حكايات العراقيين فـي حدود ومطارات الدول العربية
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 06-06-2012
 
   
بغداد / فرات إبراهيم
حينما نزلوا إلى المطار الأردني برفقة صديقهم الآخر الذي غاب عنهم سنين عدة وصلوا إلى ضابط الجوازات في المطار وما ان شاهد جوازاتهم حتى رماها جانبا واخذ يختم الجوازات الاخرى من مختلف الجنسيات بوجه بشوش وبعد مرور اكثر من ساعتين على بقائهم جانبا ،
احدهم رفض هذا الاذلال فصرخ بالضابط ( احنه عبيد عندك) فما كان من هذا الضابط الا ان يخرج من مكانه ويصرخ بالشرطة المتواجدين معه لينهالوا بالضرب والاهانة على هذا المواطن العراقي فحاول صديقهم ان يدافع عن صاحبه الذي تعرض للاهانة فما كان من الضابط الا ان انهال بالضرب على صديقهم الاخر فما كان من صديقهم الا ان يصرخ بأعلى صوته ( أنا مواطن أميركي وأطالب أن يكون سفيري هنا) ذهل الجميع لهذا الصوت فقام الضابط بتصفح جواز صاحبهم الذي اتضح انه يحمل جوازا اميركيا فما كان من الضابط الاردني سوى التوسل والركوع طالبا من هذا المواطن السماح، وبعدم اشعال قضية دبلوماسية يدفع ثمنها وظيفته ثم اجهش بالبكاء متوسلا ان يرحمه من هذا الموقف الصعب فقال له اختم جوازات اصحابي ودعنا نمر بسلام فقام الضابط بأخذ تحية له وقام بختم الجوازات مكرها.

هكذا يعامَل العراقيون في المطارات
محمد عبد الله  يرى أن المواطن العراقي لا يتمتع بالاحترام في مطارات العالم، يقول محمد إن العراقيين لا يسمح لهم بدخول عواصم عربية الا بعد معاناة كبيرة قد تصل الى رفض حتى الفيزا الموقعة من قبل السفير في البلد نفسه أما الدول الخليجية أو الأوروبية فابوابها شبه موصدة، بمجرد أن ينزل العراقي من سلم الطائرة، يقف أمام خيار التأخير والانتظار أو الخضوع للتحقيق، حسبما يضيف هذا الموطن الذي زار عددا من تلك البلدان وشاهد بعينه كيف يتعرض العراقيون الى الاجحاف والى التمييز عن بقية دول العالم .. مواطن آخر يقول أريد كلامي هذا ان يصل الى رأس الحكومة ووزير خارجيتها، هل يعلمون ما يعانيه العراقيون في حدود ومطارات الدول العربية . المنع من دخول الدول العربية شمل الكبار والصغار النساء والرجال بل وحتى الاطفال ومطار الملكة عالية في الاردن مازال مبللا بدموع العراقيين الذين دخلوا الاردن اما طلبا للأمان او العلاج فلم ينالوا غير الخيبة والخذلان والمعاملة السيئة التي تنتقص من حقوقهم الانسانية.

ما الذي يمنحه الجواز الأجنبي
تقول منى النجفي يمنحني الجواز النيوزلندي حرية كبيرة عند زيارة اقاربي المنتشرين في بقاع مختلفة من العالم العربي والغربي ، فلم احمل هم تقديمي على الفيزا وانتظار الموافقة او الرفض ، وهذه افضل مميزة يتمتع بها حامل الجواز الاجنبي ، لاسيما للمواطن العراقي الذي عانى طويلا من هذه الاشكاليات ، كذلك توفر فرص العمل والرواتب العالية ليس في الدول العربية فقط بل الشأن نفسه في تلك الاوروبية ، فعلى سبيل المثال انهت ابنتي دراستها الجامعية في نيوزلندا  وحصلت على عمل ممتاز في بريطانيا ، في حين لو كانت تحمل جوازا عراقيا لما استطاعت ذلك مهما بلغت شهادتها الجامعية من علو ورقي رغم انه شعور محزن يغمر اي عربي لانه يعامل باحترام كونه مواطنا اجنبيا وليس عربيا ، وختمت النجفي حديثها متمنية من الدول العربية ان تحذو حذو تلك الدول الغربية في تسهيل الدخول وكافة المعاملات امام مواطنيها العرب.
يقول الدكتور علي ناصر كنانة وهو كاتب وشاعر عراقي يعمل في وزارة الثقافة القطرية حاصل على الجواز السويدي : اذا كنا نعني ضمنا الجنسية الاجنبية فإن قيمة الجواز الاجنبي هو دخول حامله الى اي بلد عربي بدون تأشيرة (الفيزا) فضلا عن دخوله لاي بلد اوروبي كمواطن في حين لا يتمتع المواطن العربي بما فيهم العراقي بهذا الامتياز، كذلك يوفر الجواز الاجنبي الحماية القانونية لحامله فلو تعرضت انا شخصيا على سبيل المثال لاي مشكلة قانونية عندها ستتدخل الدولة السويدية لحمايتي وسترسل محاميا للتدقيق في الحالة ومتابعتها.. اما عن شعوره كونه يحمل جوازا اجنبيا فقد وصفه بالمفرح تارة نظرا لتسهيل الامور والتنقل والمزايا والمحزن تارة اخرى لانه يرغب بهذه التسهيلات والاحترام كونه مواطنا عراقيا وليس سويديا كما عبر عن شعوره المؤسف تجاه دولنا العربية التي لا تحترم مواطنيها مشيرا الى المثل القائل ( اذا لم يحترمك اهلك فلن يحترمك الآخرون ).

جوازك مختوم في إيران
واذا كان جوازك قد اشر بختم دولة مثل ايران فما عليك الا ان توضب حقيبتك وتأخذ جوازك وتعود بادراجك الى العراق وبسرعة البرق قبل ان يحول جوازك الى المخابرات وعندها سيكون التعامل معك عصريا ورقيقا جدا وباحترام كونك عراقيا وقد دخلت الى ايران في يوما ما سواء اكنت تاجرا او دبلوماسيا او ذهبت الى العلاج او مررت بإيران كمسافر الى دولة اخرى(ترانسيت)المهم ستعاني ما تعانيه وللاسف ان هذه ليست حالة فردية او تصرفا شخصيا من موظف واحد او موظفين لكن هذه الحالات هي حالات عامة والعراقيون يتحدثون عنها دائما وهذا التعامل ليس في دولة عربية معينة بل في اكثر الدول العربية.
يقول ابو عباس انه ذهب وعائلته لزيارة ايران لغرض العلاج لانه يعاني من الفقرات ولكنه تم نصحه بالذهاب الى الاردن لغرض اكمال العلاج وما ان شاهد ضابط الجوازات ختم الجمهورية الاسلامية حتى قفز من مكانه وكأنه اكتشف لغما خطيرا فصرخ (هل ذهبت الى ايران) فقلت نعم ثم قال (وماذا جئت تفعل في الاردن ) فقلت له جئت لاكمال العلاج فقال لا انت جئت لعمل آخر، ثم اخذ جوازي وذهب وبعد 3 ساعات عاد ومعه الجواز وقال عليك العودة الى بغداد ولم تنفع كل توسلاتي وسوء حالتي وهكذا تم اعادتي الى بغداد وسط ذهول ونظرات مئات من الجنسيات المختلفة من كل بقاع الارض الذين تم ختم جوازهم بالموافقة على الرغم من ان اغلبهم ختمت جوازاتهم سابقا بالختم الإسرائيلي !

وزير الداخلية الأردني يبرر
وزير الداخلية الأردني عيد الفايز اكد أن بلاده توصلت "إلى تفاهمات مشتركة" مع الجانب العراقي- قال في المقابل: "نحن في الأردن يهمنا الأمن الوطني" وضمان "عدم وقوع اختراقات عبر الحدود أو على الساحة الأردنية". وأكد الفايز في مقابلة صحافية أن "الأجهزة الأمنية واعية وتراقب أي شخص يأتي للأردن سواء كان زائرا او عابرا" لافتا إلى أن من واجب الدولة "رصد ومراقبة الساحة الأردنية". على أن وزير الداخلية قلّل من حجم مشكلة الاحتجاز على الحدود. وقال ردا على سؤال "طرح الجانب العراقي أمورا عديدة. هي إشكالات بسيطة جدا تتعلق بالمعاملات الحدودية وختم الجوازات، وقد تجاوبنا معهم".

رحيم المالكي (نهر ذلة وره طريبيل)
رحم الله شاعرنا المبدع الشهيد رحيم المالكي حينما اختصر معاناة كل العراقيين العاملين او المتوجهين للعمل ايام الحصار في الاردن حينما ردد جملة موجعة وقاسية في قصيدة طويلة عن معاناة العراقيين بقوله ( نهر ذلة وره طريبيل ) يقول سلام الساعدي صديقي المقيم حاليا في السويد حيث وجد في هذا البلد قمة الانسانية الراقية والتعامل الآدمي على الرغم من الاجراءات الطويلة لقبوله كلاجئ فأول الاشياء عند هذه البلدان (الكافرة) هو انهم يمنحونك الغطاء والطعام اولا لانك انسان ثم تبدأ خطوات الاستفسار وسبب الهجرة بمعاملة انسانية تقترب الى حد كبير من اخلاق ومثل الانبياء والملائكة ، يقول صاحبي : انا لم اتعرض الى اي مضايقة في اي بلد اوربي من البلدان الاوربية التي زرتها .. سوى بعض الاجراءات الروتينية .. بينما اغلب المضايقات التي تعرضت لها هي في الاردن وسوريا والسعودية .. اما في سوريا فأعتقد انك زرت سورية وتعرف كيف معاملتهم السيئة من تعاطي الرشوة الى رمي الجوازات بطريقة غير لائقة اضافة الى الطوابير الطويلة والانتظار الممل.. لكن كل هذا يهون امام ما تعرضت له في الاردن من معاملة سيئة جدا جدا.. عندما كنت احمل الجواز العراقي .. منها سؤالهم من اي قبيلة انت .. اي من اي عشيرة .. طبعا كي يعرفوا انك شيعي ام سني.. وربما في اغلب الاحيان لا يسمحون لك بالدخول اذا كنت شيعيا ... ليس هذا فقط .. انما حتى اغلب افراد الشعب الاردني. اول ما يعرف انك عراقي .. يبادرك بالقول ان صدام بطل .. وغيرها من الترهات .. وانك في هذه الحالة اما ان تلتزم الصمت .. واما ترد عليه ,, وحينها تحدث مشكلة طبعا .. لكن بعد حصولي على الجواز الاوربي.. دخلت الاردن.. والعجيب ان المعاملة اختلفت تماما .. حيث الاحترام والتقدير.. وحينما  زرت السعودية كرهت نفسي لانني عربي.. عندما شاهدت قلت احترامهم للحجاج العراقيين.. فقد تعرضنا الى معاملة سيئة جدا .. منذ دخولنا الى السعودية وحتى لحظة خروجنا منها .. اول كلمة بادرونا فيها .. هو لا تشرك يا حاج .. لأنهم شاهدوا احد الحجاج يصلي على التربة فاتني ان اذكر لك المضايقة التي تعرضت لها في قطر .. هذه الدولة القزم .. عند مشاركتنا في مهرجان الدوحة الثقافي .. حيث كنت مع الوفد الذي يضم مجموعة من كبار الفنانين العراقيين عددهم يصل الى الاربعة واربعين فنانا وانا كنت الاعلامي الوحيد معهم .. حيث تعرضنا الى معاملة مختلفة عند دخولنا الى قطر.. حيث جميع المسافرين من بلدان العالم لا يتأخرون سوى دقائق .. اما نحن فقد تأخرنا اكثر من سبع ساعات في المطار .. لانهم كانوا يدققون في جوازاتنا ويبعثرون اغراضنا ..
ما الذي نقرأه في جوازات الدول
حامل هذا الجواز تحت حماية الولايات المتحدة  (فوق اي ارض وتحت اي سماء ) عبارة مكتوبة في الصفحة الاولى من الجواز الاميركي وكذلك (نحرك اسطولنا  من اجلك ) في الجواز الكندي وايضظا عبارة المملكة المتحدة (لن نخذلك ابدا)  وفي الجواز العراقي كتب ( يرجى تسهيل مهمة حامل هذا الجواز ) وفي حالة فقدانه يغرم صاحبه 50 الف دينار.
اخيرا قنوات البي بي سي والسي ان ان والجزيرة والام بي سي تناقلت خبر مفاده ان مواطنا عراقيا تم تأخيره في احدى مطارات الدول العربية 5 دقائق مما استدعى هذا الامر الى حضور السفير العراقي والذي هدد بقطع العلاقات الامر الذي جعل رئيس الدولة المضيفة تقدم الاعتذار  والاستضافة المواطن العراقي لمدة شهر في ارقى فنادق العاصمة على امل ان لا يحرك العراق أسطوله للثأر لكرامة مواطنه.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced