احتفاء لاول مرة بـ (يوسف عمر.. نغم المقام الخالد)
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 04-11-2011
 
   
عبدالجبار العتابي
زارع البزرنكوش حضر في (الليلة حلوة).. نهارا !!

احيت دائرة الفنون الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة العراقية يوم الخميس ذكرى قاريء المقام العراقي الخالد يوسف عمر بأقامة مهرجان احتفى به عشاقه وزملاؤه بتلك القراءات التي كان صوته فيها ينبعث من ارجاء القاعة فيما كانت صورته تحاكي الحضور بتلك الحركات والاهتزازات التي تميز بها وهو يشرح حنجرته للسامعين.
ساعتان من المتعة والطرب والمؤانسة عاشها الحاضرون في قاعة الرباط الكائنة في شارع المغرب بالاعظمية وهم يستمعون الى قراءات مختلفة من المقام العراقي خاصة بمطرب المقام الراحل يوسف عمر، بمرافقة الانغام الجميلة المنبعثة من تلك الالات الموسيقية التراثية التي كانت لها نكهتها الخاصة، تلك القراءات اداها عدد من قراء المقام المعروفين فأجادوا وتفاعل معهم الجمهور الذي طلب المزيد ولكن الوقت لم يسمح بذلك مثلما ان البرنامج كان على هذا التميز الاحتفالي حيث اقيم المهرجان الذي حمل عنوان (يوسف عمر.. نغم المقام الخالد) ونظمته دائرة الفنون الموسيقية
وقدمت فيه اولا فرقة بيت المقام في بغداد (مقام حليلاوي) مع اغنية (مروا بنا من تمشون/ بلجي على حالي تحنون/ تاه العقل صار مجنون/ سهران ليلي ما انام / جيبوا حبيبي الاسمر ) اداء الفنان جبار ستار، ثم قدمت فرقة بيت المقام العراقي مقام (شرقي رست) مع اغنية (الليلة حلوة) اداء قاريء المقام الرائد عبد الجبار العباسي، ثم قدمت فرقة رواد المقام مقام (بنجكاه) مع اغنية (مرابط) ثم مقام (حجازي كار) اداء الفنان قاريء المقام الرائد خالد السامرائي، ثم جاء دور فرقة انغام الرافدين لتقدم مقام (النوى) مع اغنية (يل زارع البزرنكوش) اداء الفنانين طه غريب وستار ناجي وصباح هاشم، وكانت فرقة ناظم الغزالي مسك الختام للمهرجان حين قدمت مقام (حكيمي) مع اغنية (ما حن عليه) واغنية (سلمت القلب بيدك) اداء الفنان نجاح عبد الغفور، وجميع تلك الفعاليات اعادت الحاضرين الى اجواء الاصالة لاسيما ان اغلب الحضور كان من كبار السن الذين ابتهجوا كثيرا فكانت ايديهم ترتفع مصفقة لكل نبرة صوت معبرة يطلقها قاريء المقام، وقد عبر العديد منهم عن سعادتهم بهذا الاستذكار الجميل الذي هو تقدير لعطاء يوسف عمر فضلا عن انه تنشيط لفن المقام الذي غاب كثيرا عن الساحة.
يقول موفق البياتي مدير بيت المقام في بغداد : الفنان الحاضر في الذاكرة، في ذاكرة العراق عندما شاءت المصادفات ان يلتقي يوسف عمر عام 1948 بأحد الخبراء في اذاعة بغداد واسمه سلمان ليخبره بأه له رغبة في قراءة المقامات العراقية وانه يمتلك القدرة على ادائها، فكان له ذلك واجتاز الاختبار بكل جدارة عندما اختار اصعب المقامات وهو مقام الرست وبقصيدة (غيري على السلوان قادر/ وسواي في العشاق غادر) فأدهش بها اعضاء اللجنة واصبح قارئا معتمدا في اذاعة بغداد، ومن هنا بدأ رحلته مع المقام، فاستمع الى القبانجي وتأثر به الى حد كبير واخذ من اسطواناته طريقته الاولى في الغناء وحفظ جميع اشعاره ومقاماته واصبح هذا التأثر واضحا من خلال الاستماع الى تسجيلاته الصوتية واخذ يتابعه فنيا اينما حل حتى اعتقد انه لا يستطيع التخلص من حالة التقليد هذه ولكنه استطاع فيما بعد ان يوجد لنفسه شخصية مستقلة من خلال سماعه الى الرواد القدامى مثل رشيد القندرجي وسلمان موشي وجميل البغدادي ويوسف حريش وعباس الشيخلي وجميع المدارس المقامية الاخرى التي سبقته وان يستقل بشخصيته التي تميز بها.
واضاف : يوسف عمر استطاع بتميز اسلوبه الجماهيري ان ينقل المقام من حالة الترف وبيوت الاثرياء التي سادت في فترة من فترات الزمن الى الواقع الشعبي من اوسع ساحاته وبجميع مستوياته الاجتماعية وكانت اباعاته على مدى 40 عاما من العطاء الثر قد اغنت المكتبة الموسيقية الاذاعية والتلفزيونية بكم هائل من التسجيلات الصوتية بفن مقتدر وراقي استطاع ان يرسي قواعد مهمة في اصول الاداء النغمي والتحرك المحسوس والمحسوب بمساراته اللحنية،وصال وجال في اعماق قالب المقام وسخر فنه في ترسيم قالبه وهذب ورتب اوصاله واحكم سيطرته في الاداء اللفظي واللحني حتى اصبح مرجعا تعليميا من خلال تجميعه لفن المقامات العراقية بالاشتراك والاتفاق مع الفنان القدير المرحوم شعوبي ابراهيم وشرح فيه الاخير كل مقام من المقامات على حده واعطى لكل جملة شعرية وغنائية حقها في التصويب والتوضيح كما احيا عددا من المقامات التي كادت تنسى، يوسف عمر ابدع في (البستات) التي رافقت المقامات ونقلها الى اذهان الناس بشكل فني راقي راقت لها اذواق المستمعين.
اما الفنان الدكتور هيثم شعوبي فقال : المهرجان استذكار لما قدم الفنان الخالد يوسف عمر من عطاءات في مجال المقام العراقي والبستة البغدادية، اذ يعد الفنان الراحل مدرسة في مجال المقام العراقي لما يمتلكه من خزين نغمي في هذا اللون العراقي الثر، والحديث عن الفنان يوسف عمر هو حديث عن المقام وعن انجازات هذا الرجل الذي استطاع ان يثبت اركان هذا الفن ويوسع مجالات نشره للمتلقين، حيث كان المقام العراقي محدودا في بعض المناطق فأستطاع ان ينشر هذا الفن في عمو م بغداد وفي عموم العراق ويصبح سفيرا لهذا الفن بعد ان كان محدودا، كما انه استطاع ان يشكل ثنائيا مع الفنان الراحل شعوبي ابراهيم في خان مرجان وحفلاتهما الشخصية ويقدمان اللون البغدادي الاصيل من مقامات وبستات واغاني عراقية، وايضا الفنان يوسف عمر لايجيد فقط فن المقام وانما كان يجيد (الابوذية) و (العتابة) لتأثره بالمطرب ابو جيشي والمطرب عبد الامير الطويرجاوي في مجال الابوذية، وايضا فأنه يمتلك حنجرة قوية مؤثرة في المتلقين والسامعين وله جمهوره الواسع، يعني ان اكثر قراء المقام من منتصف القرن العشرين وصعودا اكثر انتشارا واكثر تأثيرا بهم هو الفنان يوسف عمر.
واضاف : اهمية هذا المهرجان تكمن في انها استذكار الرموز واعلام الفن في هذا البلد، يعني ليس من كل من يتوفى ننساه، بل يجب ان يستذكر في مهرجان وان يكون له تقدير لمكانته وتقدير للناس الذين يعملون ايضا في الوسط كي يعرفون ان غدا اذا ما قدموا عطاء وتركوا بصمة سيتم استذكارهم ايضا.
فيما قال قاريء المقام خالد السامرائي : هذا المهرجان من الطراز الاول حيث انه يقام لاول مرة على شرف دائرة الفنون الموسيقية بتوجيه من وزارة الثقافة، ويشرفني انني شاركت وقدمت احلى ما قدم يوسف عمر هذا الفنان الكبير الذي توفي قبل 25 عاما وما زالت قراءاته للمقام وبستاته تحضى باهتمام الكثير من محبي المقام وهو علم من اعلام هذا الفن العريق.
واضاف : المهرجان احيا ذكرى رائد كبير من رواد المقام العراقي يستحق الكثير، وللمهرجان صدى جميل في نفوس العراقيين لا سيما عشاق المقام حيث كان الاحتفال متنفسا لهم بعد ان كنا نقيم الاماسي كل يوم جمعة ولكننا حرمنا منها بسبب الظروف ولكننا عازمون على اعادة هذا المتنفس، وانا اشكر وزارة الثقافة ودائرة الفنون الموسيقية لانهما تستذكران رموز الفن الكبار وتحيان فنونهما.
يذكر ان يوسف عمر.. ولد عام 1917 في محلة جديد باشا بشارع الرشيد، واعتزل المقام عام 1985 بعد تدهور حالته الصحية وتوفي ليلة 14/15 تموز / يوليو عام 1986 أثر نوبة قلبية.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced