يتصاعدُ الدخانُ من سيجارة امكِ ، وهي منهمكة بالكتابة عن الحب ، وحرية الزواج ، فيما أنتِ ، في زاوية غرفتكِ ، تنتظرين متى ينشقّ الجدارُ ، فيظهر فارسُكِ المخلّص ، الذي انتظرتِ من أقدم العصور، لكن دمعة ما تسقط ، دمعة اكبر حجما من العالم تسقطُ ، فجأة ، من السقف ، ثم يفور التنورُ : تهبُّ العاصفة ، وينبجسُ الماءُ من شقوق الحيطان ، فيجرفُ صور القبيلة ، السوط ، الأقفال والمفاتيح ، ثم يخلع الكتب من الرفوف ، فينكشف الهيكلُ العظمي للأفكار ، وتطفو الصحفُ ، المقالات ، والطاولة : ينكفيء الحِبرُ على التقاليد والاعراف ، ويهزُ الاعصارُ شجرة العائلة ، فتتهشم الأغصانُ ، وتتساقطُ أوراقُ التوت ، والبنادقُ ، والخناجرُ ، و ..
ـ لماذا فتحتِ حنفية الماء ، أيتها المجنونة ؟
تصرخُ امكِ الطافية فوق الطاولة ، وحرية الزواج ، والحب ، والعصيان ..
ـ ألم أمنعكِ من البكاء ؟
وأنتِ ، في زاوية الغرفة ، تنتظرين متى ينشقّ الجدارُ ..
مرات القراءة: 4040 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ