2011.. عام التظاهرات والانسحاب
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 31-12-2011
 
   
بغداد/ خلود رمزي
يستحق عام 2011 بحق لقب "عام التظاهرات، والانسحاب" كونهما الحدثين الأبرز في البلاد اللذين ميزا هذا العام. فالتظاهرات انطلقت بشكل غير مسبوق في ساحة التحرير في بغداد وباقي المدن العراقية، احتجاجا على سوء الخدمات والمطالبة بالإصلاح السياسي



ومحاسبة الوزراء الفاسدين، وانتهى العام بانسحاب آخر الوحدات العسكرية من العراق.
شهد يوم 25 شباط انطلاق اكبر حملة تظاهرات في العراق أسقطت محافظ البصرة، ومحافظ الكوت، فيما تعرض المتظاهرون في بغداد إلى اعتداء مباشر من قبل الأجهزة الأمنية؛ سقط فيه أربعة قتلى وعدد من الجرحى. حملة التظاهرات استمرت أكثر من أسبوعين، قبل أن يعلن رئيس الوزراء نوري المالكي في آذار الماضي منح المسؤولين مهلة (100 يوم) لتحسين الخدمات في مدنهم، لكن المهلة انتهت من دون نتائج.
إلى جانب ذلك شهد عام 2011 مجموعة من الأحداث السياسية، والأمنية، والاقتصادية التي عكست واقعا مضطربا على البلاد.
فالعام الحالي بدأ بحكومة غير مكتملة خلت من وزراء الأمن، وتصاعدت حدة التوتر السياسي لاحقا، لتحول دون اكتمالها.الخلافات السياسية وصلت إلى ذروتها، وتسببت في انقسام بعض الكتل على خلفية تضارب المواقف من تشكيل الحكومة، والمشاركة السياسية. ففي آذار الماضي أعلن تسعة نواب في الكتلة العراقية، التي يتزعمها إياد علاوي عن انفصالهم وتشكيلهم كتلة جديدة، أطلقوا عليها تسمية "العراقية البيضاء"، ترأسها النائب حسن العلوي. وحدث انشقاق مماثل في صفوف الائتلاف الوطني العراقي، وقرر المجلس الأعلى الإسلامي إعلان انفصال منظمة بدر عنه في تشرين الأول الماضي  أثناء احتفال المجلس بالذكرى 29 لتأسيسه، لكنه أرجأ الإعلان عن القضية لاحقا. السيد عمار الحكيم، أعلن عن تغيير اسم كتلته من الائتلاف الوطني العراقي إلى كتلة المواطن في آب الماضي، أما البرلمان العراقي فأقر في 12 من الشهر ذاته قانون حقوق الصحفيين، الذي واجه اعتراضات كبيرة من قبل الجهات التي تناصر حقوق الصحفيين وحرية التعبير. وفي 15 كانون الأول تم إنزال العلم الأميركي بمراسم رسمية إيذاناً بانتهاء قرابة 9 سنوات من الوجود الأميركي في العراق، وتلاه بعد يومين إعلان الرئيس الأميركي باراك اوباما انتهاء مهمة القوات الأميركية وحلف الناتو رسميا في العراق.
الأزمة السياسية في العراق، تفجرت من جديد في 22 كانون الثاني لتكشف عن حدة المشاكل الموجودة بين القادة السياسيين بصدور مذكرة اعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، على خلفية اتهامه بتمويل عمليات إرهابية والتحريض عليها.
الأوضاع الأمنية في البلاد لم تكن بمعزل عن السياسية، حيث شهد العراق في عام 2011 مجموعة من التفجيرات والهجمات التي أوقعت مئات القتلى والجرحى. ففي 18 كانون الثاني وقع هجوم انتحاري على مركز تجنيد في محافظة تكريت  سقط فيه 50 شخصا، وجرح 150 آخرون، وبعد يومين سقط العدد ذاته من القتلى في سلسلة هجمات في مختلف أنحاء البلاد، بينهم 45 قتيلا في تفجير مزدوج في مدينة كربلاء أثناء تأدية شعائر دينية.
وفي 28 من الشهر ذاته، قُتِل 53 شخصا في سلسلة هجمات في مختلف أنحاء بغداد، بينهم 48 لقوا حتفهم في انفجار قنبلة بمجلس عزاء.
شهر شباط شهد هو الآخر وقوع هجوم انتحاري على حافلة تقل زوارا، بالقرب من سامراء سقط فيه 33 ضحية، وفي 29 آذار سقط 58 شخصا وجرح 97 في سلسلة هجمات شنها مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة ضد مكاتب الحكومة المحلية في تكريت.
ومر شهر نيسان الماضي من دون أحداث أمنية كبيرة، لكن الهجمات عادت مجددا في 5 أيار حيث قُتل 24 شرطيا، في انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مركز للشرطة في الحلة جنوب بغداد، وتبنى تنظيم "دولة العراق الإسلامية" الهجوم لاحقا.
وفي 19 من الشهر ذاته وقعت ثلاث هجمات في مدينة كركوك، سقط فيها 29 شخصا، غالبيتهم من رجال الشرطة.أما شهر حزيران فشهد وقوع ثلاثة هجومات كبيرة، الأول كان عن طريق انفجارين في اليوم الثالث من الشهر، استهدفا مسجدا وسط مدينة تكريت، والمستشفى الذي نُقل إليه ضحايا تفجير المسجد مخلفا 24 ضحية. أما الهجوم الثاني فوقع في 21 حزيران، واستهدف محافظة الديوانية، حيث دخل انتحاريان إلى المكان، واسقطا 26 ضحية، غالبيتهم من عناصر الشرطة، فيما أوقعت ثلاث هجمات في بغداد في 23 من الشهر ذاته خلفت 24 ضحية.
شهر تموز شهد هجومين انتحاريين، وقعا شمالي بغداد في الخامس من الشهر، قُتِل فيهما 35 شخصا، وفي 15 آب وقعت مجموعة من الأحداث الأمنية التي استهدفت عددا من المدن وأوقعت 74 ضحية، كما تسبب في جرح أكثر من 230 شخصا، وكان غالبية الضحايا من مدينة الكوت التي وقع فيها تفجيران انتحاريان. وفي 28 آب قُتِل 28 شخصا، بينهم نائب في البرلمان، في هجوم انتحاري استهدف مسجدا كبيرا في بغداد، وأشارت أصابع الاتهام حينها الى تنظيم القاعدة.
المشاكل على الحدود الإدارية بين مدينتي كربلاء والأنبار، تعمقت بشكل أكبر عقب وقوع هجوم مسلح في 12 أيلول على زوار قتل 22 منهم أثناء عبورهم محافظة الأنبار في طريقهم من كربلاء إلى سوريا. وفي 27 تشرين الأول سقط 32 ضحية، وجرح 71 آخرين في انفجار قنبلتين على جانب الطريق شمال بغداد.
ورغم الهدوء النسبي في الجانب الأمني في شهر تشرين الثاني الماضي، إلا أن الهجمات عادت لتستهدف مجموعة من الزوار في 5 كانون الأول وأسقطت 29 ضحية كانوا يستعدون لإحياء مراسيم عاشوراء.الأحداث الأمنية توالت بشكل مفاجئ عقب الأزمة السياسية بعد صدور مذكرة اعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وشهدت بغداد وقوع سلسلة من الهجمات المنسقة في 22 كانون الثاني أوقعت 57 قتيلا و176 جريحا، طبقا لإحصائيات وزارة الصحة العراقية. وفي 27 كانون الأول، تواصلت العمليات الأمنية بسقوط سبعة قتلى و30 جريحا في تفجير انتحاري استهدف وزارة الداخلية ، وأعلنت "دولة العراق الإسلامية" في الوقت ذاته مسؤوليتها عن سلسلة تفجيرات بغداد التي أطلقت عليها تسمية "غزوة الخميس".
العراقيون ودّعوا عام 2011 بجميع أحداثه، السياسية، والأمنية، والاقتصادية، وينظرون بعين من القلق تارة، والاطمئنان تارة لعامهم الجديد الذي يخبئ لهم أحداثا جديدة لن يتمكنوا من التنبؤ بها قبل وقوعها.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced