الجيش يحتفل بعيده التسعين.. من دون إحتلال
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 05-01-2012
 
   
بغداد/ إيناس طارق
"الجيش سور للوطن"، "جيشنا أمننا وسلاحنا لحماية وطننا"، الجيش العراقي  الذي يحتفل بعيد تأسيسه الـ90 وسط الكثير من التساؤلات والمجادلات السياسية  في إمكانية قدرته على بسط الأمن والنظام في الداخل، وحماية الحدود من أي  اعتداء خارجي،



بعد أن انفرد وأصبح هو الضلع الأوحد لحماية العراق بعد الانسحاب الأميركي، وهو الآن يستعد لعرض صنوف جيشه وآلياته الحديثة، التي أثير ضد البعض منها الكثير من التساؤلات في عقد صفقات الأسلحة التي كشفت لجنة النزاهة عن عدد من الملفات تضم في طياتها عقود شراء أسلحة تثير الشكوك، من حيث الأموال المصروفة أو نوعية السلاح . الجيش العراقي لم ينته ويبقى شعلة النور الوهاجة في الظلام.
وفي هذه المناسبة الذكرى الـ90 لتأسيس الجيش العراقي الباسل نهنئ جميع منتسبي الجيش ، ضباطاً وقادة، من الموجودين في الخدمة وخارجها الذين خدموا الوطن.

تحوّلات تاريخية
الجيش العراقي الذي مرّ بعدة تحولات تاريخية ابتدأت منذ تأسيس الجيش العراقي ومبررات تأسيسه، إلى موقف بريطانيا في إعاقة توسيع الجيش، عندما وجهت جهودها نحو تحقيق الموازنة بين بناء الجيش العراقي وتأمين ولائه للنظام، وعدم تهديده مصالح بريطانيا في العراق، ولذلك فرضت بريطانيا إشرافها على الجيش العراقي ووقفت ضد فكرة التجنيد الإجباري وبذلت جهوداً واسعة للحصول على سلطات إجرائية للبعثة العسكرية البريطانية للسيطرة على الجيش العراقي الذي اتجه نحو مناهضة بريطانيا، وبخاصة الكتلة القومية التي أوضحت مبادئها في الميثاق القومي سنة 1927، الذي كان أهم بنوده القضاء تدريجياً على نفوذ الإنكليز في الجيش، ولذلك وبسبب توقع اكتشاف النفط استمرت بريطانيا في موقفها المعارض للتجنيد الإجباري ولم تغير من واقع الإشراف البريطاني على الجيش العراقي شيئاً، وقد استمرت هذه الحال إلى سنة 1932، حين دخل العراق عصبة الأمم.

لا يضم تجهيزه آليات قديمةً
المحلل الأمني توفيق الياسري ذكر في تصريح لـ(المدى)"إن استعراض الجيش ليست فيه مبالغة لأنه قد جهز بأحدث الأسلحة ومنها الدبابات الأميركية المعروفة بنوع  "بارامز"، فضلا عن الأسلحة المختلفة والحديثة كما أن وحداته العسكرية جاهزة بكل صنوفها ولا يضم الجيش في تجهيز معداته آليات قديمة من "الجيش السابق"، فقد تم تقطيع جميع الأسلحة بدباباتها ومدافعها بقاطعات عملاقة عام 2004، بين المنطقة المحصورة بين مناطق "السيدية والمحمودية"،واستخدمت كخردة أو بيعت إلى الدول المجاورة .
وأضاف الياسري في حديثه قائلاً:الجيش العراقي الآن بحاجة إلى التوجيه المعنوي وتوعية المواطن وخلق نوع من العلاقة التفاعلية والتوافقية بينهما من اجل تحقيق الأمن والاستقرار من خلال زيادة الثقة بقدرة الجيش على حفظ وبسط الأمن ،وبين : لقد جهز جيشنا بطائرات(ca13) إضافة الى طائرات أميركية أخرى عددها 6 وصلت منها 2 وباقي منها 4، وهي تعتبر حديثة ومتطورة، كما تم شراء 18 طائره نوع أف 16، إضافة الى 18 طائرة أخرى، اشتريت نوع أف 16 ايضاً، قبل مدة قصيرة ،وبذلك يصبح المجموع 36 طائرة، وهذا بلغة الجيش يعتبر لدينا 3 أسراب من الطائرات، وهي قادرة على توفير الإسناد الجوي وحماية الأجواء العراقية ، وأكد الياسري أن الوقت الآن بحاجة لأن ننظر بنظرة تفاؤلية لا تشاؤمية إلى قطاعتنا العسكرية، وهي جديرة بالاحترام والثقة .

لجنة الأمن والدفاع
بينما أكد النائب شوان محمد طه عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية في تصريح لـ(المدى): العراق الآن يتمتع بسيادته الوطنية، ومن حقه أن يحتفل بجيشه في عيده 90، وهناك بعض الأمور يجب أن يتم التغاضي عنها من اجل زيادة الثقة بجيشنا، فهو يملك منظومة دفاعية عراقية متكاملة ،وان حدثت بعض الخروقات في بعض الصفقات الخاصة بشراء الأسلحة،فانه يجب تركها للنزاهة هي من تحكم  بذلك ، أما في ما يخص قطع الطرق من اجل نقل القطعات العسكرية وتعكير مزاج المواطن العراقي، فهناك حقيقة فهم خاطئ لفكرة بسط الأمن واستتبابه، وهذا قد يعود إلى الخوف من حدوث اختراق للوضع الأمني، لذلك الأمر يحتاج مسبقا لترتيب امني حتى لا يكون المواطن منزعجا ويتضرر من سوء التنظيم الحكومي .

تكريم الجيش بعيده
فيما أوضح النائب علي شلاه عضو دولة القانون في تصريح لـ(المدى): إن الاحتفال بعيد الجيش العراقي هو تكريم، فالقوات المسلحة العراقية من حقها التكريم لما بذلته من تضحيات من اجل استتباب الأمن، و6 كانون هو العيد التسعين لجيش باسل له ايجابيات وانجازات كبيرة تستحق أن تترك السلبيات التي حدثت في عقود الأسلحة، التي كشفتها جهات عدة، لأن القضاء وهيئة النزاهة يأخذان دوريهما في إثبات الحقائق، لذلك لا يمكن أن يُعكر جو الاحتفال بعيد الجيش العراقي بإثارة تلك السلبيات الآن .

الجيش
في درجات سلم التكامل
أما النائب جواد الجبوري من التيار الصدري فقد أكد في تصريح لـ(المدى) "جيشنا يستحق الاحتفال بعيده، وانه الآن في درجات سلم التكامل، وليس التكامل الكامل، فالجيش كانت لدية قناعة أن العراق وطن واحد، تعامل مع جميع الأحداث الأمنية التي مر بها العراق بوطنية ومهنية عسكرية، والاحتفال بذكرى تأسيسه هو رسالة من الشعب العراقي تؤكد أن الجيش سور للوطن، وقادر على إجهاض طموحات الإرهاب .

جاهزية القوات والجيش
يذكر أن  وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي  أكد "أن القوات الأمنية على أتم استعداد لحماية البلاد بعد الانسحاب الأميركي نهاية العام الحالي.
وأضاف الدليمي أن "استعدادات القوات الأمنية لما بعد الانسحاب تجري على قدم وساق، وتعبر عن جاهزية قوات الأمن العراقية بكل عناصرها، وأن هذه القوات ستكون قادرة على حماية العراق والعراقيين من أي سوء."
واستبعد أن يؤثر انسحاب القوات الأمريكية في الوضع الأمني. وقال إن هذا الانسحاب "سيعطي الحرية الكاملة للقوات العراقية بأن تبسط سيطرتها على كل شبر من أرجاء الوطن."
واعتبر أن "الوضع السياسي في العراق جيد، وغير مرتبك إلا أن هناك من يريد أن يعيش في حالة الارتباك لأنه لا يجد نفسه إلا في جو من الإرباك والقلق".

رصيد شعبي
هذه المقدمات كلها تؤكد أننا بحاجة إلى جاهزيات أخرى، قد تكون أكثر أثرا وأكثر فعالية ، بل أن الملف الأمني نفسه لا يمكن له أن يستقر ما لم يوازه استقرار سياسي. ولا يمكن تحقيق أي جاهزية أمنية ما لم تتوفر جاهزية وطنية ذات بعد سياسي واجتماعي وثقافي واقتصادي . فنحن نحتاج أولا الى تدريب العقل السياسي العراقي على التفريق بين ما هو خاضع لاشتراطات اللعبة السياسية والمناورات التي يبيحها العمل السياسي المحلي، وبين ما هو وطني غير خاضع للمساومة، وهو أمن العراق ومصالحه. ونحتاج ايضاً إلى أن تكون كتلنا السياسية بمستوى المسؤولية الوطنية والجاهزية الأخلاقية، وعدم تحويل الملفات الأمنية وملفات السياسة الخارجية، والأمن الوطني، إلى ملفات يجري التكسب منها سياسيا، والتربح منها لتحويلها إلى رصيد شعبي .

أثبت جدارة في المناورات
وفي السياق نفسه، تحدث النائب عن الائتلاف الوطني داغر جاسم كاظم في تصريح لـ(المدى): "الواقع يشير إلى أن الجيش العراقي اثبت جدارة عسكرية في المناورات والحروب مع الإرهاب، فقد كان دوره كبيرا في بسط الأمن وعودة الاستقرار في مناطق ومحافظات عدة ،وامسك بزمام الأمور ونحن لا ننكر أن تسليح الجيش يحتاج الى الأسلحة الحديثة والمتطورة؛ فالطائرات نوع أف 16، والدبابات ابرامز هي حديثة ومتطورة ونحن نقولها بكل صراحة إننا بحاجة الى جيش دفاعي لا هجومي، نريد توفير الحماية لبلادنا لا القتال مع بعض الدول، وهذا الأمر يعززه عقد الاتفاقيات الأمنية بين الدول المجاورة ،كما أن قادة الجيش العراقي الآن يشكلون نسبة كبيرة من الضباط القدماء الأكفاء، وهذا الأمر يعزز من خبرة جيشنا الذي يجب أن نحتفل به وبعيده بكل حفاوة وثناء .

الاستعراض دلالة الاستعداد
أما النائبة بشرى الكناني فقد أوضحت في تصريح لـ(المدى) قائلة: الشعب العراقي مسرور بخروج قوات الاحتلال، وهذه فرحة كبيرة يضمها إلى فرحة الاحتفال بعيد الجيش العراقي البطل في ذكرى تأسيسه الـ90 ،كما انه يثبت أن قواتنا الأمنية مستعدة لبسط الأمن والنظام والقانون والحماية للبلاد ،لكن هناك ملاحظة في ما يخص قطع الطرق وتعطيل المواطن وإصابته بإجهاد نفسي نتيجة قطع الطرق بسبب جاهزية الاستعراض، نتمنى أن تكون حكومتنا أكثر مرونة في ذلك، حتى يتحقق حلم المواطن بفرحة متكاملة بتأسيس الجيش، ونعتقد سبب قطع الطرق هو بسبب كثرة السيارات التي تسبب الزحام المروري لأن قواتنا الأمنية قادرة على حفظ الأمن واستتبابه، وأما الأسلحة التي جهز بها جيشنا فهي متطورة وحديثة ولا داعي للقلق، فالمواطن العراقي يجب أن يكون مطمئناً بأنه يملك جيشا قادرا ومقتدرا على حمايته من أي اعتداء داخلي وخارجي وقادرا على مواجهة الإرهاب، رغم وجود بعض النقاط السلبية، لكن جيشنا يستحق الفخر والاحترام .

اتصالات معلّقة!
حاولنا الاتصال بالناطق الرسمي اللواء الركن محمد العسكري لكن لا إجابة على هاتفنا، كما أن بعض النواب أجابونا مشكورين بعدم علمهم بموعد الاستعراض "كان الله في عونهم ."
وعلّق النائب علي العلاق في تصريح لـ(المدى): باختصار كبير أنهم مشغولون بجلسة البرلمان وسوف يشاهدون سلاح جيشنا أثناء الاستعراض هل هو حديث أم لا .
وفي وقت سابق، أكد النائب  عن لجنة الأمن والدفاع اسكندر وتوت انه سيقام استعراض عسكري كبير للجيش العراقي في 6 كانون الثاني المصادف يوم الجمعة من عام 2012.
وقال وتوت إن"استعراضا عسكريا سيقام احتفالا بمرور 90 عاما على تأسيس الجيش العراقي المتزامن مع الانسحاب الأميركي من البلاد". يذكر أن الجيش العراقي تأسس يوم 6 كانون الثاني عام 1921 في بداية العهد الملكي في العراق، ويحتفل العراقيون جميعا سنويا بهذه الذكرى من خلال استعراض عسكري تشارك فيه مختلف التشكيلات العسكرية. وأضاف أن "الاستعراض سيقام في ساحة الجندي المجهول ببغداد"، مؤكدا "أنه ستشارك فيه مختلف تشكيلات القوات المسلحة العراقية."

مواطنون يعبرون عن آرائهم
المواطن صلاح هادي (كاسباً) قال: "إن الجيش سور الوطن الحصين ويجب أن يكون على الحدود لا في الداخل وجيشنا معروف بتضحياته الكبيرة والتاريخ يشهد له بذلك... كل عام وقواتنا الأمنية بألف خير بينما عبرت بلسم محسن موظفة في وزارة الخارجية بالقول "جيشنا يستحق الحب والاحترام والثناء لكن فرحتنا خفت بعيدة، بسبب قطع الطرق يوم الاثنين من ساحة النسور ما اضطررنا إلى السير على أقدامنا حتى وزارتنا، ما ذنبنا بذلك وسؤالنا أليس قواتنا الأمنية قادرة على حفظ الأمن؟ مضيفة: من المهم تفعيل جاهزيات الجيش  من أجل تحقيق مشاركة المواطن في حماية الوطن، وحماية مشروع الدولة، "فنهاية أي دولة مرتبطة بشعور مواطنيها بعدم الاكتراث لها"، على حد قول صاحب نظرية العقد الاجتماعي جان جاك روسو، ما يعني أن مصير الدولة العراقية مرتبط بشعور العراقيين بالمسؤولية تجاه العراق.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced