تكبر الهوة...وأطرافها تتوسع
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

أطيعُ وهمَ أصابعي وهي تومئ لخيال هارب، فينكسر شعاع شمس الحب  بعينيك، وتغدو ابتسامات الأمس هواجس حزن تحيط ُ بهالة الفرح المفترض، مادام الوطن هذا الذي اشتهيناه قمرا يوشك أن ينتحر، ويتشظى جسده وذرا بين أنياب ذئاب برية الطبع والتطبع، تبيح لنفسها استباحة كل شئ فيه، وإذ تشتد بروحها هيمنة الاستحواذ الكلي، يبدأ صراعها على المكشوف، فلا خاسر في هذه  اللعبة سوى الوطن والفقراء فيه، وما أكثرهم في هذا الزمن الذي تتحكم أصابع حكامنا في دوران عقارب بؤسه، حيث اليمين اتجاها والنوايا غربا لزيادة أرصدتهم السرية في البنوك الأجنبية، مادامت بالنسبة لهم لا فائدة ترتجى من البنوك الوطنية، ومالهم والوطنية هذه النغمة النشاز!! والتي لا يعزفها غير المفلسين من مقاعد البرلمان!!، والنافضين أياديهم من السحت الحرام!!
أطيعُ وهمَ أصابعي وهي تومئ لخيال هارب، فينكسر شعاع شمس الحب بعينيك، وتغدو ابتسامات الأمس على جبين الوطن مجرد ابتسامات حزن، يبتسمها الوطن خجلا كي لا تضيع هيبته كليا، فالحكام غير قادرين على حفظها، مثلما غير قادرين على حفظ ماء وجوههم، فقد أضحى ووطننا وأضحينا أضحوكة لكل العالم بفضل حكامنا، الناس في الصباحات تصحو على سماع كل شئ جميل، ونحن نصحو على سماع أصوات الأنفجارات  والاتهامات، الكل يتهم البعض والبعض يتهم الكل ولا دماء على الأرصفة غير دماء العراقيين، وكأنهم منذورون  قرابين لفشل حكامنا في أدارة شؤون البلاد،  أو دفع فاتورة حساب خلافاتهم الواضحة المعالم والنوايا، فالكل منهم يدعي الحرص على هذا الوطن المبتلى، والكل منهم يدعي أساس خلافه مع الأخر مصلحة هذا الوطن المبتلى، ولا شئ في الحقيقة غير أن الهوة بينهم تكبر وتتوسع أطرافها.
أطيعُ وهمَ أصابعي وهي تومئ لخيال هارب، هو في الحقيقة خيال الحب في وطن يرتجف خوفا على أبناءه، يرتجف خوفا من سطوة الحكام وعنجهيتهم، مثلما يرتجف خوفا من الذين لا يريدون له غير الدمار والموت، وما أكثرهم في هذا الزمن الباهت اللون والطعم، حكامنا يتفاخرون زورا ببناء الوطن، وهم غارقون في خلافات لا تفضي إلى شاطئ آمن، بل ستجر الجميع إلى أعماق بحر الطائفية الذي سيغرق به الجميع.
أطبعُ وهمَ أصابعي وهي تومئ لخيال هارب، أظنه خيال الشاعر المكتوي بنار الحكام، حيث يغني شعرا لا يخشاهم ويروي حقيقتهم.
( وتظل تقارن عمر ما بين ذاك وذا
الصافي إلك تصطلي بنيران شره وأذاه
لو كتله فدوه الشعب محروگ گلك وإذا
مادام أنه بالحكم حيل وعساه بأنگس)

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 28-12-2011     عدد القراء :  1966       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

المهرجان العربي والكلداني
 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced