسرحي، لولا عرقلة المتنفذين وأزلام السلطة والمحسوبين عليها من جوقة المثقفين!

ثم تحدث الشاعر عن قضية التشييع الرمزي للشهيد والذي شارك هو فيه، لكن السلطة منعته وصادرت التابوت الفارغ الذي حمله المشيعون، مما إضطرهم لمواصلة المسيرة حتى الساحة، وهناك وجدوا صور هادي في كل مكان، وعلى أكف المتظاهرين، وكان يوماً لهادي بحق. كما أكد الشاعر في ختام حديثه أن هادي تحول لأيقونه ولرمز للمثقف الفاعل، المثقف المضحي، وبفعله البطولي كسر هادي الصورة النمطية للمثقف المُداهن والمراوغ والسلطوي والمنزوي واللامبالي، والتي كانت شائعة عن كثير من المثقفين العراقيين .

ثم جرت بعض الإستفسارات والمداخلات من جمهور الحاضرين لتختتم الأمسية التي إستمرت عدة ساعات .
داود أمين

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced