كن زورباويّا ، كن مع الإيمو ، كن متمردا لا محافظا !...
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 14-10-2011
 
   
خلدون جاويد
طلب نيكوس زوربا من كازنتزاكي أن يذهب معه الى كريت على ظهر الباخرة . ولكنْ بين الطلب والاستجداء فارق . والأناقة تقتضي أن يكون عنده ثمن لتذكرة السفر !وهذا وفق المنطق ومقتضيات العقل . الاّ أن التعقلن شيء والزورباوية شيء آخر . انه قنـّاص فرص الحياة جوّاب تيه جميل يفضي الى فرح أو لا يفضي فالأمر سيان. ان الحياة معنى ولامعنى ! شقاء ومرح ! وربما ضحك جنوني . عبث كامووي ، بل كآبة عميقة كما يقول الفيلسوف سارتر. علينا أن نرد على الكآبة والبكاء بالزوربَوية . بالتحررمن الموجبات والمقتضيات . اذ يمكن السفر الى أي مكان في العالم من دون تحوّط ولا إعداد . الإيمو يسفرّك ! أي اللعب اللخبطة المغامرة الإختلاف الخروج على الخط ! .
عندما قال كازنتزاكي ولماذا آخذك معي الى كريت ؟
قال ولماذا تريدون سببا لكل شيء خذني معك وانتهى !. إنها زوربوية بأصالة وجدارة وشموخ ! .. لماذا هي حياة ؟ ولماذا هو موت؟ ولماذا لا ولماذا نعم . كل هذه الإمور بلامعنى . اعمل أي شيء سواء كان له موجب او لم يكن . كلمة السر الإيمو Emotion .
ولماذا نبكي في المواجع ؟. دعنا نغيّر الأمر . زوربا قام بالتغيير اذ رقص من شدة الألم يوم مات طفله . رقصة زوربا وموسيقى زوربا غدت اليوم مأثرة ً شعبية ، تقليدا للفرح الدامع والتعبير المأزوم . و"الطير يرقص مذبوحا من الألم " والسؤآل لماذا تريدوننا أن نبكي بطريقتكم ونرقص وفق قوالبكم ونقف في طوابيركم ؟ .
زوربا رقص يوم انهار المشروع برمته "المنجم وجسر جذوع الاشجار " نفض كل الأمر كما ينفض ذبابة وراح يعد الطعام ويشرب النبيذ المسكر الذي انتشى به ونهض ليرقص رقصته الهمجية الجنونية التعبيرية التي يسحق الخيبة في كل حركة من حركاته بل يرفس كل شيء تحت كعبيه . دعوا حركة الشباب تثور ثورتها سياسية كانت ام اجتماعية والثانية في مقياس من المقاييس هي الأخطر .
رقص زوربا يوم أخبره رب العمل بأن عملهم هو مجرد من قصدية ما ! انهم يعملون لكي يُشعِروا الآخرين بأنهم اصحاب مشروع مهم ! ولكي لايرمي اهل القرية الطماطم على رؤوسهم. لقد فرح للعبث فراح يرقص مماهاة ًومجاراة ً وبما يُعامد ويُجابه الفعلَ بمعادل موضوعي . وهنا لابُد من القول :عبث الايمو من عبثكم يامن لم تتركوا اي معنى للصدق . ولم تجودوا بأي بديل لسقوط المشاريع .
علينا بالرقص أي الانتفاض اي التشظي برد الفعل التعبيري الجسدي المضاد للتسكين والتحنيط والتسجين والتنميط والتقولب علينا بالقفز والصراخ كالطفل في نفوره وانفعاله . علينا أن نتقافز كالخيول غير المدربة لنسقط من يُلجمنا .
لقد كسر زوربا القاعدة يوم أخذ يفرح مع كل إمرأة وكلما كان ينتهي من الفرح كان يقص خصلة من شعر شريكته في "الفرح" ويلقيها في كيس الى أن امتلأ الكيس فجعل منه وسادة والى أن بللها الشتاء بالمطر ذات يوم فأطلقت رائحة غير مستحبة ولحظتها قام زوربا باحراقها والتفرج عليها وتلك لعمري أيام الحياة في كل خصلة زائلة .
قال أحد أصدقاء الإيمو : عندما لاتتعقلن الحياة بميزان العدالة فلا بد من الرد عليها بالنضال واذا لم يُجد ِ فلا بد من اسقاط كل قيم المهيمنين في مرحلة تاريخية ما . لا بد من الرد بالسخرية والضحك الهستيري والكوميديا السوداء والعربدة والسكر والرقص والمودا والتقليعات والصرعات المغايرة وسريلة الأدب وتهشيم اللغة واسقاط المواثيق الجائرة وتغيير اساليب الحب والجنس والفرح والمأكل والملبس لا بد من التهديم وخيانة السائد والمحافظ . لا تقولوا لي حرام وممنوع ومجتمعنا محافظ أنا لا اصدقكم ولا اؤمن بما تؤمنون انتم كذابون وغشاشون ومنافقون . أنا اعضّد كل حركة احتجاجية كل صرعة كل وثبة كل غضبة لثوار كانت أم لعاهرات .
لابد من تثوير زوربا أيضا . لابد من الرد على الخيبة السياسية والحياتية بطرد كل المباديء العفنة التي أدت وتؤدي الى سرقة الجيل ماديا وروحيا . لابد من تكذيب كل المقولات البلاغية المغشوشة التي استعملت ضد الجيل الجديد . لابد من حرق وسحق ومحق . حرق العقليات الرجعية . سحق صروح الظلم بكل اشكاله . محق اللصوص .
واذا كان زوربا ثوريا في النط والقفز وردم الكآبة فانه محتاج ايضا ان يثور على المجتمع القديم وان يحرض المرأة ضد عقلية الرجل الشرقي السجان الأول والأخير سجان البيت والحزب والايديولوجيا والمجتمع . لقد تياسر زوربا فبعث لنا بنسائم الحرية الليبرالية ولكنه تيامن فسقط في محاورة عجيبة مع كازنتزاكي يوم قال له اذا عملنا على مساواة المرأة بالرجل فاننا نعمل على اغراء الدجاجة ان تصبح ديكا . انه يطلب ان لانفتح عيون الناس على التحرر والتساوي . وانه يرى أن تظل عبودية الرجل للمرأة هي السائدة والرأسمالي أن يمارس دوره باعتباره انا ربكم الأعلى انا المدير ولا رفقة بين الطبقتين .
ان المجتمعات التي تعاني آثار الحروب والصراعات السياسية والنهب والقتل والسرقات ، هي أول من يتفجر ضد كل المبادئ العاهرة والداعرة التي أدت الى تحويل الحياة الى جحيم لايوصف . وإن مجتمعنا هو أحد أفجع هذه المجتمعات .
زوربا ضرورة لحركة شبابية عرفت وايقنت كم المحيط حرامي وغشاش . رامبو ضرورة في ثورته . حسين مردان في عريه . نزار قباني في نزغاته وغزلياته عبد الأمير الحصيري في صراخه وعقوقه ، النؤاسي والخيام في الكأس والنغم والفرح الذاتي .
لابد من كسر الجرار جميعا لأنها تعفنت بماء آسن لايصلح للشرب .
نحيي حركة الإيمو ونتمنى لها أن تتغذى لا بالتمرد فقط بل بالتعبير الاعلامي عن نفسها وعن ضرورتها الرافضة والمتمردة . وندعو كتـّاب الحرية الى الكتابة عنها وتعضيدها .
إن الذي ورد في بعض الكتابات عن شبابنا الطالع من جحيم الحروب والاختلاسات قد أساء الى الشباب الإيموي وذلك لأنه يريده أن ينضوي تحت أوامر الشرطي والمحافظ ورجل الدين . لا ألف لا . الشعار الجديد هو " أنا إيمَوي ولن أنضوي ".

*******
ـ توْق ٌ أخير ٌ : هناك مظاهرة من نوع آخر قد ظهرت للعيان ... هناك خطيب شاب جديد نادى بأعلى صوته : لاتتدخلوا في مأكلي ومشربي وتصرفي وطريقة تفكيري كفى كفى كفى هيمنة على الجيل . بالحرية وحدها سننتصر . ولتعلموا أننا لسنا ارقاما مبرمجة لصالحكم ولا أحذية تحتذونها . نحن لسنا عبيدا لكم . نحن جيل خارج على التقاليد العفنة الدموية الموتورة المتهارشة الحاقدة على بعضها المتحزبة والمتحاصصة . نحن فراشات النسيم نريد أن نفرح رغم الدموع والجراح التي خلفتموها في عيوننا وقلوبنا . نحن إيمو المتمرد ، وزوربا المشاكس !
12/11/2011

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced